وزارة الخارجية الأمريكية
مركز دبي الإعلامي
إيجاز خاص
21 يونيو/حزيران 2023
المنسقة: تحياتي للجميع من المركز الإعلامي الإقليمي بدبي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية. أود أن أرحب بالمشاركين الذين ينضمون إلينا من الشرق الأوسط ومن جميع أنحاء العالم في هذا الإيجاز الصحفي المسجل والقابل للنشر مع الجنرال أليكسوس جرينكيويش في سلاح الجو الأمريكي. خلال هذه المكالمة، سيناقش الفريق غرينكويتش العمليات الجوية والتنسيق في الشرق الأوسط ويقدم نظرة معمقة للعدوان الروسي الأخير ضد القوات الأمريكية في سوريا. بعد الكلمة الافتتاحية، سيتلقى الفريق غرينكويتش أسئلة من الصحفيين المشاركين.
يسعدنا أن نقدم ترجمة فورية لهذا الإحاطة باللغة العربية، ولكننا نرجو من الجميع أخذ ذلك في الاعتبار والتحدث ببطء.
والآن سأعطي الكلمة إلى الجنرال غرينكويتش. تفضل، سيدي.
الجنرال غرينكويتش: مرحبا بكم وشكرا جزيلا لك، يا هالة، ومساء الخير للجميع. اشكر انضمامكم إلينا اليوم في هذه المكالمة وتوفير الوقت الازم للتواجد معنا. سأبدأ بالتحدث إليكم بإيجاز حول كيف ننظر في القوات الجوية المركزية إلى المنطقة وكيف نرى مهمتنا هنا.
ببساطة شديدة، مهمة القوات الجوية للولايات المتحدة هي الطيران والقتال والفوز والقدرة على توفير القوة الجوية في أي مكان وفي أي وقت. ونحن نفعل ذلك هنا في الشرق الأوسط، فننفذ عمليات قتالية كل يوم لدعم قوة المهام المشتركة، أو عملية العزم الصلب، وهي الجسم العسكري للتحالف الدولي الذي يقاتل داعش في العراق وسوريا. وبالطبع، نعمل عن كثب مع شركائنا في التحالف والدول الشريكة لنا هنا في المنطقة للقيام بذلك.
وعلى نطاق أوسع، تركز مهمتنا في القوات الجوية المركزية على تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين. مرة أخرى، جزء من ذلك هو العمل على هزيمة داعش، وجزء كبير منها يبذل كل جهد ضروري لردع إيران ووكلائها، ثم أخيرا هنالك العمل مع الدول الشريكة لنا في المنطقة، والقوات الجوية الأخرى، لتطوير قدراتنا بشكل متبادل حتى نتمكن جميعا من أداء وظائفنا بشكل أفضل في القتال.
وثمة أمور ثلاثة أود إبرازها هنا وأعتقد أنها قد تهمكم بعض الشيء والتي قمنا بتنفيذها خلال الأيام القليلة الماضية والتي تتناسب مع هذه المجموعة الواسعة من الأولويات التي أوجزتها.
أولها مهمة فرقة العمل القاذفة التي أجريناها في الثامن من يونيو/حزيران، وأنا أعلم أن هذه العملية قد لقيت بعض التغطية في وسائل الإعلام، ولكن هناك بعض الأشياء الفريدة حقا حول هذا الأمر. فعندما تنفذ الولايات المتحدة مهمة فرقة العمل القاذفةةفإن الهدف يكون إظهار التزامنا تجاه شركائنا وإظهار قدرة الولايات المتحدة على جلب قوة قتالية ساحقة في أي لحظة. هذه القاذفات تطير من مسافات طويلة جدا – إما من مواقع في أوروبا أو المحيط الهادئ، بل وأحيانا تقطع كل المسافة قادمة من الولايات المتحدة – ويمكن أن تكون هنا في غضون ساعات، وهذا مهم جدا بالنسبة لنا من منظور الردع، وما يطمئن شركاءنا، مرة أخرى، أنه يمكننا جلب القوة الساحقة بسرعة كبيرة.
