بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة
مكتب الصحافة والدبلوماسية العامة
4 آب/أغسطس 2022
طاب مساؤكم. أريد أن أبدأ بتوجيه الشكر إلى نائب المستشار أسانتي على تقديمه اللطيف وأن أعبّر عن مدى سعادتي لوجودي هنا في جامعة غانا.
لقد جئت إلى هذا الحرم الجامعي لأول مرة في عام 1978، سيدي البروفيسور. وبينما كنا نقود في السيارة اليوم، كنت أتذكّر الجمال الذي رأيته وشعرت به عندما أتيت إلى هنا في عام 1978، والحق أن هذا الجمال لا يزال اليوم كما كان في زيارتي الأولى تلك. وهكذا، مرة أخرى، يسعدني أن أكون هنا معكم. [تصفيق.]
وثانيا، أودّ أن أشكر عازفي الطبول. كما تعلمون، بينما كنت أمشي، وأريد أن أخبركم أنني أحب المشي كثيرا، ولدي مقطوعة قرع الطبول في مجموعتي الموسيقية، وعندما أسير على إيقاع تلك الطبول، فإنني أسير بسرعة البرق. وهكذا، بينما كنتن تقرعون الطبول، كل ما كنت أفكر فيه هو الخروج إلى هناك والمشي. لذا أشكركم على تذكيري أنني بحاجة إلى المشي.
وأود أن أشكر الجميع على انضمامهم إلينا اليوم للحديث عن السلام والتقدم والأمن الغذائي في إفريقيا.
قبل 65 عاما، قامت مجموعة من الأمريكيين المعتبَرين بزيارة غانا للاحتفال باستقلالها. وبينهم، على وجه الخصوص، كان اثنان ممن أعتبرهم أبطالا بالنسبة لي، رجلان أمريكيان من أصل أفريقي جاءا إلى غنا ليروا علم المملكة المتحدة ينزل. كان كلا الرجلين من نشطاء الحقوق المدنية، كان أحدهما قد بجائزة نوبل للسلام لجهوده، وفاز الآخر بتلك الجائزة بعد الزيارة ببضع سنوات. وان كلاهما فخورين بنضال غانا من أجل الحرية والاستقلال والكرامة والسيادة. لقد اعتقدا أن العالم مرتبط متشابك وأن التقدم في غانا يعني التقدم ليس فقط في إفريقيا، وإنما في أمريكا أيضا.
كانا رالف بَنش، الذي يعتبر الأبَ المؤسّسَ للأمم المتحدة، والدكتور مارتن لوثر كينغ الابن، أحد رموز حركة الحقوق المدنية الأمريكية.
وإنني أسترجع زيارتهما التاريخية لأذكّر أنفسنا بأن العلاقة بين غانا وأمريكا، بل بين إفريقيا وأمريكا، عميقة الجذور. ورغم أن بعض هذا التاريخ مؤلم، فإن أجزاء أخرى منه تثير البهجة. أمريكا هي موطن الكثير من الشتات الأفريقي – وشعبنا مرتبط ببعضه البعض، من خلال روابط الأسرة والصداقة والتاريخ، ولهذا فإن مصيرنا متشابك.
ولا ننسينَّ أن الرئيس نكروما تلقّى تعليمه في الولايات المتحدة في كلية كانت مخصّصة للسود تاريخيا، بينما دُفن وليام إدوارد بورغهاردت دو بوا، أحد أبرز المفكرين السود في بلدي وعملاق حركة الحقوق المدنية، هنا في غانا.
وأود أيضا أن ألفت الانتباه إلى الذكرى الخامسة والستين لاستقلالكم، وزيارة رالف بَنش والدكتور كينغ، لأنني هنا اليوم للحديث عن العلاقة بين الغذاء والسلام والازدهار، وهي العلاقة التي فهما كل من بَنش وكينغ بشكل أفضل من أي شخص آخر.
في خطابه الذي ألقاه لدى تلقّيه جائزة نوبل للسلام، أوضح الدكتور كينغ ما كان يقاتل من أجله، قائلا، وأنا أقتبس، “لدي الجرأة على الاعتقاد بأن الناس في كل مكان يمكنهم تناول ثلاث وجبات في اليوم من أجل أجسادهم، والتعليم والثقافة من أجل عقولهم، والكرامة والمساواة والحرية من أجل أرواحهم.”
وأثار رالف بَنش بدوره نقطة مماثلة في خطابه الخاص بجائزة نوبل، حينما جادل، وأنا أقتبس، بأن “السلام ليس مجرد مسألة رجال يقاتلون أو لا يقاتلون”.
وأضاف: “السلام … يجب أن يُترجم إلى خبز أو أرز، ومأوى، وصحة، وتعليم، فضلاً عن الحرية والكرامة الإنسانية – أي حياة تتحسّن باضطراد.” يجب ترجمة السلام إلى خبز أو أرز. أتساءل عما إذا كان يفكّر في أرز جولوف الأفريقي.
