الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
16 أكتوبر/تشرين الأول 2022
يواجه العالم في يوم الغذاء العالمي هذا العام أزمة أمن غذائي عالمية ذات أبعاد تاريخية. لقد دفعت آثار وباء كوفيد-19 وأزمة المناخ المتفاقمة وارتفاع أسعار الطاقة والأغذية والأسمدة والصراعات المسلحة، بما في ذلك غزو فلاديمير بوتين لأوكرانيا، بالملايين إلى مستويات غير مسبوقة من الجوع وسوء التغذية. وما من مكان تتجلى فيه حدة هذه الأزمة بوضوح أكثر من القرن الأفريقي، حيث أدى فشل أربعة مواسم مطيرة متتالية إلى تدمير سبل العيش ودفع حوالي 21 مليون شخص إلى حافة المجاعة. وتوقعت لجنة مراجعة المجاعة الشهر الماضي أن أجزاء من الصومال ستغرق في المجاعة في حال عدم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية إلى حد كبير. وقد تواجه إثيوبيا المصير نفسه عما قريب في حال عدم هطول الأمطار الموسمية للسنة الخامسة على التوالي هذا الخريف كما يتوقع الخبراء إذا ظلت مستويات المساعدة الإنسانية غير كافية.
كانت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في طليعة الذين يبذلون الجهود لمكافحة أزمة الغذاء في القرن الأفريقي وأماكن أخرى من العالم، بدءا من توسيع نطاق المساعدات الإنسانية. وقد قدمت الوكالة في العام الماضي أغذية طارئة ومساعدات إنسانية تكميلية أخرى للمحتاجين في 55 دولة، وذلك في إطار جهد يتضمن التزاما تاريخيا بقيمة 200 مليون دولار لتوسيع نطاق الوصول إلى العلاج من الهزال الشديد لدى الأطفال وتوفير غذاء علاجي جاهز للاستخدام.
وقد بنى هذا الالتزام على التزاماتنا المالية القائمة لمكافحة الجوع في مختلف أنحاء العالم، والتي بلغت أكثر من 10 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية منذ بداية حرب بوتين في أوكرانيا. وشملت هذه المساعدات أكثر من 68 مليون دولار لدعم شراء ونقل وتخزين ما يصل إلى 150 ألف طن متري من القمح الأوكراني، والذي يتم نقله عبر موانئ البحر الأسود بفضل الدبلوماسية التي فتحت الموانئ بعد حصار بوتين الذي استمر لأشهر. وأعلن الرئيس بايدن الشهر الماضي في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن تقديم الحكومة الأمريكية أكثر من 2,9 مليار دولار من المساعدات الجديدة، بما في ذلك ملياري دولار من المساعدات الطارئة التي ستساعد في إنقاذ الأرواح في البلدان التي تواجه مستويات انعدام أمن غذائي ترقى إلى مصاف الأزمة.
لا يمكن محاربة الجوع بالمساعدات الغذائية الطارئة وحدها، لذا نقوم أيضا باستثمارات كبيرة في الإنتاجية الزراعية وقدرة النظم الغذائية على الصمود. وتضمن إعلان الرئيس بايدن الشهر الماضي 140 مليون دولار كتمويل تطوير جديد لتسريع تسليم المرحلة الأخيرة للأدوات والتقنيات وطرق الإنتاج الزراعية التي ستساعد المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة على تعزيز إنتاجيتهم وكفاءتهم ومداخيلهم. ويكمل التمويل الجديد عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الحالي في إنشاء وتوزيع بذور جديدة تقاوم الجفاف والحرارة والأمراض والاستثمار في البحث والتطوير للابتكارات الزراعية الذكية مناخيا وحماية حق المزارعات في امتلاك أراضيهن.
وتبني هذه الاستثمارات على جهودنا السابقة وتوسع نطاقها وتثبت التزامنا بالعمل بشكل طارئ وحاسم للاستجابة للاحتياجات المتزايدة للأمن الغذائي والتغذية لمئات الملايين من الناس في مختلف أنحاء العالم، وهي تعتمد على قوة شراكاتنا مع الحكومات وشركات القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية والأفراد، وبخاصة النساء والفئات السكانية المهمشة. وستواصل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الاستفادة من شراكاتنا في المؤتمر السابع والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الشهر المقبل لتحسين القدرة على التكيف مع المناخ في النظم الغذائية والمجتمعات الزراعية.
في يوم الغذاء العالمي هذا العام، أنا ممتنة لكافة أعضاء أسرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الذين يساعدون في مكافحة الجوع في العالم، سواء من الوكالة نفسها أو من خلال شراكاتنا الخارجية. إن العمل الجماعي الذي نقوم به اليوم مرادف لغد أفضل لملايين البشر، وتساعد جهودنا في بناء عالم أكثر سلاما وازدهارا لا يشعر فيه أحد بالجوع.
للاطلاع على النص الأصلي: https://www.usaid.gov/news-information/press-releases/oct-16-2022-statement-administrator-power-world-food-day
هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الانجليزي الأصلي هو النص الرسمي.