ومع ذلك، فإن فريق عمل القاذفات لا يتم إدارته من قبل قواتنا فقط، بل تشارك العديد من الدول الشريكة لنا أيضا من خلال مهام مرافقة طيران إلى جانب القاذفات أثناء تواجدها في المنطقة. توفر هذه المهام فرصا ثمينة لنا لتعزيز تكاملنا وإمكانية التشغيل البيني. لذلك، فهي بمثابة أحداث تدريبية حاسمة بالنسبة لنا. وأثناء نشر فرقة العمل الأخيرة، لم نستخدم فقط أسلحة ذخائر الهجوم المباشر المشترك GBU-38، لمن هم على دراية بالمصطلحات، ولكننا أجرينا أيضا أول نشر تدريبي على الإطلاق لصواريخ جو أرض من طراز AGM-158A. وهو سلاح بعيد المدى يمكن نشره من مسافة آمنة. يمثل هذا المعلم البارز المرة الأولى التي قمنا فيها بدمج استخدام صواريخ الأرض جو (JASSM) خلال فرقة العمل القاذفة في هذه المنطقة، ولم يكن ذلك ممكنا بدون دعم الدول الشريكة لنا، وما يوضحه هذا الإنجاز بجلاء أن التزامنا دائم بالدفاع الجماعي والتعاون.
الأمر الثاني الذي أود تسليط الضوء عليه هو نشر سلاح الجو الأمريكي من طراز F-22 Raptors الذي قمنا به مؤخرا في منطقة مسؤوليتنا. وهذا جزء من عرض متعدد الأوجه للدعم والقدرة الأمريكية في أعقاب ما يمكن اعتباره سلوكا غير آمن وغير احترافي بشكل متزايد من قبل الطائرات الروسية العاملة في سوريا. أعلم أنه قد تكون هناك بعض الأسئلة حول هذا الأمر، لكن F-22 هي المقاتلة المتفوقة جويا والأكثر تقدما في العالم. ولكننا وجدنا أن القوات الجوية الروسية في سوريا زادت من سلوكها غير المهني وكانت تطير بطريقة أكثر عدوانية تجاهنا. لذلك كان من الضروري بالنسبة لنا تغيير موقفنا وتعديل بعض تدابيرنا الدفاعية التي كنا نتخذها في مواجهة سلوكهم. وكما قلت سابقا، إنه سلوك محبط للغاية بالنسبة لي أن أرى القوات الجوية الروسية في حالة غير مهنية كما هي عليه الآن.
نقطة أخيرة أريد أن ألقي الضوء عليها، وهي فرقة العمل 99، فريق العمل المشترك ومقره في قاعدة العديد الجوية في قطر. لدينا الآن خمس دول التزمت بأفراد متفرغين لقوة العمل هذه والعديد من المهتمين، ولديهم أسطول متزايد من الطائرات بدون طيار، ونتطلع إلى استخدام هؤلاء في بعض عملياتنا هنا في المنطقة، سواء للعثور على أهداف صعبة – أي الأشياء التي نريد تحديد موقعها على الأرض سواء أثناء القتال ضد داعش أو لأغراض أخرى. نحن نستخدم أسطول فرقة 99 من الطائرات بدون طيار لزيادة معرفتنا بالمجال الجوي في المنطقة، وهي بالإضافة لذلك توفر فرصا رائعة لتعقيد الوضع بالنسبة لخصومنا وإعطائهم مسائل صعبة يتعين عليهم حلها بتكلفة منخفضة بالنسبة لنا.
لتلخيص النقاط الرئيسية الثلاث هذه، من المهم تسليط الضوء على أهمية شراكاتنا. هذه الشراكات ليست حيوية فقط لفرقة العمل 99 وفرقة العمل القاذفة ولكن أيضا لدعم نشر طائرات F-22 المقاتلة في المنطقة. ولسوف أتوقف مؤقتا لأجيب بكل سرور عن أي أسئلة قد تكون لديكم.