سوى أن العالم لا ينعم، في الوقت الحالي، بالسلام بسبب الصراعات المستمرة والخبيثة، صحيح، ولكن أيضا لأن الأرز والخبز لا يصلان إلى الجياع حول العالم. لقد عملتُ في القضايا الإنسانية منذ ما يقرب من 40 عاما. واليوم، على الرغم من كل الأدوات الحديثة الموجودة تحت تصرفنا، فها نحن نمرّ بأسوأ أزمة – واسمحوا لي أن أكرر – أسوأ أزمة أمن غذائي عالمية رأيتها على الإطلاق. هذه حالة طوارئ.
هنا في أفريقيا، يعاني واحد من كل خمسة أشخاص من سوء التغذية – واحد من كل خمسة. ليس لديهم، على حدّ تعبير الدكتور كينغ، ثلاث وجبات لأجسادهم، بالكاد يؤمّنون وجبة واحدة. يعني انعدام الأمن الغذائي أن الأسر غير قادرة على إعالة أطفالها، وهذا يعني أن الأطفال لا يحصلون على التغذية التي يحتاجونها للنجاح في الدراسة. ولكنها في أسوأ الحالات يعني المجاعة، والمجاعة تعني الموت.
لهذا السبب لا مندوحة من تصميمنا على القضاء على الجوع، لكي نترجم السلام إلى خبز وأرز. وللقيام بذلك، لا يمكننا أن نكتفي بتوفير الغذاء للجياع فقط – على الرغم من الأهمية القصوى لذلك – بل علينا فوق ذلك أن ننظر في سبب هذا الجوع، وما الذي يدفع إلى انعدام الأمن الغذائي في المقام الأول.
والآن، أرى أمامنا أربع قضايا رئيسية واضحة المعالم: الطاقة، والمناخ، ووباء فيروس كورونا، والنزاعات. ولنبدأ بالطاقة. لقد ارتفعت أسعار الطاقة في العام الماضي ارتفاعا كبيرا، ويستطيع أي شخص يضطرّ إلى ملء خزان البنزين بانتظام أو دفع فاتورة الكهرباء أن يدرك ذلك جيدا. الأسباب معقدة ومترابطة – مثل قضايا سلسلة التوريد وتغير المناخ – لكن النتيجة واضحة: ارتفاع أسعار الطاقة. وجاء تلاعب روسيا بتدفقات الغاز ليؤدّي فوق ذلك إلى زيادة الأسعار في الارتفاع.
يمكن أن يكون لهذا الأمر تأثير مدمّر على دورة الغذاء. فبعد كل شيء، يتمّ استخدام الطاقة لإنتاج الأسمدة الكيماوية التي تساعد المحاصيل على النمو، ثمّ أن المزارعين يستخدمون الطاقة أيضا، عادةً الديزل، لتشغيل معدّات الحصاد قبل معالجة محاصيلهم في النباتات التي بدورها تتطلب المزيد من الطاقة. وبعد ذلك تحتاج أيضا إلى الطاقة لنقل هذا المحصول إلى المتاجر والمطاعم والأسواق ومن المتاجر إلى منازلكم. لذا فإن ارتفاع تكاليف الطاقة يعني ارتفاع تكاليف الغذاء.
وتأتي بعد ذلك أزمة المناخ – وهي أزمة مألوفة لدى الأفارقة. لقد كنت في إفريقيا في معظم مراحل مسيرتي المهنية – في مناصب في كينيا وغامبيا ونيجيريا، بصفتي مساعدة الوزير للشؤون الأفريقية، وأيضا كوني أول سفيرة في ليبيريا. وفي كلّ مرة أعود فيها إلى هنا، يصدمني مقدار التغيير الذي أحدثه المناخ في البيئة. لقد أصبح أكثر سخونة، وهذا يعني مواسم نموّ أقصر للمزارعين، مما يعني غلّة سنوية أقلّ. وأكثر من ذلك، تقتل أزمة المناخ أيضا الحيوانات، فتنفق الماشية والأسماك.
هنا في غانا، تقلّ شيئا فشيئا حصيلة من يعتمد على صيد الأسماك لكسب عيشهم أصغر بسبب ارتفاع درجات حرارة المياه. وأصبحت الأحداث المناخية الدرامية أكثر شيوعا.
ويوم أمس كنت في أوغندا أمس، حيث تمّ طلاعي على الفيضانات والانهيارات الأرضية في الشرق التي خلفت مئات الأشخاص بلا مأوى.
وفي الوقت الحالي، يشهد القرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف له على الإطلاق، إذ يقدّر برنامج الغذاء العالمي أن عدد من قد يواجه خطر الجوع في تلك المنطقة إلى نحو 20 مليون شخص.
الصومال، بشكل خاصّ، على شفا المجاعة – عشرات الآلاف من الناس يدفعهم اليأس إلى الرحيل عبر البرية القاحلة بحثا عن الطعام، ونفق أكثر من 700 ألف من الإبل والماعز والأغنام والماشية في أول شهرين فقط من هذا العام لأسباب مرتبطة بالجفاف.
