وزارة الخارجية الأمريكية
مكتب المتحدّث الرسمي
تصريحات
8 أيلول/سبتمبر 2021
قاعدة رامشتاين الجوية
ألمانيا
الوزير بلينكن: حسنا، تحياتي للجميع، وشكرا جزيلا لك، يا هايكو، على مشاركتك في استضافة هذا المؤتمر الوزاري اليوم. والشكر موصول أيضا لجميع زملائنا على المساهمات الرائعة التي قدمتها ألمانيا لدعم مهمتنا المشتركة في أفغانستان على مدار العشرين عاما الماضية، ولكن بشكل خاص خلال الأيام الماضية، ولا سيما جهود الإجلاء الجارية هنا في قاعدة رامشتاين الجوية حيث يقف كلانا الآن.
قبل وصولي إلى ألمانيا، كنت في الدوحة، حيث أتيحت لي الفرصة للقاء صديقنا وزير الخارجية آل ثاني، ومقابلة الأمير أيضا، وتسنّى لي أن أشكرهم شخصيا على شراكة قطر الرائعة معنا جميعا، ولا سيما من خلال السماح بعبور أكثر من 58000 شخص تم إجلاؤهم من أفغانستان، بمن في ذلك مواطنون أمريكيون، وموظفونا الغير أمريكيين، والمواطنون الأفغان المعرّضون للخطر، وبالطبع المواطنون من العديد من البلدان الممثلة هنا اليوم. في الوقت الحالي، مثل العديد من البلدان هنا، نحن ندير دبلوماسيتنا مع أفغانستان من الدوحة، ولذلك نحن ممتنون أيضا لأصدقائنا للسماح لنا بالقيام بذلك.
لقد فكّرنا أن من الجيّد أن نجتمع معًا اليوم للقيام بأمرين. أولا، لتقديم الشكر لكم على التعاون المستمرّ وغير العادي في هذا الجهد. أعتقد أن عملية الإخلاء التي انتهت في 30 آب/ أغسطس كانت، كما يعلم الجميع، مهمة عسكرية ودبلوماسية وإنسانية معقدة للغاية. وكان ذلك، مَثله مَثل كل جهودنا في أفغانستان على مدار العقدين الماضيين، مشروعا مشتركا حقا، بل وفي هذه الحالة كان مسعى عالميا تقريبا. كان العديد منكم شركاء في الجسر الجوي ويعملون جنبا إلى جنب مع فريقنا في كابول في المطار. وتعمل الكثير من الدول الآن كدول عبور. نحن نساعد في الجهود البرية، ووافق آخرون على إعادة توطين اللاجئين الأفغان بشكل دائم، ونأمل أن يحذو المزيد من الدول هذا الحذو. والحال أن كلّ بلد أو مؤسسة ممثلة هنا اليوم هي شريك في هذا الجهد المستمر، ونحن ممتنون لذلك حقا.
وبرأينا، فإن هذه هي الطريقة التي نحتاجها لتحقيق التقدّم فيما يتعلّق بأفغانستان. ولكن اسمحوا لي أن أُبرز بسرعة، وقبل أن أفسح في المجال لهايكو ومن ثمّ إلى متحدّثين آخرين بعده، ثلاثةَ مجالات يعتبر فيها تنسيقنا وتعاوننا أمرًا مهمًا بشكل خاص.
