وزارة الخارجية الأمريكية
تصريحات
وزير الخارجية أنتوني ج. بلينكن
واشنطن العاصمة
8 كانون الأول/ديسمبر 2021
وزير الخارجية بلينكن: صباح الخير للجميع وشكرا لكافة القادة الحاضرين معنا اليوم. أهلا بمن ينضمون إلينا من مختلف أنحاء العالم. آمل أن أمضي الجزء الأكبر من هذا النقاش بالحديث معكم، لذا سأكون مقتضبا في حديثي في البداية. ولكنني أريد أن أتحدث عما يجعل اللقاء معكم أنتم القادة الشباب ضمن القمة من أجل الديمقراطية أمرا مهما بالنسبة إلينا وإلي بشكل خاص.
تتمثل إحدى أولويات الرئيس بايدن في ضمان سماع أصوات الشباب بشأن القضايا والتحديات الرئيسية التي تواجهنا، وكذلك ضمان أن تنعكس وجهات نظرهم في سياساتنا وكيفية تعاملنا مع العالم. أتيحت لي في خلال رحلاتي الخاصة كوزير للخارجية فرصة لقاء الشباب والقادة الشباب في مختلف أنحاء العالم، وتمثل أحد الموضوعات المشتركة التي أثاروها بالتحديات التي تواجه الديمقراطية في حياتهم وبلدانهم. لقد استمعت إلى مخاوفهم بشأن التهديدات المتزايدة للصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، وحدثوني عن نفاد صبرهم بسبب التحيز والتمييز المستمر الذي يفسد مجتمعاتنا، وشعورهم بالإحباط بسبب عدم كفاية الإجراءات لمعالجة أزمة المناخ الوجودية. واستمعت إلى أفكارهم حول كيفية استخدام الدبلوماسية الثقافية لسد الفجوات في المجتمع، وكيف يمكننا إنشاء مساحات جديدة للأصوات الشابة ومواضيع أخرى كثيرة.
يوجه الشباب أفكارهم لحسن الحظ لتصبح أفعالا ويسمعون أصواتهم. وقد قاد عشرات الآلاف من الشباب في العام الماضي مسيرات ضد العنصرية الممنهجة في مختلف أنحاء العالم. ونزل أكثر من 100 ألف شاب إلى شوارع غلاسكو الشهر الماضي وطالبوا باتخاذ إجراءات مناخية. ويقود آخرون مجتمعاتهم من خلال الترحيب باللاجئين ومراقبة العمليات الانتخابية وتسليط الضوء على الفساد. ستكون الدروس المستفادة حاسمة للعمل الذي ينتظرنا في المستقبل، وهم يبنون التضامن ويتعلمون الدروس بعضهم من البعض الآخر على طول المسار وعبر التحركات.
تعتمد قوة ديمقراطياتنا على نجاحها وعلى جذب المزيد من الشباب من خلال التصويت والترشح للمناصب والانخراط في الحياة المدنية وتحسين ديمقراطياتنا. إن الولايات المتحدة ملتزمة بمستقبل يستطيع كافة الشباب المشاركة فيه والحصول على تمثيل في مجال صنع القرار في بلادهم. نحن نعمل على تطوير مبادرات مثل مشروع الانتخابات العالمية والتحولات السياسية التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إذ نربط الشباب بعمليات الإرشاد والدعم التي يحتاجون إليها للترشح للمناصب. ونساعد الشباب والقادة الشباب على تطوير المهارات والعلاقات لخدمة مجتمعاتهم من خلال برامج مثل مبادرة القادة الأفارقة الشباب ومبادرة قادة جنوب شرق آسيا الشباب. ويشارك العديد من أعضاء اللجنة الحاضرون معنا مع هذه الشبكات.
يجسد كل من أعضاء اللجنة اليوم الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها جيل الشباب. أنتم تنظمون مجموعات مناصرة للديمقراطية وحقوق الإنسان في بلدانكم وعبر الحدود كمجموعة. أنتم تقود جهود تشكيل قوانين بلدانكم ومجتمعاتكم في اتجاه المزيد من الشمولية. أنت تترشحون لشغل المناصب. وأنتم تلفتون الانتباه إلى القضايا التي تهمكم.
لذا أود أن أشكر كل واحد منكم على الانضمام إلى المناقشة اليوم، والأهم من ذلك، أشكركم على العمل الذي تقومون به كل يوم من أجل تعزيز الديمقراطية. أتطلع إلى الاستماع إلى تجاربكم وأفكاركم حول الطريقة التي تمكننا نحن الديمقراطيات من تمكين الشباب بشكل أفضل للمشاركة في العملية الديمقراطية.