غير أن الأطفال هم الأكثر معاناة. نصف الأطفال دون سن الخامسة من العمر في الصومال تقريبا يعانون من سوء التغذية الحادّ. والأمهات اللائي ليس لديهن ما يكفي من الطعام يتوقّفن عن درّ حليب الأم الذي يحتاجه أطفالهن للبقاء على قيد الحياة والنمو. قلة في المحاصيل، وتناقص في الحيوانات، ومزيد من الفيضانات، والجفاف، تتضافر جميعها لتصعّب الأمور.
فكّروا في كلّ التطورات التكنولوجية التي شهدناها على مدار السنوات الستين الماضية. إلى أي مدى أصبحنا أفضل في زراعة وحصاد المواد الغذائية؟ ومع ذلك، وفقا للأمم المتحدة، فإن نمو الإنتاجية الزراعية هنا في إفريقيا قد انخفض – فخلال خلال الثلاثين عاما الماضية انخفض بأكثر من الثلث بسبب تغير المناخ.
وإذن، نعم، أزمة المناخ هي أزمة كوارث طبيعية وفيضانات وعواصف وموجات حَرّ، ولكنها لا تتوقف عند ذلك، بل تؤدّي أيضا بشكل مباشر إلى أزمة أمن غذائي، تجعل من الصعب إطعام الناس.
وبينما كان المناخ يجعل الحصول على الغذاء أصعب وأصعب لسنوات، جاء كوفيد-19 الآن ليعطينا صدمة فورية وإضافية للنظام. تسبّب فيروس كورونا في اضطراب أسواق العمل التي يعتمد عليها المزارعون في جميع أنحاء المنطقة والعالم، وقلب الوباء سلاسل التوريد الخاصة بنا رأساً على عقب وجعل من الصعب توصيل الطعام إلى السوق. وكان من نتائج الوباء أيضا ازدياد الصعوبات الاقتصادية والتضخم، التي جعلت من الصعب على الناس تحمل تكلفة الغذاء، حتى لو توفّر في السوق. قبل كوفيد، كان هنالك 100 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي. وبعد ثلاث سنوات، في غضون ثلاث سنوات فقط، قفز هذا الرقم إلى أكثر من 190 مليون شخص.
وأخيرا تأتي النزاعات، التي أعتقد أنها من أشد مسبّبات الجوع غدرا. إنه الجوع الناجم عن الصراع. الجوع الذي يحدث عمدا. استخدام الجوع كسلاح حرب.
تقدم إفريقيا سلسلة من الأمثلة المفجعة. في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى، أدّى العنف إلى نزوح ملايين الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد.
ودفع القتال في شمال إثيوبيا، والجفاف في الإقليم الصومالي في إثيوبيا، المدنيين الأبرياء إلى حافّة المجاعة. وبينما نرحّب بالهدنة الإنسانية الأخيرة في شمال إثيوبيا، والتي استمرت لأكثر من أربعة أشهر حتى الآن، لا يزال سوء التغذية الحادّ مصدر قلق بالغ على الصعيد الوطني. لقد بدأت الحكومة للتوّ في السماح لنا بإيصال المساعدات الإنسانية لمن هم في أمسّ الحاجة إليها، ولكن لا يزال ثمّة هناك مما يتعيّن القيام به للوصول إلى الفئات الضعيفة من السكان خارج المناطق الحضرية.
وفي جنوب السودان، أُجبرت العائلات والأطفال الذين كانوا يهربون من العنف بحثا عن الأمان على الاختباء في المستنقعات حيث بالكاد ينجون، بسبب اضطرارهم لتناول الأطعمة البرية ومياه الأنهار الملوثة.
ثم هناك الحرب الروسية في أوكرانيا.
كما ذكّرنا ممثل كينيا للأمم المتحدة في مجلس الأمن، فإن الغزوات القائمة على مطالب تاريخية وعرقية لا مكان لها في عالمنا الحديث. أولئك الذين يعرفون الإرث المؤلم للاستعمار يمكن أن يروا خطر الفوضى التي ستنجم عن ذلك، وخاصة في هذه القارة، إذا عاد الغزو الإقليمي وقهر جارك إلى المشهد.
لقد سمعت أيضا من البعض أن الأفارقة لا يريدون حقا أن يتعرضوا للضغط لاختيار جانب أو اتخاذ موقف معين. أنا أفهم موقفهم، فليس بيننا من يريد حقيقة إحياء الحرب الباردة. وللأفارقة الحقّ في تقرير مواقفهم في السياسة الخارجية، دون ضغوط وتلاعب، وبشكل يخلو من أي تهديد. ومع ذلك، اسمحوا لي أن أكون واضح معكم: أنا لست هنا لأخبركم أو لأخبر أيا من الأفارقة كيف يجب أن يفكّروا.
سوى أنني أريد أن أقدّم الحقائق. أخبرتكم قبل قليل أن أكثر من 190 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي بعد كوفيد. حسنا، منذ حرب روسيا غير المبرّرة، والغزو الشامل لأوكرانيا، نقدر أن يكون هذا العدد قد يرتفع إلى 230 مليونا. وهذا يعني أن أكثر من 40 مليون شخص سيعانون من انعدام الأمن الغذائي منذ أن اختار الرئيس بوتين غزو جاره وسرقة أراضيهم، وهو عدد من الأشخاص يفوق عدد سكان غانا بالكامل.