المنسقة: شكرا لك سيدي. سنبدأ الآن قسم الأسئلة والأجوبة في مكالمة اليوم. سؤالنا الأول موجه من لوري ميلروي من كردستان 24 ، وسؤالها هو: “هل ترى أن العدوان الروسي الأخير على القوات الأمريكية في سوريا مرتبط بالحرب في أوكرانيا والاستقطاب الدولي الذي أحدثته حرب العدوان الروسية هناك؟”
الجنرال غرينكويتش: هذا سؤال جيد حقا، وشكرا على إرساله. نحن بالتأكيد نفكر في تفاعلاتنا مع الروس في سوريا في سياق الصراع المستمر في أوكرانيا. من وجهة نظري، أرى القوات الجوية الروسية على أنها أكثر عدوانية في سوريا، ربما كوسيلة للتعويض عن حقيقة أنه كان عليهم نقل القدرات والإمكانيات خارج سوريا من أجل دعم الحرب في أوكرانيا.
أيضا، أعتقد أن هناك ارتباطًا فيما يتعلق بالعقلية التجريبية. لقد شهدنا الحادث مؤخرا في البحر الأسود، حيث أصابت مقاتلة روسية تحلق بمناورات غير احترافية بالفعل طائرة MQ-9. لقد حدث ذلك بدون قصد من الطيار ويمكنك أن ترى من الفيديو – لا يوجد طيار يضع طائرته عن قصد على تماس بطائرة أخرى. لكن ذلك الطيار اصطدم بالطائرة MQ-9 وسقطت من السماء. كمكافأة لهذا السلوك غير المهني، وهو أمر فظيع تماما من منظور الطيران، حصل ذلك الطيار على ميداليات. ولذلك، عندما ينحدر سلاح جوٍ بشدة على السلم الاحترافي لدرجة أنهم يمنحون ميداليات بهذه الطريقة، يجب أن تتساءل حقا عما يفكرون فيه.
لذا فإن قلقي من أن الطيارين المقاتلين الذين يتم نشرهم الآن في سوريا من روسيا سوف يرون أنهم يكافؤون على هذا النوع من السلوك، ما يجعلهم يبالغون فيه. وأكبر خطر يواجهنا جميعا هو أن هذه الطائرات لا تطير في مهام تدريبية؛ إنها في مهام قتالية، فطائراتنا والطائرات الروسية لديها جميعا أسلحة حية على متنها. وهذا النوع من السلوك يزيد من مخاطر سوء التقدير، ونوعا ما من الحوادث التي تحدث بشكل غير مقصود.
لذا، مرة أخرى، أعتقد أنه سيكون من الحكمة أن تعود روسيا إلى بروتوكولاتنا الخاصة بعدم التضارب، وهو ما التزموا به منذ عام 2019 وحتى وقت قريب نسبيا. لا أفهم تماما سبب اعتقادهم أنه من المناسب الابتعاد عن هذا، ولكن مرة أخرى، هذا الانخفاض في مستوى المهنية والاحتراف كما أشارت إليه حادثة البحر الأسود هو بالتأكيد جزء من حساباتنا.
المنسقة: شكرا لك سيدي. والآن سننتقل إلى قائمة الانتظار المباشرة وسؤالنا الأول من عبد الحليم سليمان من إندبندنت عربية. عبد الحليم، تفضل واطرح سؤالك.
سؤال: مرحبا؟
المنسقة: نعم، تفضل سيدي. تفضل. تفضل.
سؤال: مرحبا (بالعربية). بالإنجليزية؟
المنسقة: نعم، نعم، بالإنجليزية، من فضلك.
سؤال: نعم، حسنا. شكرا لكم. كم مرة كان هناك احتكاك غير مهني بين القوات الجوية الأمريكية والروسية، وكيف يمكن لذلك أن يؤثر على الحرب الجوية للتحالف ضد داعش، خاصة وأن (كلام غير مسموع) تتأثر بالطائرات التركية بدون طيار؟ هل تعتقد أن روسيا سمحت لتركيا بعملية عسكرية مرة أخرى عندما يكونون في المنطقة؟ شكرًا لك.