لدي أسئلة أطرحها عليكم جميعا، ولكن اسمحوا لي أن أترك الكلام لداريا للتعريف باللجنة الحاضرة معنا. الكلام لك يا داريا.
السيدة أونيشكو: شكرا يا معالي الوزير بلينكن. يسرني كثيرا أن أشارك في النقاش معكم اليوم. أنا داريا أونيشكو من أوكرانيا، وأنا المسؤولة عن البرامج في مجتمع الديمقراطيات، حيث أنسق جهود القادة الشباب المنتمين لمجتمع الديمقراطيات، وهم مجموعة من مناصري الديمقراطية والناشطين الشباب من مختلف أنحاء العالم. وأنا متطوعة أيضا في شبكة الشباب الديمقراطية الأوروبية وأعمل فيها كسفيرة، كما أنني زميلة في مركز تحليل السياسات الأوروبية في برنامج جيمس دينتون عبر الأطلسي.
أود أن أستنح هذه الفرصة من البداية وأشارككم بعض الرسائل التي تم التعبير عنها في مؤتمر مجتمع الديمقراطيات الشبابي للقمة من أجل الديمقراطية وقد انعقد هذا المؤتمر منذ يومين فحسب. هذه هي الرسائل التي يرسلها شباب مجتمع الديمقراطيات وأعضاء شبكة الشباب الديمقراطية الأوروبية. الرسالة الأولى هي القضاء على الفساد من لو أرغويتا من السلفادور: “يواصل الشباب تحديد الفساد على أنه أحد أكبر التحديات التي تواجهها البلاد. يجد الجيل الحالي من الشباب طرقا إبداعية وجماعية للاستجابة للأضرار التي يسببها الفساد وانعدام الشفافية”.
وتتعلق الرسالة الثانية بالاستبداد وهي من فيكا أندروكوفيتش من بيلاروسيا: “كان الشباب تاريخيا أكثر نشاطا في مقاومة الأنظمة الاستبدادية والدفاع عن حرية الرأي والتعبير وحقوق الإنسان والعدالة. وبالمثل، لا يخشى الشباب والطلاب في بيلاروسيا النضال من أجل حقوقهم على الرغم من قمع النظام لهم. ما من احتجاجات جماهيرية في بيلاروسيا حاليا، ولكن هذا لا يعني أن الشعب قد استسلم”.
وتتعلق الرسالة الثالثة بحقوق الإنسان وهي من ألكسندر سافيتش من صربيا: “كان الشباب في السنوات العشر الماضية جزءا من التغييرات الحاسمة لحركة مجتمع الميم في غرب البلقان، وذلك من أجل النهوض بحقوق الإنسان، وسيواصلون القيام بذلك”.
إذا تصب هذه الرسائل الثلاث بالفعل في رسالة واحدة، ألا وهي أن الشباب يصنعون الفرق فعلا في المجالات الثلاثة الرئيسية للقمة من أجل الديمقراطية وما بعدها. وينبغي أن تعترف الحكومات بذلك وتشرك الشباب بشكل أفضل في صنع القرار والعمليات الديمقراطية.
إذا يسعدني أن أقدم الآن زملائي المشاركين في جلسة اليوم.
لينروز جاين جينون من الفلبين. لينروز عضو في اللجنة التنفيذية للقائدات الشابات من أجل السلام في الفلبين، وهي شبكة من النساء والقائدات الشابات من مجتمع الميم في الفلبين تعمل في مجال السلام وتدعو إلى مزيد من حقوق الإنسان وحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين والسلام والأمن. وهي أيضا إحدى المشاركات في مبادرة 16×16 لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي التي تدعم النشطاء من مختلف أنحاء العالم لتعزيز أهداف التنمية المستدامة الـ16. لينروز هي إحدى القيادات الشبابية في مجتمع الديمقراطيات وخريجة برنامج قيادة الشباب الفلبيني التابع لمكتب الشؤون التعليمية والثقافية في وزارة الخارجية الأمريكية، وهي حاليا عضو هيئة تدريس في قسم اللغة الإنكليزية في جامعة ولاية مينداناو في معهد إليجان للتكنولوجيا.