لماذا ا؟ لأن روسيا استولت بشكل منهجي على بعض الأراضي الزراعية الأكثر إنتاجية في أوكرانيا. لقد أفسدوا الحقول بالألغام والقنابل، وسرقوا ودمّروا المعدات الزراعية الحيوية والبنية التحتية، بل إنهم قصفوا صوامع الحبوب، وهم الآن يبيعون الحبوب التي نعتقد أنها سُرقت من مخازن أوكرانيا.
الحقيقة هي أن هذا يضرّ بأفريقيا. تقدّم روسيا وأوكرانيا أكثر من 40 في المائة من إمدادات القمح لأفريقيا. وقد أدّى سدّ روسيا للبحر الأسود إلى حجب أكثر من 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية عن الأسواق العالمية وهدّد الأمن الغذائي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا. أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم أعلى بنسبة 23 في المائة مما كانت عليه قبل عام. ولكن أثرها كان الأشد ضررا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث يستهلك تأمين الغذاء 40 في المائة من ميزانيات الأسرة.
ومهما يكن شعورك تجاه روسيا، فإن لدينا جميعا مصلحة مشتركة قوية في التخفيف من تأثير الحرب على أوكرانيا على الأمن الغذائي. ولتحقيق هذه الغاية، دعمنا جهود الأمم المتحدة للتوسّط في صفقة تمكّن أوكرانيا من البدء في شحن سلعها الزراعية مرة أخرى من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود. ولقد رحبنا بخروج السفن المحملة بالحبوب من موانئ البحر الأسود هذا الأسبوع. ونحثّ روسيا على الوفاء بالتزاماتها بالسماح للمزارعين في أوكرانيا بتزويد العالم مرة أخرى بالحبوب. في غضون ذلك، نعمل أيضا مع أوكرانيا والاتحاد الأوروبي لتسهيل الصادرات الزراعية من خلال جميع الطرق المتاحة والسكك الحديدية والطرق البحرية.
لقد سمعت العديد من القادة الأفارقة يقولون إنهم يريدون طريق الدبلوماسية لإنهاء الحرب، وأنا أتّفق معك تماما في ذلك. ستحتاج موسكو وكييف إلى إيجاد طرق للعيش معا في سلام. وسيكون من الأفضل دائما حلّ الخلافات على طاولة المفاوضات بدلا من ساحة المعركة. ولكن لم نرَ، لسوء الحظ، أي مؤشر على أن روسيا مستعدّة لقبول حلّ دبلوماسي. وعلى أي حال، فإننا مدينون لشعب أوكرانيا الذي يعاني الكثير بدعم جميع الجهود لإنهاء الحرب من خلال الحوار بحسن النية والمفاوضات بشروط يقررها الأوكرانيون أنفسهم.
أعلم الآن أن البعض قد جاء ليخبركم أن العقوبات الغربية هي المسؤولة عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية. ومرة أخرى، أنا لا أخبركم بما يجب أن تفكروا فيه، بيد أنني أريد أن أعرض عليكم الحقائق. الحقيقة هي أن عقوباتنا تستهدف بوتين وأنصاره فقط، دون أن تطال الزراعة والغذاء التي تم استبعادها بشكل خاص من العقوبات.
اسمحوا لي أن أقول ذلك مرة أخرى بما أن هذه معلومة مضللّة منتظمة: عقوبات أمريكا لا تنطيف، وأعيد، لا تنطبق على صادرات الأغذية والأسمدة. نقطة انتهى.
لقد اتخذنا خطوات إضافية لإصدار إرشادات عامة واسعة النطاق للتأكد من أن الشركات والمؤسسات المالية تدرك أن المواد الغذائية والأسمدة ليست ضمن مستهدفات عقوباتنا. بل إننا أنشأنا “مكتب مساعدة” للعقوبات لإزالة أي وجميع حالات سوء الفهم المتعلقة بقضايا الأمن الغذائي، ويسعدنا التعامل مع أي شخص لديه أسئلة.
لكن روسيا نفسها هي التي تتّخذ خطوات تحدّ من الصادرات إلى العالم. على سبيل المثال، فرضت موسكو حصص تصدير على النيتروجين والأسمدة المعقدة التي ستظل سارية حتى نهاية العام على الأقل. إن نقص الأسمدة اليوم سيعني أزمة أكبر في الأمن الغذائي غد. كما فرضت روسيا رسوما إضافية على صادرات الحبوب من مزارعيها، رغم أن محصول روسيا من الحبول كان وفيرا هذا العام.
أقول ذلك كلّه لكي أؤكّد أن الحرب الروسية في أوكرانيا تجعل أزمة الغذاء المروعة أساسا أكثر خطورة بالفعل.
وكل هذه المشاكل – الطاقة، والمناخ، وفيروس كورونا، والنزاعات – تتحدّ سوية في مزيج معقّد أدّى إلى أسوأ أزمة جوع في حياتنا. ولا بدّ لهذا النوع من الأزمات العالمية غير المسبوقة أن يفرض استجابة عالمية غير مسبوقة أيضا.