المنسقة: جنرال، هل سمعت هذا السؤال؟
الجنرال غرينكويتش: أعتقد أنني حصلت على معظمه، لذا سأبذل قصارى جهدي للرد. لقد كان الصوت متقطعا بعض الشيء، لكنني أعتقد أن السؤال العام كان كم مرة واجهنا حوادث مع الروس وكيف يؤثر هذا الاحتكاك على معركتنا ضد داعش. لذا سأجيب على ذلك وأعطي بعض الأفكار الأخرى.
لقد شهدنا حوادث دخلت فيها الطائرات الروسية إلى المجال الجوي الذي تم الاعتراف به منذ فترة طويلة على أنه المجال الجوي للتحالف، حيث يُسمح لها بالتحليق إذا نسقت معنا من أجل عدم التضارب. لكننا شهدنا مؤخرا حوادث متعددة لدخول طائرات روسية إلى مجالنا الجوي، بما في ذلك في وقت سابق اليوم بالتوقيت السوري، فضلاً عن حوادث وقعت بالأمس واليوم السابق. هذا النمط من النشاط الروسي مثير للقلق.
ومما يثير قلقنا بشكل متكرر دخول الطائرات الروسية إلى أجوائنا، على الرغم من حقيقة أننا نحافظ على هذا المجال الجوي بسبب وجود قوات التحالف على الأرض التي تركز على محاربة داعش. ولكن المقلق أن الروس غالبا ما يطيرون مباشرة فوق أو على مقربة من حامياتنا بذخائر جو-أرض، بما في ذلك القنابل. هذا وضع ينذر بالخطر لأنه إذا تم عكس الأدوار، فلن نتحرك أبدًا عن قصد فوق موقع روسي بأسلحة على متنها. علاوة على ذلك، إذا أبلغنا الروس عن موقع قواتهم، فسنبذل قصارى جهدنا لتجنب تلك المنطقة. لذلك، فإن الإجراءات المتعمدة للروس الذين يطيرون بهذه الطريقة تثير مخاوف كبيرة.
هذا السلوك له آثار كبيرة. إنه يشتت تركيزنا جميعًا في سوريا ولنا هدف مشترك يتمثل في محاربة داعش، التي على الرغم من ضعفها، لا تزال تشكل تهديدا وتحتفظ بدرجة من حرية العمل، خاصة في المناطق التي يجب أن يمارس فيها النظام السوري والروس الضغط عليهم. ولا تزال داعش قادرة على إدارة معسكرات تدريب وتعزيز قدراتها لأن الروس والنظام إما يفتقرون إلى القدرة أو الاستعداد لمواجهة تهديد داعش. وبالتالي، يمتد هذا إلى مناطق من سوريا حيث تعمل قواتنا الشريكة، وكذلك إلى البلدان المجاورة مثل العراق.
هذا السلوك من قبل الروس هو في جوهره إلهاء كبير. نحن مضطرون لتحويل انتباهنا إلى الدفاع عن قواتنا. علاوة على ذلك، يجب أن يكون هذا مصدر قلق للروس أنفسهم، لأنهم يسمحون لتهديد داعش بالنمو تحت أنوفهم. هذا يلخص المخاوف المرتبطة بسلوكهم.
المنسقة: شكرا لك سيدي. وللعودة إلى الأسئلة المقدمة مسبقا، كان هناك اهتمام كبير بإيران، لذلك سنطرح سؤالاً من كامل منصاري من جون إندبيندنت من الجزائر. والسؤال هو: “كيف تقيمون المصالحة الأخيرة بين السعودية وإيران من حيث تأثيرها على تخفيف التوترات في الشرق الأوسط، ولا سيما في سوريا؟”
الجنرال غرينكويتش: هذا سؤال جيد حقا. سأبدأ بتأثير المصالحة الأخيرة، إذا صح التعبير، بين المملكة العربية السعودية وإيران. أول شيء أود قوله هو أن أي شيء ينزع فتيل التوترات في الشرق الأوسط أرى أنه توجه إيجابي. لذلك أعتقد أن هناك الكثير من الفوائد التي تأتي عندما تتحدث الدول مع بعضها البعض، عندما يكون لديهم علاقات دبلوماسية. وهذا يوفر سبيلا آخر لحل الخلافات بدلاً من اللجوء دائمًا إلى البعد العسكري. لذا فإن هذا النوع من التقارب أو المصالحة هو، في رأيي، أمر مرحب به دائما.
