An official website of the United States Government Here's how you know

Official websites use .gov

A .gov website belongs to an official government organization in the United States.

Secure .gov websites use HTTPS

A lock ( ) or https:// means you’ve safely connected to the .gov website. Share sensitive information only on official, secure websites.

البيت الأبيض
26 آذار/مارس 2022
القصر الملكي في وارسو
وارسو، بولندا
06:16 مساء بتوقيت وسط أوروبا

الرئيس بايدن: شكرا، شكرا، شكرا. تفضلوا بالجلوس أرجوكم، تفضلوا. تفضلوا إلى المسرح إذا لم تكونوا ترغبون في الجلوس.

شكرا جزيلا. إنه لشرف عظيم أن أكون هنا. سيدي الرئيس، قالوا لي إنك هنا في مكان ما. ها أنت. شكرا سيدي الرئيس.

“لا تخافوا”. كانت هاتان الكلمتان أول كلمتين في الخطاب العلني الأول للبابا البولندي الأول بعد انتخابه في تشرين الأول/أكتوبر من العام 1978. كانت هاتان الكلمتان مرادفا لتعريف البابا يوحنا بولس الثاني. لقد غيرت هاتان الكلمتان العالم.

حمل يوحنا بولس الرسالة إلى وارسو في أول رحلة له إلى وطنه كبابا في حزيران/يونيو 1979، وتمحورت رسالته حول القوة: قوة الإيمان وقوة المرونة وقوة الشعب.

ساعدت هذه الرسالة في إنهاء القمع السوفيتي في أوروبا الوسطى والشرقية قبل 30 عاما، وأتت في مواجهة نظام حكم قاس ووحشي. وستتغلب تلك الرسالة على وحشية هذه الحرب الظالمة.

كان الاتحاد السوفيتي يحكم بقبضة من حديد خلف ستار حديدي عندما حمل البابا يوحنا بولس الثاني هذه الرسالة في العام 1979.

ثم انتشرت حركة التضامن في بولندا بعد عام على ذلك. أعلم أن ليخ فاونسا لم يتمكن من الحضور الليلة، ولكننا جميعا في الولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم ممتنون له.

يذكرني ذلك بعبارة للفيلسوف كيركغور الذي قال: “يرى الإيمان بشكل أفضل في الظلام”. وقد شهدنا لحظات مظلمة بالفعل.

انهار الاتحاد السوفيتي بعد عشر سنوات، وتحررت بولندا وأوروبا الوسطى والشرقية بعد وقت قصير. لم يكن أي عنصر من تلك المعركة من أجل الحرية بسيطا أو سهلا. لقد كانت المسيرة طويلة ومؤلمة ولم تدم المعركة لأيام أو شهور، بل لسنوات وعقود.

ولكننا انبثقنا من جديد في المعركة الكبرى من أجل الحرية: معركة بين الديمقراطية والاستبداد، بين الحرية والقمع، بين نظام قائم على القواعد ونظام تحكمه القوة الغاشمة.

يجب أن نكون واضحين في هذه المعركة. لن يتم كسب هذه المعركة بأيام أو شهور، بل ينبغي أن نقوي أنفسنا لخوض المعركة الطويلة المقبلة.

سيدي الرئيس، سيدي رئيس الوزراء، سيدي العمدة، أيها البرلمانيون والضيوف الموقرون والشعب البولندي وبعض الأوكرانيين أيضا على ما أظن، نحن… لقد اجتمعنا في القصر الملكي في هذه المدينة التي لا تضم مكانا مقدسا في تاريخ أوروبا فحسب، بل هي قلب بحث البشر الدائم عن الحرية.

وقفت وارسو لأجيال عند النقطة التي تعرضت فيها الحرية للتحديات وسادت في نهاية المطاف.

إلى هنا في وارسو عادت لاجئة شابة فرت من وطنها تشيكوسلوفاكيا الخاضعة للسيطرة السوفيتية للتحدث مع المنشقين والتضامن معهم.