أولا، يجب أن نلزم طالبان، بما في ذلك الحكومة المؤقتة التي أعلن مؤخرا عن تشكيلها وأي حكومة أفغانية محتملة، بتعهّدها بالسماح للمواطنين الأجانب وحاملي التأشيرات من الأفغان بالسفر خارج البلاد إذا رغبوا في ذلك. لقد أكّدت طالبان مرارا أنها ستسمح بالسفر لأي أفغاني يحمل الوثائق المناسبة، وأكّدت أكثر من مائة دولة توقعها أن تفي طالبان بهذا التعهّد. وبالطبع، فهذا الأمر منصوص عليه الآن في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
لقد سمعنا – وكنت أتحدّث حول هذا مع هايكو في وقت سابق – خلال بعض اتصالاتنا مع طالبان أنهم قلقون بشأن ما يسمى بهجرة الأدمغة والأشخاص ذوي المعرفة والخبرة الذين يريدون أن يغادروا البلاد. وإحدى النصائح التي قدّمناها لهم كانت أن أفضل طريقة لإقناع الناس بالبقاء في أفغانستان هو السماح لهم بمغادرة أفغانستان، وكذلك الحفاظ على حقوقهم الأساسية. يبقى أن نرى ما إذا كانوا سيأخذون ذلك على محمل الجد. ولكن من الناحية العملية، فإن الخطوة الرئيسية لتمكين مثل هذه الحركة هي استئناف العمليات التجارية في مطار كابول، وهنا نشعر بالامتنان بشكل خاص للحكومات ولوكالات الأمم المتحدة التي تعمل على ذلك، ومرة أخرى، على وجه الخصوص، لأصدقائنا في قطر وأيضا في تركيا الذين عملوا بجد في المطار.
في غضون ذلك، فإن الطريقة الفورية التي يمكن لطالبان من خلالها إظهار رغبتها في احترام حرية الحركة هي السماح بمغادرة رحلات الطيران العارض مع ركاب موثقين بشكل صحيح. أعتقد أنكم جميعا تعلمون أن هناك عددا من هذه الرحلات التي كانت تنتظر في مطار مزار الشريف. وهذه نقطة أوضحناها بوضوح شديد في التعاملات الأخيرة مع طالبان ونشجع الآخرين على فعل الشيء نفسه.
نقطة ثانية يجب التأكيد عليها: لقد التزمت طالبان أيضا بمنع الجماعات الإرهابية من استخدام أفغانستان كقاعدة لعمليات خارجية يمكن أن تهدد أيا منا، وهو تعهّد قدّموه منذ ذلك الحين ليس لنا فقط ولكن أيضا لجميع الدول الأخرى. وهنا أيضا، نحتاج إلى تحميلهم المسؤولية عن هذا التعهّد.
لا يمكننا بالطبع الاعتماد فقط على طالبان للوفاء بهذه الالتزامات، فالهجوم المروّع الذي نفّذه تنظيم داعش خراسان في 26 آب/أغسطس، والذي أسفر عن مقتل 13 جنديا أمريكيا والعديد من المواطنين الأفغان، أظهر التهديد الخطير الذي تواصل هذه الجماعات لعبه داخل أفغانستان. علينا جميعا أن نظلّ يقظين ونراقب التهديدات، وبخاصّة أي عودة للتخطيط الموجه إلى الخارج، ومعالجتها بسرعة حال ظهورها. وكما بيّن الرئيس بايدن، ستحتفظ الولايات المتحدة بقدرات قوية لمكافحة الإرهاب في المنطقة لتحييد أي تهديدات، ولن نتردّد في استخدام هذه القدرات إذا ما توجّب علينا القيام بذلك.
النقطة الثالثة هي المساعدات الإنسانية وضرورة الاستمرار في إتاحتها لشعب أفغانستان. نحن مصمّمون على مواصلة تلك المساعدة المنقذة للحياة بطريقة تتفّق مع التزامات العقوبات الخاصة بنا. يمثّل الاجتماع الوزاري الذي يعقده الأمين العام غوتيريش يوم الإثنين فرصة للدول لتكثيف الجهود لتلبية الاحتياجات الأفغانية الملحة مع تذكير طالبان بالتزامها بالسماح بوصول آمن ودون عوائق للمجموعات الإنسانية وحماية تلك جماعات الإغاثة أثناء قيامها بعملها. إن من مصلحة جميع بلداننا تجنّب حدوث أزمة إنسانية أكبر في أفغانستان وزيادة المعاناة وعدم الاستقرار الذي قد ينتج عن ذلك.