معنا أيضا مويلا كريسيدي بوانغا من زامبيا. مويلا هو المؤسس والمدير التنفيذي لمبادرة القيادة الشبابية الإفريقية BeRelevant، وهو مندوب الشباب الوطني في مجلس شباب الكومنولث وخريج برنامج القادة الشباب التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. ترشح مويلا كمرشح مستقل في الانتخابات العامة التاريخية في زامبيا في العام 2021، وتم إدراجه كأحد أفضل المفكرين في حكومة زامبيا تحت سن الـ35 ونال جوائز إنجاز حكومية في خلال جوائز الشباب الوطنية للعام 2020 من وزارة الشباب والرياضة و تنمية الطفل والمجلس الوطني لتنمية الشباب.
ومعنا أخيرا مارغريتا مايرا من تشيلي. تعمل مارغريتا حاليا كمنسقة للدعوة في “حان دورنا للمشاركة Our Turn to Participate”، وهي منصة تعزز المشاركة في إعادة كتابة دستور تشيلي. قادت مايرا حملات لإشراك الشباب والفئات الضعيفة في عمليات صنع القرار ودربت قادة ناشئين في عدة بلدان في أمريكا اللاتينية. وهي زميلة شابة سابقة في هورفورد ومنسقة مشروع سابقة في “Fundación Ciudadano Inteligente”، وهي منظمة مجتمع مدني تسعى إلى تعزيز الديمقراطية في أمريكا اللاتينية. وكانت أيضا منسقة محتوى لأمانة الاتصالات التابعة للحكومة الشيلية.
أترك الكلام لك مرة أخرى يا معالي الوزير بلينكن.
الوزير بلينكن: شكرا جزيلا يا داريا. شكرا على التعريف الرائع، يسعدني أن أتواجد معكم أنتم الأربعة. أود أن أطرح بعض الأسئلة واسعة النطاق وأسمع آراءكم وإجاباتكم.
ولكن اسمحي لي أن أقول في البداية أنني وجدت أن النقاط الثلاث التي ذكرتها يا داريا مهمة جدا وتتوجه بالفعل إلى صلب بعض التحديات التي نواجهها. قضية الفساد مهمة جدا. وأعتقد أن أحد الأمور المثيرة للاهتمام التي شهدناها على مدار السنوات العشر أو الخمس عشرة الماضية مع التحركات الشعبية حول العالم في أماكن مختلفة مثل تونس ومصر وأوكرانيا وما إلى ذلك… رأينا أن الدوافع الكبيرة والمحرك الرئيسي لهذه التحركات كان الاشمئزاز من الفساد غالبا. وأعتقد أن الناس في مختلف المجالات، وبخاصة الشباب، يعرفون أنه يستنزف من الحكومات موارد يمكن استخدامها لأمور أفضل، كما أنه يغذي السخرية من المؤسسات وانعدام الثقة بها وله تأثير مدمر بشكل هائل. يمكنني أن أواصل الكلام عن تأثيره ولكنني أعتقد أنكم تتطرقون إلى بعض النقاط المهمة جدا في استخلاص ما يشغل الناس بشكل خاص.
ولكن اسمحوا لي أن أطرح السؤال التالي في كبداية. بما أنكم ممثلون لجيل الشباب، ما رأي الأعضاء الآخرون في مجموعتكم ومن جيلكم بالديمقراطية؟ ماذا تعني الديمقراطية لهم ولكم؟ نسمع أن الناس أكثر تشاؤما بشأن الديمقراطية، ولا يجدون أنها تلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم بالضرورة. ما رأيكم؟ ماذا تعني الديمقراطية بالنسبة إليكم؟ وكيف ترون الشباب ينخرطون بالفعل في العملية الديمقراطية، وهذا أمر ضروري لاستمرار ازدهار الديمقراطية ونموها؟
لم لا تبدئي بالإجابة يا لينروز؟
السيدة جينون: شكرا يا معالي الوزير بلينكن. في البداية، تمثل الديمقراطية حجر الأساس لمجتمع عادل وسلمي ومستدام. يعد الاستقرار والأمن وحقوق الإنسان شروطا للنمو والازدهار الاقتصادي، وتوفر الديمقراطية القوية هذه الشروط.
أنا من بلد لا يزال فيه الخلاف بين من يسعون إلى رجل حاكم قوي ومن يناضلون من أجل الديمقراطية، لذا تتطرق هذه المحادثة إلى قضية مدى استدامة ديمقراطيتنا في التكيف المستمر في مواجهة تحديات التنمية والحكم.
لقد علمني العمل مع الشباب في المجتمعات المحلية في مينداناو، بما في ذلك الشباب والشابات المتأثرين بالنزاع في المواقع المؤقتة من خلال شبكتنا، أن الديمقراطية تتعلق بالوكالة والصوت. يتعلق الأمر بإعطاء كل فرد دوره في اتخاذ القرار وكذلك فرصة ذات مغزى وليس فرصة رمزية، حتى يكون له رأي مباشر وعملي في القضايا التي تؤثر على حياته.
