وزارة الخارجية الأمريكية
مكتب المتحدّث الرسمي
تصريحات
21 كانون الثاني/يناير 2022
فندق انتركونتيننتال
جنيف، سويسرا
الوزير بلينكن: طاب مساؤكم. لقد أنهينا، أنا ووزير الخارجية لافروف، اجتماعنا قبل برهة وجيزة، وأودّ بداية أن أعرب عن عميق شكري لسويسرا لاستضافتنا، وكرمها المعهود، وهو أمر نقدره كثيرًا.
جئت إلى جنيف لمتابعة مناقشات الأسبوع الماضي في حوار الاستقرار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا ومجلس الناتو وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن الأزمة في أوكرانيا وقضايا الأمن الأوروبية الأوسع. وكان هدفنا هو معرفة ما إذا كانت روسيا مستعدّة حقّا لاتّباع المسار الدبلوماسي واتّخاذ الخطوات الضرورية الأخرى لتهدئة الموقف في أوكرانيا، ثمّ، في النهاية، حلّ خلافاتنا من خلال الدبلوماسية ومن خلال الحوار.
كانت المناقشة اليوم مع الوزير لافروف صريحة وموضوعية. لقد نقلت موقف الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا الأوروبيين بأننا نقف بحزم مع أوكرانيا في دعم سيادتها وسلامة أراضيها. وكنا في غاية الوضوح: إذا تحرّكتْ أي قوات عسكرية روسية عبر الحدود الأوكرانية، فسيُعتبر ذلك غزوا متجدّد، وسيقابَل بردّ سريع وحادّ وموحّد من الولايات المتحدة وشركائنا وحلفائنا.
ونحن نعلم أيضا من التجربة أن لدى روسيا تجربة واسعة للعدوان بوسائل غير عسكرية، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية والتكتيكات شبه العسكرية ووسائل أخرى لتحقيق مصالحها بقوّة دون استخدام العمل العسكري المباشر. ستقابل هذه الأنواع من العدوان الروسي أيضا بردّ حاسم ومحسوب وموحّد مرة أخرى.
هذه هي الرسالة الواضحة التي نتجت عن اجتماعاتي يوم الأربعاء في أوكرانيا مع الرئيس زيلينسكي ووزير الخارجية كوليبا؛ واجتماعاتي أمس في ألمانيا مع نظرائي من ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي؛ ومع المستشار الألماني شولتز. نحن ملتزمون جميعا بإيجاد طريق للمضي قدما من خلال الدبلوماسية والحوار، ولكننا متّحدون وبنفس القدر في عزمنا على فرض عواقب وخيمة إذا اختارت روسيا طريق المواجهة والصراع.
لقد أعربت مرة أخرى للوزير لافروف أنه فيما يتعلق بالمخاوف الأمنية التي أثارتها روسيا في الأسابيع الأخيرة، فإن الولايات المتحدة وحلفاءنا وشركاءنا الأوروبيين مستعدّون لمتابعة الوسائل الممكنة لمعالجتها بروح المعاملة بالمثل، مما يعني ببساطة أن على روسيا أيضا معالجة مخاوفنا. هناك العديد من الخطوات التي يمكننا اتخاذها – كلّنا، بما في ذلك روسيا – لزيادة الشفافية وتقليل المخاطر وتعزيز الحدّ من التسلح وبناء الثقة.
لقد نقلت مباشرة إلى الوزير لافروف مخاوفنا المحددة بشأن تصرفات روسيا التي تتحدّى أو تقوض السلام والأمن، ليس فقط في أوكرانيا ولكن في جميع أنحاء أوروبا، وفي الواقع في العالم، وطرحتُ أيضا العديد من الأفكار لتخفيف التوترات وزيادة الأمن، أفكاراً طورناها بالتشاور مع شركائنا وحلفائنا وحيث نعتقد أنه يمكننا إيجاد أرضية مشتركة، مرة أخرى، على أساس مبدأ المعاملة بالمثل.