كانت تدعى مادلين كوربل أولبرايت. أصبحت من أكثر المؤيدين المتحمسين للديمقراطية في العالم. كانت صديقة وقد عملت معها. كانت أول وزيرة خارجية في الولايات المتحدة، وقد توفيت منذ ثلاثة أيام.

لقد حاربت طوال حياتها من أجل المبادئ الديمقراطية الأساسية. والآن، في خضم النضال الدائم من أجل الديمقراطية والحرية، تقف أوكرانيا وشعبها في الخطوط الأمامية ويقاتلون لإنقاذ أمتهم.

وتشكل مقاومتهم الشجاعة جزءا من معركة أكبر من أجل مبادئ ديمقراطية أساسية توحد كافة الأحرار، ألا وهي سيادة القانون والانتخابات الحرة والنزيهة وحرية الكلام والكتابة والاجتماع وحرية العبادة كما يختارها المرء وحرية الصحافة.

هذه المبادئ ضرورية في أي مجتمع حر. ولكنها كانت دائما محاصرة. كانت دائما محاصرة. وجب على كل جيل هزيمة أعداء الديمقراطية الفانين. العالم غير كامل كذلك كما نعلم، وتسعى فيه شهوات قلة وطموحاتهم إلى السيطرة على حياة وحريات الكثيرين إلى الأبد.

رسالتي إلى شعب أوكرانيا هي الرسالة التي وجهتها اليوم إلى وزير الخارجية ووزير الدفاع الأوكرانيين، والحاضرين هنا على ما أظن: نحن نقف معكم. وانتهى الكلام.

كان القتال اليوم في كييف وماريوبول وخاركيف أحدث معركة في صراع طويل: هنغاريا في العام 1956 وبولندا في العامين 1956 و1981 وتشيكوسلوفاكيا في العام 1968.

سحقت الدبابات السوفيتية الانتفاضات الديمقراطية، ولكن المقاومة استمرت حتى العام 1989، وسقطت كافة جدران الهيمنة السوفيتية. وقعت. وساد الشعب.

ولكن لا يمكن أن تنتهي المعركة من أجل الديمقراطية ولم تنته بنهاية الحرب الباردة.

انتعشت قوى الاستبداد في مختلف أنحاء العالم على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وهي تتميز بسمات مألوفة، بما فيها ازدراء سيادة القانون وازدراء الحرية الديمقراطية وازدراء الحقيقة نفسها.

قامت روسيا اليوم بخنق الديمقراطية، وقد سعت إلى القيام بذلك في أماكن أخرى، وليس في داخل حدودها فحسب. لقد غزت الدول المجاورة لها تحت ذريعة مزاعم كاذبة عن التضامن العرقي.

يتمتع بوتين بجرأة الادعاء أنه “يزيل النازية” من أوكرانيا. هذه كذبة. هذا مجرد تهكم. يعرف ذلك تمام المعرفة. هذا كلام وقح.

انتخب الرئيس زيلينسكي ديمقراطيا. إنه يهودي وقد تم القضاء على عائلة والده في المحرقة اليهودية النازية. ويجرؤ بوتين على الاعتقاد أن القوة هي الحل، مثله مثل كافة الحكام المستبدين الذين سبقوه.

أعرب رئيس سابق لبلادي يدعى أبراهام لنكولن عن روح معارضة لإنقاذ اتحادنا في خضم حرب أهلية، وقال: “دعونا نؤمن أن الحق يصنع القوة”. “الحق يصنع القوة”.

دعونا نتحلى بهذا الإيمان اليوم. دعونا نعقد العزم على وضع قوة الديمقراطيات موضع التنفيذ لإحباط مخططات الاستبداد. دعونا نتذكر أن الاختبار الذي نواجهه اليوم هو الاختبار الأكبر.