52 بالمئة من الناخبين المسجلين في الفلبين حاليا هم ما دون الثلاثين، مما يشير إلى أن البلاد ستشهد تصويتا شبابيا قويا. ثمة 31,41 مليون صوت من الشباب بين سن الـ18 والـ40 عاما ويشكلون تصويت الشباب. إذا بحلول العام 2022 وفي الانتخابات الوطنية والمحلية، سيكون لـ31,41 مليون شاب رأي مباشر في هوية من يقود بلدنا، وهذه ميزة ديموغرافية.
أما في ما يتعلق بالسؤال حول كيفية مشاركة الشباب بشكل فعلي ومناصرة الديمقراطية في مجتمعاتنا المحلية، يشارك شبابنا بالفعل بقدرات مختلفة من خلال شبكتنا. على سبيل المثال، أثناء انتخابات التجديد النصفي في العام 2018، قمنا بتنفيذ برنامج توعية غير حزبي للناخبين بعنوان “هل سيقول الشباب نعم؟” بدعم من الشبكة العالمية للنساء من بناة السلام. وفي ظل قلة الإقبال على التصويت بين الشباب، يهدف البرنامج إلى تشجيع الشباب على الإدلاء بأصواتهم وانتقاد المرشحين الذين يصوتون لصالحهم.
بالإضافة إلى ذلك، في خلال الاستفتاء العام حول القانون الأساسي لبانغسامارو، نساعد في زيادة الوعي من خلال وسم #LetsVote وحملتنا على وسائل التواصل الاجتماعي. نجري أيضا مناقشات مجتمعية مع الشباب حول أهمية الاستفتاء والدور الحاسم الذي يلعبه في عملية السلام في مينداناو. وقد تم الاعتراف بهذه المبادرة وإبرازها في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن بشأن التقدم المحرز في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2250. وفي الوقت الحالي، تقوم شبكتنا أيضا بتنفيذ سلسلة من وجهات النظر غير الحزبية التي تتمحور حول القضايا والموجهة نحو النتائج في التصويت، سواء عبر الإنترنت أو بشكل ميداني، استعدادا لانتخابات العام 2022، وأحدها هو برنامج “My Peace of Vote” بالشراكة مع برنامج “YouthLed” التابع لمؤسسة آسيا والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية نظرا لأن اثنين من أعضاء شبكتنا هما من ضمن المجموعة.
لذا ينبغي الاعتراف بقيادة الشباب في سياق الفلبين كما تم عرضها في المبادرات التي يقودها الشباب والتي ذكرتها، كما ينبغي الاستثمار فيها وتوسيع نطاقها. شكرا.
الوزير بلينكن: شكرا. من المذهل بالفعل أن نسمع ذلك. إنه لأمر مثير للإعجاب برمته.
ماذا عنك يا مويلا؟ ما رأيك في هذا الموضوع؟
السيد بوانغا: شكرا جزيلا على هذه الفرصة يا معالي الوزير بلينكن. كيف أحدد الديمقراطية وما رأي الشباب في مجموعتي بالديمقراطية؟ بادئ ذي بدء، اسمحوا لي أن أقول إن للدول حرية تصور الديمقراطية بالشكل الذي تراه مناسبا، ولكن ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار أنه لا ينبغي أن نتخلص من الأساس الذي بنيت عليه الديمقراطية في خلال سعينا لوضع تصور لها.
تترافق هذه الأسس مثل احترام حقوق الإنسان والانتخابات الحرة والنزيهة ودور القانون والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسلام، فضلا عن المؤسسات القوية مع تلك الخلفية الأساسية. أنا أعتبر أن الديمقراطية تجسيد سياسي للحكم الوطني والخدمة والأمة التي أساسها الإنسانية. أقول إن الإنسانية هي أساسها لأنني أعتقد أنه لا يمكننا تصور جانب الديمقراطية إذا أزلنا الإنسانية من تلك المعادلة السياسية الخاصة بشكل كامل.
ومع ذلك، اسمح لي يا معالي الوزير بلينكن أن أوضح أنه من أجل حماية نسيج ديمقراطيات دولنا، يمثل مدى إشراكنا للشباب أمرا أساسيا. لا يشعر الشباب أنه منخرط كشريك متى يتعلق الأمر بحماية نسيج علامتنا التجارية الديمقراطية في مختلف البلدان. حتى في بلدي في زامبيا، ننظر إلى الشباب في الوقت الحالي بحسب ما يستطيعون تحقيقه وليس بحسب إمكانياتهم. بعد أن شاركت في الانتخابات التاريخية التي أجريناها مؤخرا… ترشحت لمنصب عضو في البرلمان، كعضو مستقل في البرلمان. آمل أن أصبح رئيسا لبلدي ذات يوم، لذلك أعلم أنه يجب أن أبدأ من نقطة ما.