لم تكن هذه مفاوضات وإنما تبادل صريح للمخاوف والأفكار. لقد أوضحت للوزير لافروف أن هناك مسائل بعينها ومبادئ أساسية تلتزم الولايات المتحدة وشركاؤنا وحلفاؤنا بالدفاع عنها. وهذا يشمل تلك التي من شأنها أن تعرقل الحقّ السيادي للشعب الأوكراني في تقرير مستقبله. لا توجد مساحة للمساومة في هذا المجال – مطلقا.
كما تحدثت ووزيرَ الخارجية لافروف عن سبُل المضي قدما. واسمحوا لي أن أقول كذلك إنه سمع منا جميعا ومني شخصيا القاعدة الرئيسية التي لا استثناء لها: لا شيء يتعلّق بأوكرانيا يمكن أن يتمّ بمعزل عنها، ولا شيء يتعلّق بالناتو يمكن أن يتمّ بمعزل عن الناتو، ولا شيء عن أوروبا بدون مشاركة أوروبا. بناءً على مناقشتنا، أعتقد أنه يمكننا المضي قدما في هذا العمل لتطوير اتفاقيات تفاهم مشتركة تضمن أمننا المتبادل، لكن هذا يتوقف على قيام روسيا بوقف عدوانها على أوكرانيا.
هذا هو الخيار الذي تواجهه روسيا الآن. يمكنها أن تختار بين طريق الدبلوماسية التي يمكن أن تؤدي إلى السلام والأمن أو الطريق الذي لن يؤدي إلا إلى الصراع والعواقب الوخيمة والإدانة الدولية. تقف الولايات المتحدة وحلفاؤنا وشركاؤنا في أوروبا على استعداد للقاء روسيا على أي من المسارين، وسنواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا.
أعتقد أن وزير الخارجية لافروف لديه الآن فهم أفضل لموقفنا ولدينا فهم أفضل لموقفهم. وبهذا المعنى يمكن القول أن مناقشة اليوم كانت مفيدة، ولهذا السبب التقينا بالتحديد.
وهكذا سأعود إلى واشنطن بعد ظهر اليوم للتشاور مع الرئيس بايدن وفريق الأمن القومي بأكمله، وكذلك مع أعضاء الكونغرس، والأهم من ذلك، مع الحلفاء والشركاء في الأيام المقبلة. بناء على المناقشات التي جرت اليوم، اتفقنا، أنا ووزير الخارجية لافروف، على أهمية استمرار العملية الدبلوماسية. أخبرته أنه بعد المشاورات التي سنجريها في الأيام المقبلة مع الحلفاء والشركاء، سنتمكن كما أتوقّع من مشاركة مخاوفنا وأفكارنا مع روسيا كتابيا وبمزيد من التفصيل في الأسبوع المقبل. واتفقنا على إجراء مزيد من المناقشات بعد ذلك. لقد اتفقنا أيضا على أن إجراء مزيد من المناقشات الدبلوماسية سيكون هو السبيل الأمثل للمضي قدما، ولكنني أعيد القول إن الأمر متروك لروسيا فعليا لتقرير المسار الذي ستتبعه.
يجب أن أذكر أيضا أنه قد أتيحت لنا، أنا ووزير الخارجية، الفرصة لمناقشة إيران، وهو مثال على كيفية عمل الولايات المتحدة وروسيا معا بشأن القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك. لقد وصلت المحادثات مع إيران حول العودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة إلى لحظة حاسمة، فإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في الأسابيع القليلة المقبلة، فإن التقدّم النووي الإيراني المستمرّ سيجعل من المستحيل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.
لكن في الوقت الحالي، لا تزال هناك نافذة، وإن تكُن صغيرة، للوصول بهذه المحادثات إلى خاتمة ناجحة ومعالجة الشواغل المتبقية لجميع الأطراف. لم نتوقع حدوث أي اختراقات كبيرة اليوم، لكنني أعتقد أننا الآن على طريق أوضح من حيث فهم مخاوف بعضنا البعض، ومواقف بعضنا البعض. دعونا نرى ما ستجلبه الأيام القادمة.
وبهذا، يسعدني الرد على أسئلتكم.
السيد برايس: أندريا ميتشل.