في سوريا، لست متأكدا بعد من كيف سينعكس ذلك، ومرد ذلك يعود في الواقع إلى الروس. وكما نعلم جميعا، كانت إيران تبيع طائرات بدون طيار للروس، وكانت تستخدم تلك الطائرات ضد القوات الأوكرانية. وإيران وروسيا لديهما علاقة متنامية. شعوري هو أن إيران تشعر أن روسيا مدينة لها بشيء، وأن روسيا الآن بطريقة ما مدينة بالفضل لإيران.
يريد الإيرانيون بالتأكيد أن يرحل التحالف عن سوريا ويريدون ذلك حتى يتمكنوا من الحصول على حرية التصرف لجعل الجماعات المتحالفة مع إيران تنقل أسلحة تقليدية متقدمة وقدرات فتاكة عبر سوريا لأغراضهم الخاصة: تهديد إسرائيل أو تهديد مصالح من يختلفون معهم. وهكذا، بالنسبة لي، فإن العلاقة المتنامية بين إيران وروسيا سيكون لها تأثير كبير على كيفية تعديل إيران لسلوكها في سوريا أو عدم قيامها بذلك.
من منظور أوسع، أعتقد أنه على الرغم من التقارب الأخير والتقليل العام للتوترات في المنطقة، فإن النظام الإيراني لم يتغير. وهو يواصل العمل كحكومة سلطوية وثيوقراطية تقوم بقمع مواطنيها بنشاط بسبب انتهاكات طفيفة للحرية، مثل عدم الامتثال لقواعد الحجاب. عندما يعطي النظام الأولوية لفرض قواعد السلوك الصارمة على رفاهية شعبه ويكون أكثر اهتماما بتصدير المساعدات القاتلة، فإنه يعزز عدم الاستقرار بطبيعته. وذلك لأن النظام يعتمد على عدم الاستقرار هذا لتبرير قبضته على السلطة وحشد شعبه ضد التهديدات الخارجية المتصورة. في النهاية، فإن سعي النظام الإيراني للحفاظ على قبضته غير الشرعية على السلطة يستلزم استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
المنسقة: شكرا لك سيدي. سنعود إلى قائمة الانتظار المباشرة، وسنعطي المجال إلى مايكل واغنهايم من i24. مايكل، تفضل.
سؤال: شكرا جزيلا. كما ذكرت، من الواضح أن روسيا تقوم الآن بالمزيد من عمل إيران في سوريا وليس العكس. إذا إلى أي مدى تخشى الولايات المتحدة أن يؤدي تعميق المساعدة الإسرائيلية لأوكرانيا إلى اعتداء مماثل من جانب روسيا ضد القوات الإسرائيلية التي تشن عمليات فوق سوريا أو ربما تفرض روسيا قدرا أقل من حرية العمل لتلك الضربات في سوريا؟ وهل كانت هناك أي علامات على حدوث ذلك بالفعل؟
الجنرال غرينكويتش: مرحبا بك، مايكل. سؤال جيد للغاية يكشف مرة أخرى مدى التعقيد والديناميكية التي نراها في هذه المنطقة، في سوريا على وجه الخصوص. لا يمكنني التحدث باسم الإسرائيليين وكيف ينظرون إلى العلاقة الروسية والإيرانية، لكن يمكنني أن أخبرك أن العلاقة المتنامية بين روسيا وإيران وإمكان فتح طرق حيث تكون إيران قادرة على دفع المساعدات الفتاكة عبر سوريا التي تهدد إسرائيل وهذا بالتأكيد مصدر قلق للولايات المتحدة. من الواضح أن إسرائيل هي أحد شركائنا المقربين في المنطقة – أحد شركائنا العديدين الذين تربطنا بهم علاقة طويلة الأمد وتاريخ طويل معهم.