حللت ثالثا من بين خمسة مرشحين عندما ترشحت لمنصب عضو في البرلمان. تلك العملية بالذات… شهدت كيف أن النظام السياسي قد خلق بيئة غير مواتية لاعتبار الشباب شركاء في مناصرة أجندة التنمية. وعندما ترشحت، فهمت أنه ينبغي القيام بالكثير من الأمور لخلق بيئة آمنة ومتعددة الأجيال للشباب حتى يتم اعتبارهم شركاء أساسيين في مناصرة العلامة التجارية الديمقراطية.
أود أيضا أن أقول إن الأحزاب السياسية تلعب دورا جادا لغرس ثقافة ديمقراطية في نفوس الشباب المنتمين إلى أحزابهم السياسية المختلفة. لا ينبغي أن تنظر الأحزاب السياسية في إفريقيا ومختلف أنحاء المنطقة والعالم إلى الشباب كمواش هدفها الأساسي التقرب من النخبة السياسية للوصول إلى المناصب. يجب أن تبدأ الأحزاب السياسية في النظر إلى الشباب كأداة ووسيلة قيمة تمتلكها متى يتعلق الأمر بخطط التعاقب. ولهذا السبب، ندعو يوما بعد يوم في منظمتي “BeRelevant” الأحزاب السياسية لتبدأ في إنشاء ما نحب أن نطلق عليه اسم أكاديميات قيادة الأحزاب السياسية. ستسعى هذه الأكاديميات إلى دعم الشباب متى يتعلق الأمر بمسائل القيادة في المشاركة المدنية وكذلك التنمية الإيجابية للشباب.
أود أيضا أن أذكر أن رؤساء الدول في بلدي وفي مختلف أنحاء المنطقة… أود أن أنصح الرؤساء في بلدي والمنطقة بتعيين ما مستشارين شباب خاصين يتمثل هدفهم الأساسي في تمثيل الشباب الأصوات والعمل على مستوى مجلس الوزراء. ففي اللحظة التي ينضم فيها الشباب إلى طاولة صنع القرار، نحمي أنفسنا من أجل المستقبل. الأمة التي تفشل في إعداد شبابها للمستقبل هي أمة تستعد للفشل.
وأخيرا يا معالي الوزير بلينكن، يتعين على الحكومات أن تحدد أفضل السبل التي يمكن أن تبدأ من خلالها تعزيز مجالس الشباب الوطنية، ففي اللحظة التي نقوم فيها بذلك، نخلق بيئة مع مبادرات حوكمة على مستوى القاعدة تسعى إلى مناصرة قضية الديمقراطية على المستوى الشعبي. شكرا جزيلا.
[مسؤول رفيع في وزارة الخارجية]: اسمح لي بسؤالك يا مويلا بما أن الميكروفون معك، هل واجهت حواجز معينة عندما ترشحت كشخص من الجيل الجديد؟
السيد بوانغا: نعم، واجهت الكثير من الحواجز، وكان أولها سردية عدم قدرة الشباب على القيادة. وتمكنت من مواجهة هذا الحاجز من خلال إظهار نفسي للمجتمع وكيف تمكنت من صياغة رسالتي وتسويقها. نواجه كشباب مشكلة تتمثل في أننا نعتقد أنه يجب أن يصوت الناس لنا لمجرد أننا شباب، ولكن يجب أن ندافع عن قضية ترشحنا لأننا كقادة شباب نتمتع بما يلزم لمناصرة الحقائق المتضاربة المختلفة التي تواجهها مجتمعاتنا في الواقع.
تمثل العائق الأول بالسردية القائلة إن الشباب لا يستطيعون القيادة، وكان العائق الثاني تعبئة الموارد. ولكن بما أنني تمكنت من تمييز نفسي وصياغة رسالتي، تمكنت من جذب عدد الأصوات الذي حصلت عليها وحللت في المركز الثالث وتغلبت على مرشحين للأحزاب السياسية. لذلك أشعر أن المستقبل يبدو مشرقا للشباب في القطاع الحكومي.
[مسؤول رفيع في وزارة الخارجية]: رائع. آمل أن تستمر الأمور على هذا النحو.