سؤال: شكرا لك. شكرا لك سيدي الوزير. لقد تحدّث السيد لافروف اليوم عما يسميه الخطاب الهستيري من الغرب حول الغزو، كما يدعي، لاستفزاز أوكرانيا. وقال الرئيس بايدن أنه مع ما حدث حتى الآن، فإنه يعتقد أن بوتين سيتدخّل، لأن عليه أن يقوم بأمر ما.
إذن، هل تعتقد اليوم أنكم حصلتم على فهم أفضل من السيد لافروف، أولاً وقبل كل شيء، ما هي نوايا بوتين؟ هل حصلتم على أي التزام على الإطلاق بأنهم سيوقفون العدوان الذي تقول إنه يقف في طريق أي اتفاق إيجابي؟
وهو يقول إنك ستقدّم ردودا مكتوبة، كما أكّدت ذلك أنت أيضا للتو، لكنه يريدها أن تكون موافقة لمقترحاته الأصلية، والتي قلت عنها أنت وكل فرد في الإدارة منذ البداية بأنها غير صالحة للبدء في النقاش لأنها تحدّ من قدرة الناتو على التوسع. فهل سيكون لإجاباتك المكتوبة أي رد مختلف عليه بخصوص توسع الناتو، الذي قلت للتو إنه غير قابل للتفاوض؟ إذن، أين ترى مساحة لأي نوع من المشاركة لنزع فتيل هذه الأزمة؟
وبما أنك ذكرت إيران، هل تعتقد أن هناك احتمالا، بعد التحدث مع السيد لافروف، أن الولايات المتحدة وروسيا والحلفاء الآخرون قادرون على جعل إيران تمثل للاتفاقية؟ وهل ستوافق الولايات المتحدة بعد ذلك على رفع العقوبات ربما في وقت واحد؟ شكرا جزيلا لك.
الوزير بلينكن: شكرا جزيلا أندريا. أولا، نحن لا نتقدّم على أساس العاطفة. نحن نسير على أساس الحقائق والتاريخ. الحقائق هي أن روسيا حشدت قوات كبيرة جدا على الحدود الأوكرانية وتواصل القيام بذلك – 100،000 جندي مؤخرا، بما في ذلك القوات المنتشرة في بيلاروسيا والتي من شأنها أن تمنح روسيا القدرة لمهاجمة أوكرانيا من الجنوب، ومن الشرق، ومن الشمال، إذا اختار الرئيس بوتين ذلك. وقد رأينا خططًا للقيام بمجموعة متنوعة من الإجراءات المزعزعة للاستقرار، بعضها دون الإفراط في استخدام القوة، لزعزعة استقرار أوكرانيا وإسقاط الحكومة وحملة من الأشياء الأخرى.
لذلك، كما قلت، هذا الأمر لا يقوم على أساس العاطفة. إنه على أساس الحقائق والتاريخ أيضا. لقد غزت روسيا أوكرانيا في عام 2014، واستولت على شبه جزيرة القرم، مما أثار صراعا مستمرّا في شرق أوكرانيا، منطقة الدونباس، وغيرت حدود أوكرانيا بالقوة. هذا ما ننظر إليه. لقد سمعنا مسؤولين روس يقولون إنهم لا يعتزمون غزو أوكرانيا، والحال أن الوزير لافروف كرّر لي ذلك اليوم. ولكن مرّة أخرى، نحن ننظر إلى ما هو مرئي للجميع، وهي أن الأفعال والأعمال هي التي تصنع الفارق وليس الأقوال. لقد اقترحت على الوزير لافروف، كما قلنا مرارا، أنه إذا أرادت روسيا البدء في إقناع العالم بأنه ليس لديها نية عدوانية تجاه أوكرانيا، فإن نقطة البداية الصالحة هي وقف التصعيد وإعادة قواتها من حدود أوكرانيا، وكذلك الانخراط في الدبلوماسية والحوار، وهو ما فعلناه اليوم وما نخطط لمواصلة القيام به في الأيام والأسابيع المقبلة.