هذا هو السبب في أنني عرضت باستمرار هذه القضية على مجلس الأمن الدولي، فالعالم يحتاج إلى أن يرى كيف يؤدي انعدام الأمن الغذائي إلى زيادة أخطار الصراع، وعلى مجلس الأمن القيام بعمل أفضل في منع استخدام الغذاء كسلاح في الحرب.
من جانبنا، انضمّ الوزير بلينكن إليّ في نيويورك، في شهر أيار/مايو، أثناء رئاسة الولايات المتحدة لمجلس الأمن،
واستضفنا سلسلة من أيام العمل بشأن الأمن الغذائي. واستطعنا أن نجمع شركاء من جميع أنحاء العالم لصياغة خارطة طريق للأمن الغذائي العالمي. تدعو خارطة الطريق هذه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى تأمين تمويل إنساني إضافي وتبرعات عينية من المواد الغذائية من المخزونات الوطنية لإبقاء أسواق الغذاء والزراعة مفتوحة ولزيادة إنتاج الأسمدة ودعم النظم الغذائية المستدامة ورصد البيانات وتبادلها بشأن تطورات السوق العالمي للغذاء.
وقد اتفق ما يربو عن مائة دولة حتى الآن على تصوّر مشترك لهذه الأزمة وعلى أجندة مشتركة للتصدّي لها. ومنذ أيار/مايو، نعمل مع الأمم المتحدة ومجموعة الدول السبع وغيرها لتشجيع الشراكات بشأن معالجة هذه القضية مع المزيد من المانحين حول العالم. والحال أن الرئيس بايدن قد حصل بالفعل على التزام بمبلغ 4.5 مليار دولار لتمويل الأمن الغذائي في قمة مجموعة الدول السبع. ولإثبات مدى اهتمامنا بهذه القضية، كان التزام الولايات المتحدة أكثر من نصف هذا الإجمالي: 2.76 مليار دولار.
حين يأتي الآخرون إلى إفريقيا، فقد يكون مفيدا أن نسألهم عن مقدار مساهمتهم في هذه الجهود، لأن هذا يجب أن يكون جهدا عالميا متعدد الأطراف. وبينما نواجه التهديد المباشر ونتطلّع إلى توفير أكبر قدر ممكن من الغذاء والإمدادات الإنسانية لأكبر عدد ممكن من الجياع واليائسين، لا بدّ لنا في الوقت عينه من أن نتعامل مع الأسباب الجذرية للطاقة والمناخ ووباء كوفيد والنزاعات، ذلك أن كل واحد من هذه الأسباب الجذرية، وكيفية التعامل معا لمعالجتها، قد يكون بسهولة فائقة جزءا من خطاباتهم ومحادثاتهم الخاصة.
لكن في خضم كل هذه التحديات الصعبة التي تواجه الأجيال، ثمّة أيضا فرص يمكن اغتنامها. ويمكن أن تكون أزمة الأمن الغذائي صرخة استيقاظ واضحة لكل من غانا وأفريقيا. يمكن للأزمة أن تحشد الموارد والبنية التحتية والاتصالات اللازمة لجعل هذا البلد وهذه القارة سلّة الخبز الخاصة بهما. لتوفير الطعام لشعوبكم، وربما لبقية العالم. أعلم أن تخيّل هذا الأمر صعب اليوم في خضم أزمة الأمن الغذائي، ولكنني أعلم أيضا أنه ممكن، بل إنني أعرف أنكم تعلمون أنه ممكن.
بعد عقدين من قدوم رالف بَنش والدكتور كنغ إلى غانا، وصل أميركي أفريقي آخر مهم جدا إلى هنا: إنه أنا. [تصفيق.]
كان ذلك عام 1978 – وقد أخبرتكم بذلك في بداية حديثي. كنت طالبة عندما جئت إلى هنا في عام 1978 – وكانت تلك أول مرة أغادر فيها الولايات المتحدة. وقد أتيت إلى إفريقيا لرؤية القارة التي جاء منها أجدادي. وشعرت على الفور بأن ثمّة ما يربطني بهذا المكان، وعرفت حينئذٍ وفي هذا المكان أنني أريد أن أقضي مسيرتي المهنية في العمل والعيش في إفريقيا. وسافرت من بلد إلى آخر بواسطة تاكسي الأدغال. وفي غانا، أتذكر أنني كنت مندهشة بجمال بلدكم الطبيعي. جمال نضر، أخضر، خصب. أميال وأميال من الشواطئ الرملية. لقد تعلمت أيضا عن مواردكم الطبيعية. صناعة الكاكاو الناشئة. أرض بها الكثير من الأمطار وتربة ومحاصيل جيدة.
ولكن غانا كانت، من نواحٍ أخرى، دولة مختلفة تماما. لم يكن معظمكم موجودا في عام 1978، وهناك القليل منا ممن هم في هذا العمر. كنتم تحت حكم ديكتاتوري عسكري، وكان اقتصادكم في حالة من الفوضى. كنتم بالكاد تستطيعون تعثرون على طعام في الأسواق. وفي سيارة الأجرة التي كنت أتنقّل فيها، كان الناس يفرّون إلى نيجيريا على أمل العثور على عمل.