ما رأيك بالموضوع يا داريا؟
السيدة أونيشكو: شكرا. أنا من أوروبا، وتحديدا من أوكرانيا، البلد الذي شهد في تاريخه الحديث الحكم الشمولي، توفر الديمقراطية نفسا من الهواء النقي والمنعش من الحرية وحرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي وحرية أن نحلم ونخلق ونشكل مستقبل بلدنا بنفسنا. بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في أوكرانيا، ابتكرنا بعض الأمثال المضحكة، فرحنا نقول مثلا إن كل طائر بات يستطيع أن يغني أي أغنية يريدها.
مستوى دعم الديمقراطية مرتفع بين الشباب في أوروبا الشرقية، ولكن لا ينبغي أن نعتبر الديمقراطية أمرا مفروغا منه. يتزايد الاستياء من الديمقراطية والمؤسسات بين الشباب والطلاب في الديمقراطيات المتقدمة في أوروبا، وينظر البعض إلى الأنظمة الاستبدادية بفضول. يفقد الشباب الاهتمام بالسياسة المؤسسية لأنهم واجهوا تفاوتا اقتصاديا غير مسبوق وشهدوا أيضا ركودا في السياسات في بعض القضايا الحرجة وطويلة الأجل مثل تغير المناخ. لذلك لا يمكن للحكومات والقادة في أوروبا وخارجها تجاهل هذا الموقف المقلق ويتعين عليهم الاستمرار في إثبات أن الديمقراطية توفر مستقبلا مشرقا للشباب يتضمن الفرص والتعليم والتوظيف والأهم من كل ذلك أنه يتضمن الاندماج في صنع القرار.
لذلك لا ينبغي أن ينظر إلى قلة الثقة في السياسة المؤسسية على أنه لامبالاة أو قلة اهتمام سياسي على الإطلاق. فكما ذكرت في البداية، لقد امتدت حركة تغير المناخ التي بدأت في أوروبا في العام 2018 إلى مختلف القارات ويشارك فيها حاليا أكثر من 14 مليون شخص معظمهم من الشباب. إذا ليس الشباب قادة الغد بل قادة اليوم، وأظهر الشباب في أوكرانيا في مناسبات عدة أنهم على استعداد لتحمل مسؤولية مستقبلهم، على غرار ما شهدناه في خلال الحركات المؤيدة للديمقراطية في العامين 2004 و2014.
ويواصلون ذلك حتى اليوم. لقد اتخذوا إجراءات عاجلة وفعلية من خلال معارضة الممارسات الفاسدة وتحدي نفوذ الأوليغارشية وتعزيز المشاركة المدنية وفي التعليم وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. ينظم الشباب أنفسهم المشاركة في الفعاليات والتجمعات الرئيسية، مثل “Lublin Triangle”، والتي هي منصة للتعاون بين ليتوانيا وبولندا وأوكرانيا تساعد أوكرانيا على الاندماج في الاتحاد الأوروبي.
ولكنني أريد أن أؤكد أن قوة الديمقراطية… يجب الاعتراف بالشباب كشركاء متساوين في المجتمع، فهم أصحاب المعرفة والمبتكرون في مجالات السياسة والتكنولوجيا والصحة. ولا ينبغي أن ينظر إليهم على أنهم مستفيدون فحسب، بل على أنهم فاعلون وشركاء. وكيف يمكننا المساعدة في تعزيز الديمقراطية وإشراك الشباب بشكل أفضل؟ لدي توصية واحدة، ألا وهي أنه ينبغي أن تستكشف الحكومات الشباب والتفكير بجدية والمشاركة معهم من خلال القنوات غير الرسمية التي يشاركون فيها أكثر، أي المساحات الرقمية، إذ يستخدم الشباب هذه المساحات حاليا لتطوير هوياتهم المدنية والتعبير عن المواقف السياسية بطرق إبداعية وبدعوى الوكالة التي قد لا تمنح لهم في المساحات المدنية التقليدية. شكرا.
الوزير بلينكن: شكرا جزيلا. لقد ذكرت عدة أمور مهمة… وأود أن أسلط الضوء على أحدها قبل أن أنتقل إلى مارغاريتا، ألا وهي مسألة أنه في خضم هذا الصراع بين الأنظمة الاستبدادية والديمقراطيات، نرى القادة الاستبداديون يدعون أن أنظمتهم تقدم للناس بشكل أكثر فعالية. وكما قلت، تصبح الديمقراطيات بفعل شلل السياسات والاستقطاب والانقسامات السياسية في بلداننا، وأحيانا البطء في عمل الديمقراطيات، أقل مهارة في التعامل مع المشاكل التي يواجهها الناس اليوم مقارنة بالحكم الشمولي.