يريد الكرملين أن يصور توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) كمشروع إمبراطوري يهدف إلى زعزعة استقرار روسيا. لا يمكن أن يكون هذا الكلام أبعد عن الحقيقة مما هو اليوم. الناتو هو تحالف دفاعي، ولم يسع يوما إلى إزالة روسيا.

لقد عملت الولايات المتحدة وحلف الناتو على مدى شهور في الفترة التي سبقت الأزمة الحالية لإشراك روسيا وتجنب الحرب. التقيت به شخصيا وتحدثت معه هاتفيا عدة مرات.

لقد عرضنا دبلوماسية حقيقية ​​مرارا وتكرارا وقدمنا مقترحات ملموسة لتعزيز الأمن الأوروبي وتعزيز الشفافية وبناء الثقة بين كافة الأطراف.

ولكن بوتين وروسيا واجها المقترحين بلا مبالاة في أي مفاوضات وبأكاذيب وإنذارات. كانت روسيا عازمة على العنف منذ البداية.

أعلم أنكم لم تصدقوني وتصدقونا عندما لم ننفك نقول: “سيعبرون الحدود، سيقومون بالهجوم”.

لم ينفك يردد: “ليس لدينا أي مصلحة في شن حرب”، وضمن أنه لن يقوم بأي تحرك.

لم ينفك يردد أنه لن يغزو أوكرانيا.

لم ينفك يردد أن القوات الروسية متواجدة عند الحدود لأغراض “التدريب”. القوات الـ180 ألفا.

لم يسبق أي مبرر أو استفزاز الحرب التي اختارتها روسيا. إنها مثال عن أحد أقدم الاندفاعات البشرية، ألا وهي استخدام القوة الغاشمة والمعلومات المضللة لإشباع الرغبة المطلقة في السلطة والسيطرة.

ليس ما يحصل أقل من تحد مباشر للنظام الدولي القائم على القواعد والذي تم إنشاؤه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

ويهدد ذلك بالعودة إلى عقود من الحرب التي دمرت أوروبا قبل وضع النظام الدولي القائم على القواعد. لا يمكننا العودة إلى تلك الحقبة. مستحيل.

ودفعت خطورة التهديد إلى رد الغرب السريع والقوي جدا والموحد جدا وغير المسبوق والساحق.

التكاليف السريعة والعقوبات هي التحركات الوحيدة التي ستجعل روسيا تغير مسارها.

تحرك الغرب بشكل مشترك مع العقوبات لإلحاق الضرر بالاقتصاد الروسي في غضون أيام من الغزو.

بات البنك المركزي الروسي محظورا في الأنظمة المالية العالمية، مما يحرم الكرملين من الوصول إلى أموال الحرب التي خبأها في مختلف أنحاء العالم.

لقد استهدفنا قلب الاقتصاد الروسي من خلال وقف واردات الطاقة الروسية إلى الولايات المتحدة.

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 140 فرد من الأوليغارشيين الروس وأفراد أسرهم حتى الآن وصادرت مكاسبهم غير المشروعة، أي يخوتهم وشققهم الفاخرة وقصورهم.

وفرضنا عقوبات على أكثر من 400 مسؤول حكومي روسي، بما في ذلك المهندسين الرئيسيين لهذه الحرب.

لقد حصد هؤلاء المسؤولون والأوليغارشيون مكاسب هائلة من الفساد المرتبط بالكرملين، وعليهم أن يشاركوه الفترة العصيبة الآن.

ويتحرك القطاع الخاص أيضا، إذ انسحبت أكثر من 400 شركة خاصة متعددة الجنسيات من ممارسة الأعمال التجارية في روسيا وغادرت روسيا تماما، بدءا من شركات النفط وصولا إلى ماكدونالدز.

ونتيجة لهذه العقوبات غير المسبوقة، انهار الروبل على الفور. الاقتصاد الروسي… هذا صحيح بالمناسبة. بات حوالى 200 روبل لا يساوي أكثر من دولار واحد.