ومنذ ذلك الحين جئت إلى غانا مرارا. كنت هنا لمراقبة الانتخابات العامة لعام 2016 وتنصيب رئيسكم في عام 2017، وشاهدت التحوّل الجذري والسريع لهذا البلد نحو الديمقراطية، نحو الاستقرار، نحو الأمن الغذائي، نحو السلام. غانا تتطوّر ولا يزال أمامها المزيد من التقدم.
اليوم غانا بلد جديد تماما، مختلف عن غانا التي عرفتها في 1978. وعلى الرغم من بعض تحدّيات سوء التغذية في جزء من الشمال، أصبحت غانا الآن رائدة في هذه القارة للأمن الغذائي والنظم الغذائية. ولديكم الآن قاعدة قوية يمكنكم البناء عليها. ومع أرى أن غانا لم تصل ذروتها بعد. ولا أفريقيا فعلت ذلك أيضا، على النطاق الأوسع. يمكن لغانا توفير المزيد من الأطعمة المحلية، ويمكن أن تصبح مركزا للأعمال الزراعية، ويمكن أن تغدو سلّة خبز للعالم. [تصفيق] وبالطبع، غانا ليست الدولة الوحيدة التي تتمتع بهذه الإمكانيات هنا في إفريقيا. نيجيريا لديها مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، وكذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية، والقائمة تطول وتطول.
وإنني أرى أن الأثرياء والأقوياء استخرجوا لفترة طويلة موارد إفريقيا الطبيعية لتحقيق مكاسبهم الخاصة، وهو يستمرّ حتى اليوم من خلال الصفقات السيئة وفخاخ الديون.
نريد أن نرى إفريقيا تزود إفريقيا بإمدادات غذائية مكتفية ذاتيا تترجم السلام إلى خبز سكر، وخبز الشاباتا والإنجيرا، وأرز الجولوف التي يمكنكم مشاركتها مع العالم، لأن إمكاناتكم ببساطة غير عادية.
من الطبيعي أن الوصول إلى هذا الحال سيستغرق الكثير من العمل الشاق، ومن الموارد أيضا. سوف يتطلّب الأمر مثابرة والتزاما وحكما رشيدا، وسيعني دعوة الشتات الأفريقي الكبير والمزدهر لمساعدتكم على إحراز تقدّم. تُعدّ بعض الجهود المبذولة مثل مبادرة “عام العودة 2019” طريقة رائعة لإطلاق العنان لإمكانات هذا الشتات، الذي يمتلك مليارات الدولارات وقد راكم كما كبيرا من الخبرات التي لا تقدر بثمن. سيعني ذلك الشراكة مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية والأعمال التجارية الزراعية – وهو موضوع أعلم أننا سنناقشه في قمة القادة بين الولايات المتحدة وإفريقيا في كانون الأول/ديسمبر. وسيعني ذلك مواجهة شبكة معقدة من التحديات التي تتسبّب في البدء في انعدام الأمن الغذائي، ولكنني أعتقد أنه سيؤدّي إلى السلام والازدهار لنا جميعا.
من جهتنا، تلتزم الولايات المتحدة بهذا المسار، الذي تعتبره أساس مبادرة “إطعام المستقبل”، وهي مبادرتنا العالمية لمواجهة الجوع والأمن الغذائي، والتي وسّع الرئيس بايدن نطاقها بشكل كبير هذا الصيف لتشمل جمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيريا ومدغشقر وملاوي وموزمبيق ورواندا وتنزانيا وزامبيا، لتنضمّ إلى اثنتي عشرة دولة أخرى بينها غانا.
لكن هناك حاجة إلى مزيد من التمويل لمعالجة الأمن الغذائي ومعالجة الأزمات التي تزيد من تفاقم الأمن الغذائي، مثل اللاجئين والنازحين داخليا الذين أجبروا على ترك منازلهم وفرضوا ضغطا على أنظمة الغذاء في أماكن اللجوء.
ولهذا السبب، أنا فخورة بأن أعلن اليوم عما يقرب من 150 مليون دولار في شكل تمويل إنساني إضافي جديد ومساعدات تنموية لأفريقيا، بانتظار إخطار الكونغرس [تصفيق]. يشمل ذلك 20 مليونا أعلنتُ عنها أمس في أوغندا، والتي ستوجه نحو توسيع الاستثمارات في الأسمدة والحبوب والمحاصيل الأخرى – بهدف زيادة القدرة على الصمود في وجه الصدمات المستقبلية في أوغندا. وقد تسنّى لي بالأمس زيارة مصنع لطحن الحبوب في أوغندا نساعد في دعمه، ورأيت مدى أهمية استمرار تشغيل هذه المصانع.
تشمل الأموال التي أُعلن عنها اليوم أيضا تمويلا إضافيا لغانا يركّز على تطوير وتسويق منتجات الأسمدة المبتكرة، وتقديم الدعم للمستوردين والمصنعين، بما في ذلك الشركاء من القطاع الخاص، لتأمين المزيد من الأسمدة إلى هذا البلد.