ولكن العكس هو الصحيح برأيي، ولكن ما يحصل يشير إلى أننا نتمتع جميعا بمصلحة عميقة لإثبات قدرة الديمقراطيات على تقديم نتائج ملموسة للناس، سواء الشباب أو أي فئة أخرى. بات جعل الإجراءات تفعل فعلها أكثر أهمية من أي وقت مضى، لذلك أنا سعيد لأنك ذكرت هذا الموضوع وأسلطت الضوء عليه.
ما رأيك بهذا الموضوع يا مارغاريتا؟
السيدة مايرا: نعم، شكرا. إذا الديمقراطية نظام نلعب جميعنا دورا في الدفاع عنه وجعله ينبض بالحياة. لا ديمقراطية حقيقية بدون كل واحد منا. ولهذا أكرس وقتي للدعوة إلى المشاركة والإدماج، وبالتالي للمشاركة هنا في شيلي. يكمن ثراء الديموقراطية في أننا نقدر جميعنا الشيء عينه، حتى لو لم يكن ذلك سهلا في بعض الأحيان على أرض الواقع.
ولكن لا نستطيع خفض المستوى. نحن بحاجة إلى مواصلة النضال لتسمع أنظمتنا السياسية أصوات الجميع، وقد فهم الشباب هذه المسألة في تشيلي. نشكر الأجيال الشابة على هذا الدستور الجديد الذي نعمل على صياغته في تشيلي. كانوا في البداية الشرارة التي أشعلت ثورة 2019 الاجتماعية والتي تحولت إلى انتفاضة على مستوى البلاد نتج عنها اتفاق الحزب على عملية دستورية. وبعد رفع أجرة مترو الأنفاق، بدأ طلاب المرحلة الثانوية يقفزون فوق العوائق ضمن تهرب جماعي من دفع التعرفة للاحتجاج باسم آبائهم وأجدادهم الذين لم يتمكنوا من تحمل أي نفقات أخرى.
لا بد أنكم تعلمون أنه يتم توزيع الثروة في تشيلي بشكل غير متساو. يجني واحد بالمئة من سكان بلدي حوالى ثلث ثروة البلاد. نحن أكثر دولة غير متكافئة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ترتفع تكاليف المعيشة في تشيلي باستمرار، ولكن الأجور لا تزداد، وكانت زيادة تعريفة مترو الأنفاق القشة التي قصمت ظهر البعير، فرفع الطلاب أصواتهم عندما لم يجرؤ الكبار على فعل ذلك. كانوا شجعانا جدا في التحدث علانية، ولم يكن ذلك لتحقيق مكاسب شخصية، بل لإسماع صوت المجموعات المتضررة الأخرى. لقد كان الشباب المفتاح في هذه القضية.
وبعد مرور عام على ذلك، أي في تشرين الأول/أكتوبر 2020 وفي الاستفتاء على الرغبة في دستور جديد، كان الناخبون بين سن الـ18 والـ29 المجموعة الأكثر نموا من ناحية إقبال الناخبين مع نسبة 56 بالمئة. كانت هذه النسبة تاريخية. وتمت الموافقة على المضي قدما في دستور جديد بفوز ساحق بنسبة 78 بالمئة. يدركون تماما حقيقة أنهم سيكونون أكثر المتضررين من التغييرات في هذا الدستور الجديد.
لقد شق الشباب طريقهم بدون أي مساعدة هنا في تشيلي. تشجعهم منظمات المجتمع المدني مثل منظمتي على الاستمرار في هذا الطريق حتى يظلوا أبطال هذه اللحظة التاريخية. يمكننا تحقيق أكثر من ذلك بكثير لو كانت الحكومة تقود هذا الجهد. ولحسن الحظ، يتيح المؤتمر الدستوري مساحات للأطفال والمراهقين حتى يكون لهم رأي في كيف نريد أن يكون مجتمعنا، ويمنحني ذلك الأمل.
الوزير بلينكن: شكرا جزيلا يا مارغاريتا. هذه أيضا قصة شجاعة وملهمة.
لقد تحدث مويلا قليلا عن العوائق التي واجهها كمرشح، ولكن في ظل مشاركة عدد أكبر من الناس كنشطاء، ما العوائق التي تواجههم على نطاق أوسع وما الفرص المتاحة أمامهم؟ وما هي برأيكم بالتحديد وبشكل أوسع نطاقا العوائق التي تواجه تعزيز الديمقراطيات وتقويتها وتعميقها؟ وما الفرص المتاحة في هذا المجال؟
ولنعد إليك يا مارغاريتا بما أن الميكروفون ما زال معك.