لقد قلنا طوال الوقت أننا لا نعتزم الردّ على المخاوف التي أثارتها روسيا فحسب، ولكن أيضا مشاركة مخاوفنا الخاصة أيضا، وهي كثيرة جدّا، بشأن الإجراءات التي تتخذها روسيا والتي نراها تهديدا للأمن في أوروبا، بل وابعد من ذلك في الواقع. ولذا كان من المهم – في سياق المحادثات التي أجريناها اليوم، يا أندريا، وأيضا الأسبوع الماضي في حوار الاستقرار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا وفي مجلس الناتو وروسيا، وفي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا – أن نتأكّد من أننا نفهم تماما مواقف بعضنا البعض، ومخاوف بعضنا البعض.
بعد ذلك وبعد التشاور المكثف مع الحلفاء والشركاء، أراد الرئيس بايدن أن تتاح لي هذه الفرصة، بعد أن استوعبت ما سمعناه خلال الأسبوع الماضي، ومن المفترض أن تكون الفرصة قد أتيحت للروس أيضا لمناقشة ما سمعوه في البداية منا مع الرئيس بوتين، لنرى حقًا أين نقف الآن مباشرة من وزير الخارجية لافروف، لتحديد ما إذا كان هناك طريق إلى الأمام للحوار والدبلوماسية، ثم النظر في كيفية متابعة ذلك. ومرة أخرى، ما تم الاتفاق عليه اليوم هو أننا سنقدّم لروسيا ردّا على المخاوف التي أثارتها، ومخاوفنا الخاصة، ونطرح بعض الأفكار على الطاولة للنظر فيها. ثم نخطط للقاء مرة أخرى بعد أن تتاح الفرصة لروسيا للنظر في تلك الورقة وسنرى إلى أين نذهب من هناك.
لكن اسمحوا لي أيضا أن أكون واضحا بهذا الشأن: بالنسبة لمستوى انخراط روسيا الآن في الدبلوماسية، وبينما تواصل في الوقت عينه اتخاذ إجراءات تصعيدية، وتواصل بناء قواتها على حدود أوكرانيا، وتواصل التخطيط لعمل عدواني ضدّ أوكرانيا، فإننا وجميع حلفائنا وشركائنا ملتزمون بنفس القدر بالتأكد من أن نبذل قصارى جهدنا للتوضيح لروسيا أنه سيكون هناك، كما أسلفتُ، ردّ سريع وخطير وموحّد على أي شكل من أشكال العدوان من جانب روسيا الموجه نحو أوكرانيا.
أخيرًا، دعيني أقول: استنادا إلى المحادثة اليوم، يا أندريا، فإنني أعتقد أن هناك مجالات يمكننا فيها معالجة بعض مخاوف بعضنا البعض، على أساس متبادل. ومن هذه المجالات أشياء مثل شفافية أكبر في أنشطتنا العسكرية، وإجراءات مختلفة للحدّ من المخاطر ومتابعة الحد من التسلح وطرق أخرى لبناء الثقة التي أعتقد أنها ستعالج بعض المخاوف التي أعربت عنها روسيا بالإضافة إلى العديد من المخاوف التي لدينا.
لكن من المهم جدّا أن نكون واضحين بنفس القدر بشأن الأشياء التي لن نقوم بها، وأحد هذه الأشياء هو أننا لن نتراجع عن المبادئ الأساسية التي لدينا والتي نلتزم بالدفاع عنها. ومن بين هذه المبادئ الباب المفتوح لحلف الناتو وأيضا – كما كرّرت في الأيام الأخيرة والأسابيع الأخيرة – التزامنا بالمبدأ القائل بأنه لا يمكن لأي دولة ببساطة انتهاك وتغيير حدود دولة أخرى بالقوة، ولا تستطيع أن تملي على دولة أخرى خياراتها وسياساتها ومع من سترتبط، ولا تستطيع أن تمارس دائرة نفوذ من شأنها إخضاع جيرانها لإرادتها. لن نضع أيا من هذه المبادئ موضع تساؤل، وأعتقد أن روسيا تتفهم ذلك جيدا.