وهكذا يبقى أن نرى بالضبط كيف تؤثر العلاقة الروسية مع إيران على العلاقة الروسية مع إسرائيل. إنه شيء نراقبه عن كثب بالتنسيق مع شركائنا الإسرائيليين، وسنرى كيف ستتطور الأمر. لكن من المؤكد أن للإسرائيليين كل الحق في التصرف دفاعا عن أنفسهم، والولايات المتحدة لديها التزام صارم بالدفاع عن إسرائيل، وسيستمر ذلك.
المنسقة: شكرا لك سيدي. ينتقل سؤالنا التالي من الأسئلة المقدمة مسبقا إلى محمد ماهر من جريدة المصري اليوم والعين نيوز. ويسأل، “الجنرال غرينكويتش، هل يمكنك أن توضح بالتفصيل النشر الأخير للطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز F-22 رابتور في الشرق الأوسط؟ كيف تتوقع أن يساهم هذا الانتشار في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة؟”
الجنرال غرينكويتش: إن قدرة الولايات المتحدة على نشر قوة قتالية كبيرة بسرعة، مثل سرب التفوق الجوي من الجيل الخامس، في الشرق الأوسط هي طمأنة لشركائنا الإقليميين. على الرغم من أن الوجود اليومي للقوات الأمريكية في المنطقة قد لا يكون مكثفًا كما كان قبل عدة سنوات، إلا أننا نحتفظ بالقدرة على جلب قوات إضافية بسرعة من خارج المنطقة عند الضرورة.
على سبيل المثال، في هذه الحالة بالذات، كانت طائرات F-22 منخرطة في البداية في مهمة مختلفة في أوروبا. ومع ذلك، بمجرد انتهاء تلك المهمة، تمكنا من نشرهم في الشرق الأوسط لفترة محددة. يساهم وجودهم في الاستقرار الإقليمي ويهدف إلى إعادة ضبط علاقتنا مع الروس في سوريا، وتشجيعهم على الالتزام بالبروتوكولات المعمول بها.
من منظور إقليمي، فإن القدرة على تعزيز القوة القتالية بسرعة أمر بالغ الأهمية. على الرغم من أنه قد يكون هناك عدد أقل من القوات المتمركزة على الأرض مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أنه لا ينبغي الشك في التزام الولايات المتحدة الثابت تجاه المنطقة. يستمر هذا الالتزام ويتجلى من خلال علاقات طويلة الأمد مع دول مثل إسرائيل والمملكة العربية السعودية والعديد من أعضاء مجلس التعاون الخليجي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تاريخنا المشترك المعقد مع العراق يؤكد التزامنا باستقراره.
القوات الجوية المركزية، إلى جانب الوجود الأمريكي الأوسع، ملتزمة بشدة بالمنطقة وستنشر قوات عند الضرورة لردع العدوان. إن وجودنا يدل على التزام طويل الأمد بأمن المنطقة واستقرارها.
المنسقة: شكرا لك. وسؤالنا التالي من قائمة الانتظار المباشرة سيوجه إلى بندر الورثان من جريدة اليوم السعودية. بندر، تفضل.
سؤال: نعم مرحبا. سؤالي حول التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية والحلفاء من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة. من وجهة نظرك سيدي، ما هي الملفات الأساسية التي يجب أن يكون لها أولوية التركيز من أجل تحقيق أعلى مستوى من النجاح؟ شكرًا لك.
الجنرال غرينكويتش: شكرا لك على سؤالك. سؤال جيد جدا. بسرعة كبيرة فيما يتعلق بالعلاقة مع المملكة العربية السعودية بما أنك ذكرتها على وجه التحديد، فسأخبرك، على المستوى العسكري، أن علاقتي مع قائد القوات الجوية الملكية السعودية، وعلاقة الجنرال كوريلا مع رئيس الأركان، هي من بين أقوى علاقاتنا. إنها بعض العلاقات التي أستمتع بها كثيرا، وأنا أقدر كل فرصة أتيحت لي للذهاب إلى المملكة العربية السعودية وزيارة شركائنا. وهذا بالتأكيد ينطبق على جميع حلفائنا وشركائنا الآخرين هنا في المنطقة.