الاقتصاد في طريقه ليصبح معدل النصف في السنوات القادمة. تم تصنيفه… كان الاقتصاد الروسي يحتل المرتبة 11 بين أكبر الاقتصادات في العالم قبل هذا الغزو، ولن يتم تصنيفه بين أفضل 20 اقتصاد في العالم حتى بعد فترة صغيرة.

تعتبر هذه العقوبات الاقتصادية مجتمعة نوعا جديدا من فن الحكم الاقتصادي مع القدرة على إلحاق الضرر بشكل مماثل للقوة العسكرية.

تستنزف هذه العقوبات الدولية القوة الروسية وقدرتها على تجديد جيشها وقدرتها على إبراز قوتها. وفلاديمير بوتين هو المسؤول عن ذلك.

وفي الوقت عينه، وإلى جانب هذه العقوبات الاقتصادية، اجتمع العالم الغربي لتزويد الشعب الأوكراني بمستويات لا تصدق من المساعدات العسكرية والاقتصادية والإنسانية.

أرسلت الولايات المتحدة في السنوات التي سبقت الغزو وقبل عبور الروس الحدود أكثر من 650 مليون دولار من الأسلحة إلى أوكرانيا، بما في ذلك معدات مضادة للطائرات ومضادة للدروع.

وخصصت الولايات المتحدة 1,35 مليار دولار أخرى من الأسلحة والذخيرة منذ الغزو.

وبفضل شجاعة وبسالة الشعب الأوكراني، تم استخدام المعدات التي أرسلناها وأرسلها زملاؤنا لإلحاق تأثير مدمر للدفاع عن أراضي أوكرانيا ومجالها الجوي. وأخذ حلفاؤنا وشركاؤنا المبادرة أيضا.

ولكن كما أوضحت، تتواجد القوات الأمريكية في أوروبا، وهي ليست هناك للدخول في صراع مع القوات الروسية، بل للدفاع عن حلفاء الناتو.

التقيت يوم أمس بالقوات التي تخدم إلى جانب حلفائنا البولنديين لتعزيز دفاعات الناتو في الخطوط الأمامية. أردنا أن نوضح ما يحصل في أوكرانيا. لا يفكرن أحد حتى في التحرك على شبر واحد من أراضي الناتو.

التزامنا مقدس… التزامنا مقدس بالمادة الخامسة للدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو بالقوة الكاملة لقوتنا الجماعية.

لقد زرت ملعبكم الوطني في وقت سابق من اليوم، ويحاول آلاف اللاجئين الأوكرانيين هناك الإجابة على أصعب الأسئلة التي يمكن أن يطرحها إنسان: “يا إلهي، ما الذي سيحدث لي؟ ماذا سيحدث لعائلتي؟”

رأيت الدموع في عيون الكثير من الأمهات عندما احتضنتهن. أطفالهم الصغار… أطفالهم الصغار غير متأكدين مما إذا كانوا يبتسمون أم يبكون. قالت فتاة صغيرة، “سيدي الرئيس…” كانت تجيد اللغة الإنجليزية قليلا “هل أخي وأبي… هل سيكونان بخير؟ هل سأراهما مرة أخرى؟” نجدهم بدون أزواج أو آباء أو إخوان أو أخوات بقوا للقتال من أجل وطنهم في كثير من الحالات.

لم يكن من الضروري أن أتحدث باللغة الأوكرانية أو أن أفهمها لأشعر بالمشاعر في عيونهم وفي الطريقة التي يمسكون بها يدي ويتعلق الأطفال الصغار بساقي وهم يصلون بأمل يائس ويرددون أن كل ذلك مؤقت. تجدهم خائفين من أنهم قد يبقون بعيدين عن منازلهم إلى الأبد مع حزن منهك لأن ذلك يحدث مرة أخرى.