لذا مرة أخرى، واستنادا إلى المحادثات التي أجريناها – المحادثات المكثفة على مدار الأسبوع الماضي واليوم هنا في جنيف، أعتقد أن هناك أسبابا ووسيلة لمعالجة بعض المخاوف المشتركة لدينا بشأن الأمن. سنرى ما إذا كان ذلك سينجح. وفي غضون ذلك، سنواصل الاستعداد بحزم لكلا المسارين اللذين وضعناهما لروسيا: طريق الدبلوماسية والحوار أو مسار العدوان المتجدّد والمواجهة والعواقب.
السيد برايس: مايكل كرولي.
سؤال: وحول –
السيد برايس: أعتذر منك يا أندريا، فوقتنا ضيق للغاية. مايكل كرولي.
سؤال: وماذا عن السؤال عن إيران، يا سيد –
الوزير بلينكن: أوه، أنا آسف، أنا – (غير مسموع) للرد على ذلك. لذا، فيما يتعلق بإيران، يجب أن أقول إن روسيا تشاركنا إحساسنا بالضرورة والحاجة إلى معرفة ما إذا كان بإمكاننا العودة إلى الامتثال المتبادل في الأسابيع المقبلة. ونأمل أن تستخدم روسيا نفوذها وعلاقتها بإيران لإقناعها بهذا الشعور بالإلحاح، ولكن في حال عجزنا عن القيام بذلك بسبب رفض إيران الوفاء بالالتزامات الضرورية، فإننا سنتبع في تلك الحالة مسارا مختلفا في التعامل مع الخطر الذي يمثله برنامج إيران النووي المتجدّد، وهو البرنامج الذي تم وضعه في صندوق بموجب الاتفاق الذي توصلنا إليه في الماضي، أي خطة العمل الشاملة المشتركة، والذي أفلت الآن للأسف من هذا الصندوق نتيجة انسحابنا من الاتفاقية واستئناف إيران برنامجها الخطير.
السيد برايس: مايكل.
سؤال: شكرا لك وزير الخارجية بلينكن. بعد أربعة اجتماعات غير حاسمة إلى حدّ ما بين الدبلوماسيين الأمريكيين والروس، هل تحتاج هذه العملية إلى الانتقال إلى المستوى الرئاسي لتحقيق انفراج؟ هل يحتاج الرئيس بايدن إلى التحدث إلى الرئيس بوتين لإحراز تقدم هنا حقًا؟
وسؤال ثانٍ إذا جاز لي: لقد حدّدت في برلين مخاطر هذه الأزمة، بما في ذلك الأمن – حرمة الحدود والمبادئ الحاكمة للسلم والأمن الدوليين. ومع ذلك، قال الرئيس بايدن قبل عدة أسابيع إن استخدام القوة العسكرية الأمريكية غير مطروح على الطاولة في هذا الوضع. على الرغم من أنني متأكد من أن هذا الأمر منطقي بالنسبة للعديد من الأمريكيين لأسباب شتّى، إلا أنني أتساءل عما إذا كان بإمكانك أن توضح أكثر سبب استبعاد ذلك. وهل تعتقد أن بيان الرئيس سيظلّ ساريا حتى لو قامت روسيا بغزو أوكرانيا؟ شكرا لك.
الوزير بلينكن: أولا، فيما يتعلق بالجزء الثاني من السؤال، أوضحنا وقمنا بعدد من الأشياء لدعم والدفاع عن أوكرانيا والتي ستستمرّ. أولاً وقبل كل شيء، عملنا بتنسيق وثيق للغاية مع الحلفاء والشركاء لتطوير وتوضيح عواقب العدوان المتجدد على أوكرانيا من قبل روسيا. وهذا عنصر مهمّ لردع روسيا وإثناءها عن الانخراط في هذا المسار.
في الوقت نفسه، شرعنا في تقديم مساعدة عسكرية دفاعية كبيرة لأوكرانيا – في الواقع، في هذا العام وحده، أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2014. ويستمر ذلك. الحلفاء والشركاء يفعلون الشيء نفسه. وأخيرا، عملنا عن كثب مع الحلفاء والشركاء للبدء في التخطيط لتعزيز حلف الناتو نفسه على جانبه الشرقي في حالة حدوث عدوان روسي إضافي ضدّ أوكرانيا. كل هذه الأشياء لتوضيح تكاليف وعواقب أفعالها المحتملة لروسيا.