من منظور إقليمي إذا وسّعنا العدسة، ربما تندرج الملفات الرئيسية التي نركز عليها في حوالي ثلاثة مجموعات. لذا فإن أولها مكافحة الإرهاب والتصدي للتهديد الذي تشكله الجماعات المتطرفة مثل داعش والجهات العنيفة الأخرى أولوية قصوى. من خلال الجهود المشتركة وتبادل المعلومات الاستخباراتية، يمكننا تعزيز قدراتنا على مكافحة الإرهاب بشكل فعال.
لذلك هناك الكثير من التحضير المستمر لهذه العمليات. وهناك حوارات صريحة على عدد من المستويات المختلفة، من المخططين إلى المستويات الأكثر إستراتيجية في هذا الشأن، تجري بشكل منتظم للغاية مع المملكة العربية السعودية وشركاء آخرين.
مجال مهم آخر لتركيز القوات الجوية المركزية هو تكامل أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي الإقليمية. يتضمن ذلك الاستفادة من قدرات الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي نشرت أصول دفاع جوي في المنطقة والقدرات الدفاعية القوية للدول الإقليمية. الهدف هو إنشاء إطار عمل شامل يربط هذه القدرات معًا، مما يخلق صورة تشغيل موحدة. هذا التكامل ضروري لضمان عمليات دفاعية قوية وفعالة.
لتحقيق هذا التكامل، تعد الحلول التقنية ضرورية، بما في ذلك أنظمة الرادار وشبكات الكمبيوتر وأنظمة الاتصالات التي يمكنها التواصل بشكل فعال مع بعضها البعض. بالإضافة إلى ذلك، فهو يعتمد على استعداد بين حلفائنا وشركائنا لتبادل المعلومات والاستخبارات، فمن خلال تشكيل هيكل دفاعي إقليمي متماسك، يمكننا المساهمة في استقرار أكبر في المنطقة على المدى الطويل. أشكرك على طرح هذا السؤال.
المنسقة: وسؤالنا الأخير من الأسئلة المقدمة مسبقا وهو من خالد الجرعتلي من عنب بلدي، متسائلاً: “سمعنا من الخبراء أن جهود الولايات المتحدة لتعطيل تجارة المخدرات التي يديرها النظام السوري في المنطقة قد تتضمن استهدافا جويا لمرافق إنتاج المخدرات. هل هذا اعتبار جدي على أجندة واشنطن؟”
الجنرال غرينكويتش: نعم، اسمحوا لي أن أبدأ بالقول فقط إن الزيادة في تجارة المخدرات وتدفقات تلك المواد غير المشروعة من سوريا أمر مقلق للغاية بالنسبة لي. نحن بالتأكيد نرى روابط مع النظام السوري في تلك الشبكة من مهربي المخدرات. ومع تدفق المخدرات مثل الكبتاغون من سوريا عبر الحدود إلى البلدان المجاورة، فلن يقتصر الأمر على البلدان التي تحيط بسوريا فقط. هذا خطر حقيقي للغاية من أن تجارة المخدرات هذه يمكن أن تنتشر على نطاق أوسع في جميع أنحاء المنطقة وحتى خارج المنطقة. ولذا أعتقد أنه شيء يجب علينا جميعا أن نركز عليه ويجب علينا جميعا أن نهتم به.
وفيما يتعلق بتعاملنا مع هذا الأمر، من وجهة نظر الولايات المتحدة، هذه ليست مهمة عسكرية في المقام الأول. هناك عدد من الأجزاء الأخرى في الحكومة – لا يمكنني التحدث عن جميع التفاصيل هنا – ولكن هناك عددا من الوكالات الأخرى في الحكومة الأمريكية التي تعمل عن كثب مع البلدان المجاورة تبحث عن طرق يمكنها من خلالها تعزيز الإجراءات والتدابير الدفاعية التي يمكنهم اتخاذها من أجل تأمين حدودهم بشكل أفضل ووقف هذا التدفق غير المشروع للمخدرات بشكل أفضل.