ولكننا، حتى قبل هذه المساعدة الإضافية، قمنا هنا في غانا بمساعدة أكثر من 638000 مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة للتكيف مع ارتفاع الأسعار من خلال مساعدتهم على استخدام مصادر الأسمدة المحلية. ونحن نشجّع أيضا استخدام البذور المحسّنة التي تحتاج إلى قدر أقل من الأسمدة ونشجع شراكات القطاع الخاص والأعمال التجارية الزراعية التي ستوفر الموارد والتكنولوجيا والمعرفة لبناء بنية تحتية للزراعة.
أخيرا، نعلم أن النزاعات يمكن أن تحوّل الجوع إلى سلاح وتجبر الناس على ترك منازلهم. ويؤدي ذلك إلى نزوح جماعي، مما يخلق أعدادا كبيرة من المهجّرين داخليا واللاجئين، وهو ما ينيخ بثقله على النظم الغذائية في البلدان المجاورة. لذا، فإن التمويل الذي أعلن عنه اليوم يشمل أكثر من 127 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية لأفريقيا لتوفير الدعم المنقذ للحياة للاجئين وطالبي اللجوء والمشردين داخليًا وعديمي الجنسية والأشخاص المضطهدين في جميع أنحاء إفريقيا. واسمحوا لي فقط أن أقول إن هذا يقودنا إلى حوالي 6.6 مليار دولار من المساعدات الإنسانية لأفريقيا منذ بداية هذه السنة المالية.
وأود أن أشكر غانا وجميع البلدان الأفريقية التي فتحت أبوابها وفتحت حدودها لأولئك الذين يلتمسون اللجوء، والذين يسعون لحماية أنفسهم من الصراع.
سيتم استخدام الأموال الإنسانية أيضا لمعالجة الآثار البشرية التي يشعر بها اللاجئون والمشرّدون هنا في إفريقيا والمجتمعات التي تستضيفهم. وستساعد المتضررين من الأزمات في بوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى ونيجيريا والنيجر وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي، وغيرها من حالات النزوح الجديدة والممتدة. وستدعم الشركاء في المجال الإنساني الذين يجعلون الحياة أفضل لسبعة ملايين لاجئ و25 مليون نازح داخليا في إفريقيا. وستتجه نحو بناء سلام يترجم إلى خبز وأرز لكل الجياع.
في نفس خطاب جائزة نوبل للسلام، مضى رالف بَنش في الحديث عن الضرورة العاجلة للتقدم، قائلا: “إذا أريد للسلام أن يكون آمنا، فإن شعوب العالم المنسية، المحرومة والمعدَمة لا بدّ أن تبدأ دون إبطاء في إدراك الوعد بيوم جديد وحياة جديدة”.
وكانت لدى دي بوا أيضا رسالة مماثلة عندما قال، “اليوم هو وقت البذور، الآن ساعات العمل، وغدا يأتي الحصاد.”
ولسوف تنعكس كلماتهم تلك فيما أسماه الدكتور كينغ لاحقا “الإلحاح الشديد للوقت الراهن”.
اليوم، توفّر أزمة الأمن الغذائي كلّ الإلحاح الذي نحتاجه. الآن هو الوقت المناسب للعمل معا عبر الحكومات، وعبر البلدان، وبين الناس، من أجل القضاء على الجوع. الآن هو الوقت المناسب لإقامة شراكات مع المجتمع المدني والقطاع الخاص، ولتحفيز المغتربين، وللاستفادة من التقنيات الجديدة والتقنيات الأفضل، لبناء النظم الغذائية وهياكل المستقبل.
ولقد حان الوقت الآن، حان الوقت الآن لإطعام المستقبل، وتحويل غانا والدول الأفريقية الأخرى إلى سلة خبز خاصة بكم. العالم جائع، وإمكانياتكم غير محدودة. وليس هناك لحظة نضيعها.
شكرا لكم. [تصفيق.]
المنسق: من فضلكم، يمكنكم الاستمرار في التصفيق. أعلم أنك تحبون ذلك. [تصفيق] عظيم، شكرا لكم. شكراً جزيلاً. أعتقد أنه بإمكانكم شغل مقاعدكم الآن، فسوف تجيب السفيرة توماس غرينفيلد على بعض الأسئلة. أعلم أن بعضكم يتوق إلى طرح بعض الأسئلة. ولدينا سؤالنا الأول هنا. إنها من إحدى مجموعات الخريجين، وسأمرّر الميكروفون لسؤالنا الأول. يمكنك تقديم نفسك والمضي قدمًا في السؤال.