نعتقد أن هذه هي الطريقة الأفضل والأكثر فاعلية لإقناع روسيا بعدم الانخراط في مزيد من العدوان ضدّ أوكرانيا. أوكرانيا شريك مهم جدّا للولايات المتحدة ودول أخرى في أوروبا أيضا، لكن التزامنا بموجب المادة 5 يمتد إلى حلفاء الناتو، وهو أمر نلتزم به بشدة. أوكرانيا ليست عضوا في الناتو ولا يشملها التزام المادة 5، ولكن هنالك تصميم على بذل كل ما في وسعنا للدفاع عنها ومنع أو ردع أي عدوان موجه تجاهها. وكما قلت، سنواصل كل هذه الجهود في الأيام والأسابيع المقبلة حتى عندما نختبر ما إذا كان الطريق إلى حل دبلوماسي ممكنا.
وانا اسف، ماذا كان الجزء الأول من السؤال؟
سؤال: حوار بين الرئيسين لتحريك العملية بسرعة أكبر مما كانت عليه (غير مسموع).
الوزير بلينكن: أوه، نعم، شكرا لك. ما اتفقنا عليه اليوم هو أننا سنشارك أفكارنا كتابيا مع الروس في الأسبوع المقبل، ونقدّم ردّنا على المخاوف التي أثارتها روسيا، وأيضا المخاوف التي لدينا والتي سنتقدّم بها، مرة أخرى، كتابةً إلى روسيا. ونعتزم بناءً على محادثة اليوم، وبناءً على تلك الورقة، وكذلك الورقة التي تلقيناها من روسيا، إجراء محادثات متابعة بعد ذلك –على الأقل على مستوى وزراء الخارجية في البداية. وإذا ثبت أنه من المفيد والمثمر أن يلتقي الرئيسان ويتحدثا ويتحاورا لمحاولة دفع الأمور إلى الأمام، فأحسب أننا مستعدّون لذلك تماما. فقد التقى الرئيس بايدن هنا في جنيف بالرئيس بوتين، ثمّ تحدّث إليه عبر الهاتف أو عبر الفيديو في عدد من المناسبات. وإذا استنتجنا وخلص الروس إلى أن أفضل طريقة لحل الأمور هي من خلال محادثة أخرى بينهم، فنحن بالتأكيد مستعدّون للقيام بذلك.
السيد برايس: السيد بن هول.
سؤال: شكرا لك سيدي الوزير. كنت أتساءل عما إذا كان الروس – وبينما تعودون لمزيد من الحوار والمحادثات معهم، يستمرّون في الفعل. أي أنهم يستمرّون في حشد القوات وزعزعة استقرار أوكرانيا اقتصاديا وهي التي تواجه صعوبات اقتصادية جمّة، فهل ستقرّون بالضرر الذي تسببوا به بالفعل فقط من خلال أفعالهم العدوانية، وفي المقابل، لماذا لا تفكرون في فرض عقوبات في هذه المرحلة؟ هناك دعم من الحزبين لذلك في الولايات المتحدة؛ خاصّة وأن أوكرانيا قد طالبت بذلك. لم لا؟
ثم السؤال الثاني: لقد أعدتَ القول مرارا إن الذرائع التي تقدمها روسيا لعدوانها خاطئة ولا أساس لها في الواقع. أشعر بالفضول إذا كان الوزير لافروف يجلس أمامك، وينظر إليك في عينيك مباشرة، ويخبرك حقيقة بكل الأكاذيب. فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا تدلّلونهم بالردّ عليهم؟ لماذا تجاملونهم بردود مكتوبة الأسبوع المقبل، إذا كان هذا هو الحال؟
الوزير بلينكن: شكرا يا بن. أولاً، مرة أخرى، نحن لا ننتظر اتخاذ إجراء لمواجهة روسيا. كما قلت قبل قليل، لقد التزمنا بتقديم المزيد من المساعدة الأمنية لأوكرانيا في العام الماضي – أعتقد ما يوازي مبلغ 650 مليون دولار – أكثر من أي وقت سابق، منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في عام 2014. ونحن مستمرّون في تقديم تلك المساعدة. لدينا عمليات تسليم إضافية من المقرّر إجراؤها في الأسابيع المقبلة.