لكن مرة أخرى، إنه تطور مقلق للغاية بالنسبة لي. أعتقد أن هناك احتمالا مؤسفا لزرع عدم الاستقرار الإقليمي في العديد من الدول الشريكة الرئيسية لدينا، وهو أمر سنبقى على اتساق شديد معهم بشأنه بينما نعمل على إيجاد حلول لهذه المشكلة التي تنبع من سوريا.
المنسقة: شكرا لك سيدي. بهذا يكون الوقت المخصص لنا قد انتهى. وأعتذر لأولئك الذين لم يتمكنوا من طرح أسئلتهم. لكن سيدي، الجنرال غرينكويتش، إذا كان لديك أي ملاحظات ختامية، فسأعيد الكلمة إليك.
الجنرال غرينكويتش: لا، فقط شكرا مرة أخرى على إتاحة الفرصة لي لأكون هنا. أعتقد أنني سأنتهي من حيث بدأت، وهو أن شركاءنا وشبكة الحلفاء والشركاء الذين لدينا في المنطقة هم بالفعل أهم ما لدينا. وأنا ملتزم تماما بالعمل مع القوات الجوية الشريكة هنا في المنطقة والشركاء الآخرين الذين يجلبون قوات إلى المنطقة ذات أهداف مماثلة لأهدافنا من أجل المساعدة في الحفاظ على السلام والاستقرار.
لقد أحرزنا تقدما جيدا في القتال ضد داعش. لم ينته الأمر بعد، لكنه تحالف دولي ناجح للغاية أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. نحن، كما أعتقد، نردع المعتدين الإقليميين الآخرين مثل إيران، التي تظل مصدر قلق رئيسي لنا، ونعمل على ضمان أن العلاقة المتنامية بين إيران وروسيا لا تسهم في المزيد من عدم الاستقرار الإقليمي، وهذا أمر ضروري للغاية.
كيف نفعل ذلك؟ مرة أخرى، يعتمد تحقيق تكامل أنظمة الدفاع الإقليمية بشكل كبير على التعاون مع شركائنا. سواء كان شركاؤنا يعملون معنا أم مع فرقة العمل 99، بشأن بعض قدراتنا المبتكرة التي نجلبها، أو عندما نكون قادرين على جلب المزيد من القدرات التقليدية مثل مقاتلات F-22 وفرقة العمل القاذفة، فإن مشاركتهم أمر بالغ الأهمية لنهجنا في المنطقة. هذه الجهود التعاونية هي عناصر أساسية تُظهر التزام الولايات المتحدة الثابت. يدل وجود القوات الجوية المركزية على التزامنا الدائم بالمنطقة والتزامنا المستمر باستقرارها. من خلال العمل عن كثب مع شركائنا، يمكننا تعزيز هذه الرسالة وتعزيز حقيقة أن وجودنا طويل الأمد.
مرة أخرى، شكرا جزيلاً لكم جميعا على الوقت الذي أمضيتموه معنا اليوم.
المنسقة: حسنا. بهذا تنتهي إحاطة اليوم. أود أن أشكر الجنرال غرينكويتش على انضمامه إلينا، وأشكر جميع زملائنا من وسائل الإعلام على المشاركة. إذا كان لديكم أي أسئلة حول إحاطة اليوم، يمكنكم التواصل مع المركز الإعلامي الإقليمي بدبي على DubaiMediaHub@state.gov. شكرا لكم من جديد، وأتمنى لكم يوم سعيد.
للاطلاع على النص الأصلي https://www.state.gov/special-online-press-briefing-with-lieutenant-general-alexus-grynkewich-united-states-air-force/
هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الإنجليزي الأصلي هو النص الرسمي.