ولكنني ذهلت أيضا من كرم شعب وارسو – وكل الشعب البولندي في هذا الصدد – لتعاطفهم الكبير واستعدادهم لفتح قلوبهم.

كنت أقول للعمدة إن الناس مستعدون لفتح قلوبهم ومنازلهم لمجرد المساعدة. وأود أن أشكر أيضا صديقي الشيف الأمريكي العظيم خوسيه أندريس وفريقه الذين ساعدوا في إطعام من يتوقون إلى أن يكونوا أحرارا.

ولكن بولندا أو أي دولة أخرى ليست مسؤولة عن مساعدة هؤلاء اللاجئين بمفردها، إذ تتحمل كافة ديمقراطيات العالم مسؤولية المساعدة. كلها. ويمكن لشعب أوكرانيا الاعتماد على الولايات المتحدة للوفاء بمسؤوليتها.

لقد أعلنت قبل يومين أننا سنستقبل 100 ألف لاجئ أوكراني. ويصل أسبوعيا إلى الولايات المتحدة 8000 شخص من جنسيات أخرى.

سنقدم حوالى 300 مليون دولار من المساعدات الإنسانية ونوفر عشرات الآلاف من الأطنان من الغذاء والمياه والأدوية والإمدادات الأساسية الأخرى.

وأعلنت في بروكسل أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم أكثر من مليار دولار إضافي من المساعدات الإنسانية.

قام برنامج الغذاء العالمي بإبلاغنا أن بعض الإغاثة تصل إلى المدن الكبرى في أوكرانيا على الرغم من العقبات الكبيرة، ولكن ليس إلى ماريوبول لأن القوات الروسية تمنع إمدادات الإغاثة إليها.

لكننا لن نوقف جهودنا الرامية إلى تقديم الإغاثة الإنسانية حيثما كان ثمة حاجة إليها في أوكرانيا والأشخاص الذين نجوا من أوكرانيا.

لا مجال للشك في أن هذه الحرب كانت فشلا استراتيجيا لروسيا على الرغم من وحشية فلاديمير بوتين، وأنا أعلم أن ذلك لا يعزي من فقدوا أسرهم.

خال بوتين أن الأوكرانيين سيتهاوون ولن يقاتلوا. من الواضح أنه لم يكن طالبا جيدا في حصة التاريخ. ولكن بدلا من ذلك، واجهت القوات الروسية مقاومة أوكرانية شجاعة وشديدة.

وبدل تقسيم الناتو، بات الغرب أقوى وأكثر وحدة من أي وقت مضى.

أرادت روسيا أن يتواجد الناتو بنسبة أقل عند حدودها، ولكن وجوده بات أقوى الآن وأكبر مع أكثر من مائة ألف جندي أمريكي وكافة أعضاء الناتو الآخرين.

في الواقع، تمكنت روسيا من تحقيق شيء لم تتقصده طبعا، ألا وهو تنشيط ديمقراطيات العالم وشحذها بهدف ووحدة في غضون أشهر، وكان ذلك ليستغرق سنوات.

ليست تصرفات روسيا في أوكرانيا وحدها التي تذكرنا بالبركة التي تنشرها الديمقراطية. في بلدههم… يسجن الكرملين المتظاهرين. تشير التقارير إلى مغادرة 200 ألف شخص روسيا. تشهد روسيا هجرة أدمغة. تغلق قنوات الأخبار المستقلة. باتت وسائل الإعلام الحكومية مجرد بروباغندا تحجب صورة الأهداف المدنية والمقابر الجماعية وتكتيكات التجويع التي تمارسها القوات الروسية في أوكرانيا.

فهل من المستغرب أن يغادر 200 ألف روسي بلادهم في شهر واحد؟ هجرة أدمغة مذهلة في مثل هذه الفترة القصيرة، وأصل بذلك إلى رسالتي إلى الشعب الروسي:

لقد عملت مع القادة الروس لعقود. جلست إلى طاولة المفاوضات منذ ولاية رئيس الوزراء السوفيتي أليكسي كوسيغين للحديث عن الحد من التسلح في ذروة الحرب الباردة.

