بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة
مكتب الصحافة والدبلوماسية العامة
الكلمة كما أُلقِيت
26 أيار/مايو 2022
سأدلي الآن ببيان بصفتي ممثّلة الولايات المتحدة.
اسمحوا لي أن أبدأ بتوجيه الشكر إلى المنسّق الخاص وينزلاند على الإيجاز الذي تفضّلت به. نحن ندعم بقوة انخراطك الوثيق والمستمرّ مع الأطراف كافّة، بينما نعمل على تعزيز الحوار. وشكرا أيضا لروبي داملن ودانيال منير على إيجازكما بشأن جهود المصالحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. هذا العمل ضروري جدا من أجل بناء الثقة بين الأطراف. وكما ذكّرنا متحدّثو المجتمع المدني، فإن الحوار أمر لا غنىً عنه للتفاهم والتعاون، ولذلك فنحن نرحّب بالجهود المبذولة لزيادة التعاون بين الطرفين. أما بالنسبة لك يا سيدة داملن، فإنني أقدّر حقا تذكيرك إيانا بأهمية الأمل – الأمل في المستقبل والأمل في السلام.
ومن أجل ذلك، فقد كانت الولايات المتحدة سعيدة جدا بمشاركتها في الاجتماع الأخير للجنة الاتصال المخصّصة، ونرحب بالإعلان عن الخطوات الملموسة، بما في ذلك اللجنة المشتركة بشأن المياه والمناقشات على المستوى التنفيذي المتعلقة بالتمويل والضرائب. يلعب هذا النوع من المناقشات دورا أساسيا، ونحن ندعم هذه الجهود بشكل كامل.
ولكن حتى ونحن نشجع على الحوار والتعاون، لا بد لنا أيضا من أن ندين العنف بكافّة أشكاله. لقد كانت سلسلة الهجمات الإرهابية الأخيرة ضدّ الإسرائيليين مروعة. بعد الهجوم الذي وقع في إلعاد في وقت سابق من هذا الشهر، لن يرى 16 طفلا والديهم مرة أخرى. نحن نعرف هذا الشعور. إننا نشجب هذه الهجمات الإرهابية. العنف ليس هو الحلّ على الإطلاق.
ونحن حزينون أيضا لمقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة في 11 أيار/ مايو. لقد كانت شيرين مراسلة صحفية مخضرمة تحظى باحترام كبير، وكان من دواعي سروري أن التقيت بها. لقد كانت نموذجا يحتذى به للعديد من الصحفيين الطموحين، ولا سيما من النساء والفتيات. وتابع عملها عن كثب أولئك الذين يهتمون بالمنطقة. نحن ندين قتلها بشدّة، وندعو إلى تحقيق فوري وشامل وشفاف وحيادي في ذلك. وعند انتهاء التحقيق، نتوقع مساءلة كاملة لمن تثبت مسؤوليتهم.
يلعب الصحفيون في المنطقة وحول العالم دورا رئيسيا في التدفق الحرّ للمعلومات والأفكار والآراء، وعملهم ضروري جدّا للمجتمعات التي تشمل الجميع، الشاملة والمتسامحة. ولسوف نستمرّ في إعطاء الأولوية لحرّية الإعلام والدفاع عن قدرة الصحفيين على أداء عملهم دون خوف أو تهديد بالعنف أو الاحتجاز غير العادل. مقتل شيرين خسارة فادحة وإهانة لحرية الصحافة في كل مكان.
ومما فاقم من هذه الخسارة أعمال العنف التي وقعت في موكب جنازة شيرين في 13 أيار/مايو – وقد عبّرنا لإسرائيل بشكل مباشر عن قلقنا إزاء اللقطات المقلقة لشرطة إسرائيلية وهي تعيق الجنازة. تستحقّ كلّ عائلة أن تكون قادرة على دفن أحبائها في مثواهم الأخير بطريقة لائقة ودون عوائق. لقد أدى العنف الذي أعقب مقتل شيرين وجنازتها إلى زيادة التوترات المتزايدة التي شهدناها في الفترة المقاربة لشهر رمضان وعيد الفصح وعيد الفصح اليهودي في الشهر الفائت. وشمل ذلك هجمات إرهابية متعدّدة ضدّ إسرائيل وإطلاق صواريخ من غزّة ولبنان، والتي ندينها أيضا بأشد العبارات.
نناشد جميع الأطراف العمل بشكل مشترك لخفض التوتّر وتكريم شيرين من خلال مضاعفة الجهود لتعزيز السلام. من المهمّ الامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب التي تؤدّي إلى زيادة التوتّرات وتُعرّض حلّ الدولتين المتفاوض عليه للخطر. وهذا يشمل الوضع في مسافر يطّا وعمليات الإخلاء الأخرى، التي نواصل مراقبتها عن كثب والتعبير عن مخاوفنا إزاءها. وحين تنتهك مثل هذه الأعمال القانون، يجب محاسبة الجناة، سواء أكانوا إسرائيليين أم فلسطينيين، من قبل السلطات المختصة.
أيها الزملاء، أود الآن تحويل تركيزنا إلى كيفية تأثير الحرب العدوانية الروسية غير المبرّرة في أوكرانيا على انعدام الأمن الغذائي في المنطقة. كما سبق وأوضحنا في هذا المجلس، تعمل روسيا بنشاط على إعاقة المزارعين الأوكرانيين وتمنع تصدير المواد الغذائية، ونحن ندرك أن لهذا تأثيرا مدمّرا بشكل خاص على الشرق الأوسط وأفريقيا.
وهذا يجعل عمل الأونروا، التي تدعم السكان المعرضين للخطر على الأرض، أكثر أهمية من أي وقت مضى. يجب على الدول الأعضاء أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار وخاصّة مع اقتراب مؤتمر إعلان التبرّعات الشهر المقبل. في كثير من الأحيان، لا تكون البيانات الداعمة من الحكومات للأونروا مصحوبة بالفعل بمساهمات مالية، ولذلك فإننا نشجّع الدول بقوة على الانضمام إلينا في تمويل الأونروا كي تتمكّن من ضمان حصول المحتاجين على الدعم لمواجهة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتستمرّ في توفير التعليم والرعاية الصحية للاجئين الفلسطينيين.
وفي الوقت عينه، ندعو الدول الأعضاء للانضمام إلينا في تعزيز جهود الأونروا لتعزيز فعاليتها واستدامتها المالية. وسنواصل العمل مع الأونروا لتعزيز مساءلة الوكالة وشفافيتها واتساقها مع المبادئ الإنسانية، بما في ذلك الحياد.
فقط من خلال روح التعاون هذه بين الدول الأعضاء – وخاصة بين الإسرائيليين والفلسطينيين – يمكننا اتباع تدابير متساوية من الحرية والأمن والازدهار للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.
للاطلاع على النص الأصلي: https://usun.usmission.gov/remarks-by-ambassador-linda-thomas-greenfield-at-a-un-security-council-briefing-on-the-situation-in-the-middle-east-is-pal/
هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الإنجليزي الأصلي هو النص الرسمي.