كما أشرت أيضا، لقد انخرطنا في دبلوماسية مكثفة حول العالم، وحشدنا الحلفاء والشركاء معا في مواجهة العدوان الروسي على أوكرانيا. بالأمس، أعلنا عن إجراءات ضدّ عملاء النفوذ الروسي الذين يعملون في أوكرانيا والذين يسعون لزعزعة استقرار البلاد. ومرة أخرى، كما قلت، أوضحنا لروسيا أنهم سيواجهون تكاليف باهظة وسريعة على اقتصادهم إذا تحركوا قدما في غزو أوكرانيا، فضلاً عن تعزيز الناتو على طول جناحه الشرقي.
أجل، نحن ننخرط في الدبلوماسية والحوار. هذا من واجبي. لكننا في الوقت عينه شرعنا في طريق الدفاع والردع. هذه الأشياء ليست متناقضة في الواقع، بل هي تكمل بعضها بعضا. لذلك، حتى أثناء حديثنا، إذا استمر الروس في التصعيد والحشد العسكري، فإننا نواصل تعزيز كل ما نقوم به فيما يتعلق بالمساعدة التي نقدمها لأوكرانيا للدفاع عنها، من حيث العمل نحن نعمل في حلف الناتو للاستعداد عند الضرورة لزيادة تعزيز الحلف، والاستمرار في تحديد العواقب الوخيمة لروسيا وتعزيزها مع حلفائنا وشركائنا عندما يتعلق الأمر بالعقوبات المالية والاقتصادية والعقوبات الأخرى.
وهكذا ترانا نقوم بالأمرين معا في آن واحد. الآن، عندما يتعلق الأمر بالمحادثات التي أجريناها، أعتقد أن التفسير هو أنه في بعض الأحيان يكون لنا نحن وروسيا تفسيرات مختلفة للتاريخ. ويجب أن أقول اليوم أننا سمعنا بالتأكيد أشياء نختلف معها بشدة من حيث ذلك التاريخ، ولكن بشكل عام، لم تكن المحادثة جدلية، بل كانت مباشرة وعملية، وأعتقد أنها كانت مفيدة بهذا المعنى. ومن المهم اختبار ما إذا كان بإمكاننا، مرة أخرى، حل هذه الخلافات من خلال الدبلوماسية والحوار. من الواضح أن هذه هي الطريقة الفضلى للقيام بذلك، وهي الطريقة المسؤولة للقيام بذلك، ولكن الأمر متروك أيضا لروسيا.
السيد برايس: لدينا سؤال أخير من لوران بورخالتر.
سؤال: شكرا لك السيد الوزير. لوران بورخالتر، من قناة Swiss Television RTS. أردت أن أتحدث عن الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتهدئة الموقف – كما ذكرتموها – من كلا الجانبين. إذا كان بإمكانك تحديدها مرة أخرى وإخبارنا بفكرة عن الجدول الزمني، متى يجب أن يحدث ذلك، والذي يأتي أولاً. وبالنسبة للصورة الكبرى، ما الذي يريده الكرملين، في رأيك، من خلال هذا الوضع الحالي؟
الوزير بلينكن: حسنا، ربما يكون من الأفضل توجيه هذا السؤال الأخير إلى الرئيس بوتين لأنه، بمعنى ما، هو وحده الذي يعرف حقًا. وسأعود إلى ذلك بعد دقيقة. لكن مرة أخرى، كما قلت سابقًا، أعتقد أننا بينما ننظر إلى ما تطرحه روسيا ونستمع إلى ما قالوه، وبينما نتشاور بشكل مكثف مع الحلفاء والشركاء، وبينما ننظر إلى مخاوفنا الأمنية العميقة بشأن الإجراءات التي تتخذها روسيا – ليس فقط فيما يتعلق بأوكرانيا، ولكن في أماكن أخرى وبوسائل أخرى في أوروبا وخارجها – فلعل من العدل القول إن هناك مجالات نعتقد أننا نستطيع متابعة الحوار والدبلوماسية لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا إيجاد طرق لمعالجة المخاوف الأمنية المتبادلة على أساس متبادل من شأنه أن يعزز الأمن للجميع – لنا ولحلفائنا وشركائنا الأوروبيين ولروسيا.