لقد توجهت إليكم دائما أيها الشعب الروسي بشكل مباشر وصريح.

اسمحوا لي أن أقول ما يلي، إذا تمكنتم من سماع رسالتي: أنتم الشعب الروسي لستم بعدو لنا.

أرفض أن أصدق أنكم ترحبون بقتل الأطفال والأجداد الأبرياء أو تقبلوا قصف المستشفيات والمدارس وأقسام الولادة بالصواريخ والقنابل الروسية أو محاصرة المدن حتى لا يتمكن المدنيون من الفرار أو قطع الإمدادات ومحاولة تجويع الأوكرانيين وإجبارهم على الخضوع.

يتم طرد ملايين العائلات من منازلها، بما في ذلك نصف أطفال أوكرانيا. هذه ليست بأفعال تليق بأمة عظيمة.

ما زلتم أنتم الشعب الروسي وجميع الشعوب في مختلف أنحاء أوروبا تتذكرون ما يعنيه هذا الوضع في أواخر الثلاثينيات والأربعينيات، وضع الحرب العالمية الثانية. ولا يزال ذلك حاضرا في أذهان العديد من الأجداد في المنطقة.

بغض النظر عن تجربة جيلكم، وسواء عانى من حصار لينينغراد أو سمع عنه من والديه وأجداده – محطات القطار التي تفيض بالعائلات الخائفة الفارة من منازلها وليالي الاختباء في الأقبية والجلوس صباحا بين أنقاض المنازل… هذه ليست بذكريات من الماضي. لم تعد كذلك، لأن هذا هو بالتحديد ما يفعله الجيش الروسي في أوكرانيا الآن.

26 آذار/مارس 2022. كنتم منذ مجرد أيام أمة من القرن الحادي والعشرين تضم آمال وأحلام الناس في مختلف أنحاء العالم لأنفسهم ولأسرهم. وأدى عدوان فلاديمير بوتين اليوم إلى فصلكم، أنتم الشعب الروسي، عن بقية العالم، وأعاد روسيا إلى القرن التاسع عشر.

هذه ليست حقيقتكم. هذا ليس المستقبل الذي تستحقه عائلاتكم وأطفالكم. هذه هي الحقيقة. لا تليق بكم هذه الحرب أيها الشعب الروسي.

يستطيع بوتين إنهاء هذه الحرب وهذا ما يجب أن يقوم به. يقف الشعب الأمريكي إلى جانبكم وإلى جانب مواطني أوكرانيا الشجعان الذين يريدون السلام.

ورسالتي إلى بقية أوروبا: لقد أوضحت هذه المعركة الجديدة من أجل الحرية بعض الأمور بالفعل.

أولا، يجب أن تنهي أوروبا اعتمادها على الوقود الأحفوري الروسي، وستساعدها الولايات المتحدة على القيام بذلك. ولذلك أعلنت بالأمس في بروكسل عن خطة مع رئيسة المفوضية الأوروبية لإخراج أوروبا من أزمة الطاقة الفورية.

وعلى المدى الطويل، نحتاج جميعنا إلى التحرك بأسرع ما يمكن من أجل الطاقة النظيفة والمتجددة، وهذه مسألة تتعلق بالأمن الاقتصادي والأمن القومي وببقاء الكوكب على قيد الحياة. سنعمل معا للمساعدة في تحقيق ذلك حتى تنتهي الأيام التي تتعرض فيها أي دولة لأهواء طاغية للحصول على احتياجاتها من الطاقة. يجب أن تولي هذه الأيام. يجب أن تولي هذه الأيام.

وثانيا، علينا أن نحارب الفساد القادم من الكرملين لمنح الشعب الروسي فرصة عادلة.