وبينما ننظر في كيفية ضمان تدفّق المساعدات الإنسانية والاقتصادية الأوسع نطاقاً بشكل مباشر لصالح الشعب الأفغاني، فقد يكون من الواجب كما نرى أن نبحث في نماذج وآليات التحقّق والتوزيع السابقة في البلدان الأخرى، وأن نبني على ذلك، ربما، بما في ذلك تلك التي طورتها الولايات المتحدة، حيث يمكن أن تحفز المساعدة بنجاح الإجراءات الإيجابية من قبل الحكومات. ونحن نعمل على تطوير بعض الأفكار الملموسة في هذا الاتجاه، وأعتقد أن الأمم المتحدة تقوم بذلك أيضا، وإنني أرحّب بالتأكيد بأي أفكار أخرى حول البناء في مثل هذه الآليات.
ستتطلّب كل هذه الأهداف الأساسية الثلاثة المشاركة مع طالبان، ولكن يجب التمييز بشكل حاسم بين المشاركة التي اتبعناها خلال عملية الإخلاء، والتي نواصل متابعتها، وبين معاملة طالبان كما نعامل معظم الدول الأخرى. بينما تريد طالبان بشدة – أو تدّعي أنها تريد – الشرعيةَ والدعم الدوليين، يجب أن تكتسب أفعالها تلك الشرعية والدعم. وفي رأينا، أنها لن تستطيع ذلك بسرعة، ولا يمكنها أن تكسبها بالكلمات وحدها، أو حتى ببعض الخطوات الإيجابية الأولى، التي قد تكون موضع ترحيب، بل يجب استمرار تبيان ذلك حقا مع مرور الوقت.
يمكن لطالبان أن تكتسب هذه الشرعية تدريجياً، بمرور الوقت، من خلال نمط عمل مستدام يُظهر التزاما حقيقيا بالتوقعات الأساسية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن المعتمد في 30 آب/أغسطس، والذي يتضمن حرية السفر وعدم السماح لأفغانستان بإيواء الإرهابيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية واحترام الحقوق الأساسية للشعب الأفغاني – ولا سيما النساء والأقليات – وعدم تنفيذ أعمال انتقامية، وتشكيل حكومة شاملة يمكنها تلبية الاحتياجات وتعكس تطلعات الشعب الأفغاني. وغنيٌ عن القول إن الأسماء في حكومة تصريف الأعمال الأخيرة لا توحي بالثقة في هذا الصدد. وسيتعيّن علينا أن نرى ما سيظهر في حكومة أكثر ديمومة.
وأود فقط أن أشير إلى أن وجود حكومة شاملة للجميع ليست منّة تقدّمها طالبان لأي منا. بل هي، في رأينا، ضرورة إذا كانت أفغانستان تريد أن تكون بلدا مستقرا وإذا كان بإمكانها المضي قدما بطريقة مستدامة، لأن غياب ذلك من شأنه فقط أن يزيد من احتمال عودة الانقسامات والنكوص إلى حرب أهلية في مرحلة ما.
وعلى أي حال، فإن كل هذه التوقعات إنما تعكس ما يتوقّعه المجتمع الدولي من أي حكومة تسعى للحصول على الشرعية الدولية والدعم وفي النهاية الاعتراف. سنواصل مراقبة تصرفات طالبان بعناية، بما في ذلك عندما يتعلق الأمر باحترام حرية التجمع والحق في الاحتجاج السلمي. ولكننا، في النهاية ولكي نكون فعّالين – وهذه آخر كلمة أختم بها حديثي اليوم لا بدّ من أن نكون متحالفين سوية. ولتعزيز مصالحنا المشتركة، يجب أن يكون تعاملنا مع طالبان متماسكا وواضحا وحذرا ومتماسكا قدر الإمكان مرة أخرى.
وإذن، فإن ما نريد القيام به هو التأكّد من أن يكون لدينا الآليات لمحاولة ضمان أننا متحالفون بشكل وثيق للمضي قدما في نهجنا تجاه طالبان ونهجنا تجاه مستقبل أفغانستان.
وبهذا، اسمحوا لي – وأعتذر عن الإطالة – اسمحوا لي أن أعطي الكلمة لهايكو.
للاطّلاع على مضمون البيان الأصلي يرجى مراجعة الرابط التالي: https://www.state.gov/secretary-antony-j-blinken-opening-remarks-at-ministerial-on-afghanistan/
هذه الترجمة هي خدمة مجانية مقدمة من وزارة الخارجية الأمريكية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الإنجليزي الأصلي هو النص الرسمي.