سؤال: شكراً جزيلاً على عرضك المؤثر للغاية. أنا بريسيلا أكوتو بامفو. عشت في المنطقة الشمالية لمدة عشر سنوات، لذلك فأنا ابنة الشمال. أردت أن أسألك عن الشباب. أفريقيا لديها أكبر نسبة من سكان العالم الصغار. أنتِ تعلمين أننا مفتاح التنمية المستدامة لأفريقيا. ومع ذلك، فإن الشباب والأعمال التجارية الزراعية، مثلي وما أقوم به، يواجهون تحديات شديدة للغاية تجعل العديد من الشباب المغامرين يتركون ويخرجون من الأعمال التجارية الزراعية بسرعة كبيرة. سيؤدي الارتفاع الصاروخي في التكاليف المرتبطة بإنتاج الغذاء إلى تفاقم الإنتاجية الغذائية المنخفضة بالفعل في غانا، كما ألمح إليه فرانكلين كودجو. وأنا أري أن الشباب المنخرط في أعمال نشطة يحتاج إلى أكبر قدر من الدعم لكي يتمكنّوا من الازدهار والمساهمة في الحلول المستدامة للأمن الغذائي.
سؤالي: هل توجد سياسات أمريكية لدعم مثل هذه الشركات؟ وما هي هذه السياسات على وجه التحديد؟ شكرا لك مرة أخرى. [تصفيق.]
السفيرة توماس غرينفيلد: شكرًا لك على هذا السؤال المهم، بريسيلا. في كثير من الأحيان، عندما ألقي الخطب أمام الجمهور، أذكرهم أن إفريقيا تضمّ أصغر السكان سنّا. متوسط العمر هو 19. وبالتالي، يتعين على الحكومات والجهات التي تقوم ببنائها التركيز على دعم جهود الشباب للانخراط في الزراعة، وكما أعلم أن هناك الكثير من الإمكانات هناك. وأعلم أن زملاءنا في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يعملون هنا في غانا لدعم جهود صغار المزارعين، بحيث يشمل ذلك الشباب مثلك.
لدينا برنامج YALI، الذي نجلب من خلاله القادة الشباب، مثل العديد منكم، إلى الولايات المتحدة لتعزيز مهاراتكم القيادية وبعض مهارات الأعمال الفنية الخاصة بكم لدعم أهدافكم، مهما كانت. كما تقدم مؤسسة التنمية الأفريقية منحا صغيرة. وأودّ أن أشجعك على إلقاء نظرة على ما يمكنهم تقديمه. لكن في الوقت الحالي، يتواجد هنا في غانا زملاؤنا في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. ولا أعرف من في الغرفة من الوكالة، ولكنني أرجو منكم إجراء محادثة مع هذه الشابة. شكرا لك. [تصفيق.]
المنسق: إذن، هناك سؤال ثان. أعتقد أن روكي يعرف من سيسألها. أعلم أنه من هذه الجهة. نعم أرجوك تقدم. اسمك وسؤالك.
سؤال: شكرا جزيلا لك. اسمي [غير مسموع]. أنا طالب دكتوراه في [غير مسموع] –
السفيرة توماس غرينفيلد: لا أستطيع سماعك.
سؤال: حسنا، قلت إن اسمي كيرتبرت نبيلس. أنا طالب دكتوراه في قسم الزراعة والاقتصاد والأعمال الزراعية. ولدي سؤال يتعلق بالكائنات المعدلة وراثيا. لقد كان لدينا في غانا مؤخرا اللوبيا المعدية في المرحلة الأولى من الموافقة على الإطلاق التجاري. وهو أمر مثير لبعض المجموعات، ولكن في الأوساط الأخرى، هناك مخاوف تتعلق بقضايا السيادة الغذائية، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بملكية البذور وتقاسمها كما هو معمول به بين مزارعينا في هذا المكان. لكننا نعلم أن التكنولوجيا المعدلة وراثيا مهمة جدا، فيما يتعلق بإنتاج المحاصيل. أعني، من المهم جدا ضمان الأمن الغذائي في بلدان مثل غانا.
سؤالي إذن هو: ماذا تفعل الولايات المتحدة؟ كيف تؤثر الولايات المتحدة على الإطلاق التجاري لهذه المحاصيل لضمان الأمن الغذائي في بلدان مثل غانا؟ شكرًا لك.
السفيرة توماس غرينفيلد: شكرا لك على هذا السؤال. ولا أعلم أنني أعرف الإجابة الدقيقة. لكنني أعلم أننا ندعم البذور والمنتجات المعدلة وراثيا، لأننا نعلم أنها تساهم في الأمن الغذائي. أنها تساعد على زيادة غلة المحاصيل. إنها تساعدكم على توفير بذور مقاومة للجفاف، ويُنظر إليها على أنها تساعد في توفير تغذية أفضل في كثير من الحالات. لذا مرة أخرى، نحن ندعم هذا الأمر ونعمل مع الشركات لمساندته. ومرة أخرى، سأحيلك إلى زملائنا في السفارة الذين قد يكون لديهم إجابة محددة إلى أين توجهك للحصول على الدعم لجهودك. لكن يمكنني القول إن هذا شيء يمثل أولوية كبيرة جدا للحكومة الأمريكية.
للاطلاع على النص الأصلي: https://usun.usmission.gov/remarks-by-ambassador-linda-thomas-greenfield-on-a-vision-for-peace-and-progress-on-food-security-in-africa/
هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الإنجليزي الأصلي هو النص الرسمي.