وأخيرا، وبشكل عاجل، علينا أن نحافظ على الوحدة المطلقة بين الديمقراطيات في العالم. هذا أمر ضروري.

لا يكفي أن نتحدث ببلاغة وبكلمات نبيلة عن الديمقراطية والحرية والمساواة. يجب علينا أن نبذل جميعا، بما في ذلك هنا في بولندا، عملا شاقا من أجل الديمقراطية كل يوم. وينبغي أن تقوم الولايات المتحدة بذلك أيضا.

هذا ما دفعني إلى العودة إلى أوروبا مرة أخرى هذا الأسبوع برسالة واضحة وحازمة لحلف الناتو ومجموعة الدول الصناعية السبع والاتحاد الأوروبي وكافة الدول المحبة للحرية. يجب أن نلتزم الآن بأن نكون في هذه المعركة على المدى الطويل. يجب أن نظل موحدين اليوم وغدا وبعد يوم ولسنوات وعقود مقبلة.

لن يكون ذلك سهلا وستترتب عليه تكاليف. ولكن ينبغي أن ندفع هذا الثمن، لأن الظلام الذي يقود الاستبداد لا يضاهي في النهاية شعلة الحرية التي تنير أرواح الأحرار في كل مكان.

يظهر التاريخ مرارا وتكرارا أن أعظم التقدم المحرز يلي أحلك اللحظات. ويظهر التاريخ أن هذه مهمة هذا العصر، مهمة هذا الجيل.

دعونا نتذكر ضربة المطرقة التي أسقطت جدار برلين والقوة التي رفعت الستار الحديدي. لم يكن ذلك نتاج كلمات قائد واحد، بل كانت شعوب أوروبا هي التي قاتلت لعقود من أجل تحرير نفسها.

فتحت شجاعتهم المطلقة الحدود بين النمسا والمجر للنزهة عبر الأوروبية. ضموا أيديهم لتحقيق طريق البلطيق. ناصروا التضامن هنا في بولندا. وشكلوا معا قوة لا لبس فيها ولا يمكن إنكارها من الناس ولم يستطع الاتحاد السوفيتي تحملها.

ونحن نشهد ذلك مرة أخرى اليوم مع الشعب الأوكراني الشجاع، الذي يظهر أن القوة التي يتمتع بها كثيرون أكبر من إرادة أي ديكتاتور واحد.

إذاً دعونا نفكر الآن في كلمات البابا يوحنا بولس الثاني: “لا تفقدوا الأمل يوما، لا تشككوا يوما، لا تتعبوا، لا تفقدوا عزيمتك يوما. لا تخافوا”.

إن الديكتاتور المصمم على إعادة بناء إمبراطورية لن يتمكن يوما من محو حب الشعب للحرية. لن تقضي الوحشية على إرادتهم في التحرر. لن تمثل أوكرانيا يوما انتصارا لروسيا، فالأحرار يرفضون العيش في عالم يسوده اليأس والظلام.

سيكون مستقبلنا مختلف… سيكون مستقبلا أكثر إشراقا متجذرا في الديمقراطية والمبادئ، والأمل والنور، والاحترام والكرامة، والحرية والإمكانيات.

بحق الله، لا يمكن أن يبقى هذا الرجل في الحكم.

بارككم الله جميعا. وليحمي الله حريتنا ويحفظ جنودنا. شكرا لكم على صبرك. شكرا لكم. شكرا لكم. شكرا.

06:43 مساء بتوقيت وسط أوروبا


للاطلاع على النص الأصلي: https://www.whitehouse.gov/briefing-room/speeches-remarks/2022/03/26/remarks-by-president-biden-on-the-united-efforts-of-the-free-world-to-support-the-people-of-ukraine/

هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الانجليزي الأصلي هو النص الرسمي.

U.S. Department of State

The Lessons of 1989: Freedom and Our Future