ومرة أخرى، كما اقترحت سابقا، فإن الشفافية وتدابير بناء الثقة والتدريبات العسكرية واتفاقيات الحدّ من الأسلحة – هذه كلها أشياء فعلناها بالفعل في الماضي، وإذا تمّ تناولها بجدية، فإن بإمكانها، كما أؤمن، الحدّ من التوترات ومعالجة بعضا من المخاوف. ولكن مرة أخرى، يبقى أن نرى ما إذا كان بإمكاننا القيام بذلك بطريقة ذات مغزى. والحال أن الأمر يعتمد، برأيي، على ما تريده روسيا بالفعل. هذا هو السؤال الصحيح.
وإليكم ما يذهلني: لقد شاركت هذا الأمر اليوم مع وزير الخارجية لافروف، وطلبت منه أن يحاول حقًا أن يشرح لي، كيف يرون – من وجهة نظرهم – الإجراءات التي اتخذوها لتعزيز مصالحهم الأمنية المعلنة ومصالحهم الاستراتيجية الأوسع. لأنه كما قلت للوزير لافروف، فإن الكثير من الأشياء التي قاموا بها في السنوات الأخيرة إنما عجلت فعليا بوقوع كل شيء يقولون إنهم يريدون منعه.
قبل غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2014، والاستيلاء على شبه جزيرة القرم، والذهاب إلى مقاطعة الدونباس، كانت معدلات تفضيل روسيا في أوكرانيا 70 بالمائة. الآن هي 25 أو 30 بالمائة. قبل عام 2014، قبل ذهابهم واستيلائهم على شبه جزيرة القرم والذهاب إلى مقاطعة الدونباس، كان الدعم في أوكرانيا للانضمام إلى الناتو 25 أو 30 بالمائة. الآن هو 60 بالمائة. قبل عام 2014، كنا نواصل السير على طريق التخفيض المستمرّ وفي نفس الوقت نعزز قواتنا في أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة. حسنًا، ما حدث بعد 2014 هو أن الناتو شعر بالالتزام بسبب العدوان الروسي بتعزيز جناحه الشرقي. ومنذ عام 2014، نجحت جهودنا على مدار سنوات عديدة لإقناع الحلفاء والشركاء بزيادة الإنفاق الدفاعي، ولا بدّ لي من القول إن ذلك كان بسبب روسيا أكثر مما كان بسبب كل تلك الإجراءات التي اتخذناها.
بناءً على المصالح والمخاوف الاستراتيجية لروسيا المعلنة، كيف حدث ذلك – كيف عزّزت أفعالهم تلك المخاوف؟ على العكس من ذلك، فقد ذهب ذلك في الاتجاه المعاكس لما تدعي روسيا أنها تريده. والآن، إذا جدّدت روسيا عدوانها على أوكرانيا، فإن النتيجة ستكون ببساطة تعزيز تلك الأشياء ذاتها التي تعرب روسيا عن قلقها بشأن حدوثها. لذلك آمل أن يكون هذا هو الشيء الذي يفكر فيه السيد لافروف والرئيس بوتين عندما يتداولان ذلك في الأيام والأسابيع المقبلة. شكرا لكم.
السيد برايس: شكرا لك، السيد الوزير.
للاطّلاع على مضمون البيان الأصلي يرجى مراجعة الرابط التالي: https://www.state.gov/secretary-antony-j-blinken-at-a-press-availability-12/
هذه الترجمة هي خدمة مجانية مقدمة من وزارة الخارجية الأمريكية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الإنجليزي الأصلي هو النص الرسمي