السيدة مايرا: طبعا. نظرتنا للعالم متمحورة حول الكبار لذا ترفع دائما العوائق في وجه الشباب الذين يرغبون في الانخراط في الحياة العامة. غالبا ما تضع المؤسسات الشباب في فئة مختلفة أقل أهمية وأقل تأثيرا وذات حقوق أقل حتى في بعض الأحيان. يعتقد كثيرون هنا في تشيلي أنه لا ينبغي أن يكون الناس ناشطين في السياسة والحياة العامة قبل سن الـ18 وأنه لا ينبغي أن يفكر الشباب بطريقتهم الخاصة.
نحن بحاجة إلى اتخاذ تدابير الآن لخلق الوعي لدى شعب تشيلي وربما في كافة الدول الممثلة في هيئة النقاش اليوم، حتى يدركوا أهمية الأجيال الشابة وقيمتها. أتاح لي عملي في مجال تعزيز المشاركة في العملية الدستورية فرصة العمل مع الشباب والمراهقين على وجه التحديد. من المثير للإعجاب أن نسمعهم يتحدثون عن كل ما يحدث. لديهم وضوح أتمنى أنني تحليت به عندما كنت أرتاد المدرسة الثانوية. يعرفون ما ينبغي القيام به. ولكن في خضم هذه الثقافة التي تتمحور حول الكبار، لا يحصلون على مساحة كافية ولا يتمكنون من المساهمة بأفكارهم الأحدث. أبرزت حملتنا لتعزيز المشاركة في الاستفتاء العام الماضي هؤلاء المراهقين الذين طلبوا من البالغين الذهاب والتصويت لأنهم لم يكونوا كبارا بما يكفي للقيام بذلك. كانوا يتوقون للمشاركة.
الشباب فرصة بحد ذاتهم. إذا أعطيناهم فرصة للتحدث وتنفيذ الأفكار التي لديهم من أجل تحقيق دولة أفضل، سيتألقون بدون مساعدة أحد.
لقد أثبتوا لنا جميعا في شيلي أنهم قادرون على تحقيق التغيير. غير كثيرون الطريقة التي ينظرون فيها إلى الأجيال الشابة بعد العام 2019. بات من الواضح أنهم قادرون وأقوياء وناضجون وأذكياء وكرماء ولا يكلون. نحن مدينون لهم كثيرا لدرجة أن المؤتمر الدستوري اقترح خفض سن الاقتراع في الاستفتاء العام وسيصادق على الدستور الجديد العام المقبل، لأنهم يدركون أن هذا الدستور ينتمي إلى الأجيال الشابة أيضا، وليس فقط للبالغين الذين بلغوا سن التصويت.
الوزير بلينكن: أظهرت بعض الدراسات أن كل جيل أكثر موهبة من الذي سبقه كقاعدة عامة ولديه المزيد من الأفكار والمعرفة، وهذا تراكم مهارات ومعارف وأفكار من جيل لآخر. لذا أظن أنك محقة في القول إنه ينبغي أن نجد سبلا لإشراك الشباب بطريقة أكثر فعالية. نحن نعاقب أنفسنا ومجتمعاتنا لو لم نستفد من هذه الطاقة والأفكار وطريقة النظر إلى العالم بطريقة جديدة وحيوية كما قلت.
وينطبق هذا الأمر أكثر علينا نحن الأكبر سنا وقد اعتدنا على الأمور كما عهدناها، حتى متى حاولنا أن نبقى منفتحين. من الصعب أن نبقى منفتحين ومن المهم بمكان أن نواجه التحديات باستمرار ونتعرض لأفكار جديدة وطرق جديدة للنظر إلى الأمور، ويعود جزء كبير من ذلك إلى الفارق بين الأجيال. لذا يسعدني أنك أسلطت الضوء على هذه النقطة.
نعود إليك يا مويلا. ما رأيك بهذه المسألة؟
السيد بوانغا: أظن… برأيي يا معالي الوزير بلينكن… أود أن أقول في البداية إنني أشهد قلة تسامح من قبل قادتنا الوطنيين عندما يتعلق الأمر بنشاط الشباب. يمثل التسامح تجسيدا مهما للحكم الرشيد في حد ذاته. لا نستطيع بناء جيل من القادة الشباب المستعدين لمواجهة العالم والحفاظ على ازدهار الديمقراطية إذا حدينا من المدى الذي يستطيعون فيه التعبير عن أنفسهم. يمثل ذلك بحد ذاته عائقا كبيرا متى يتعلق الأمر بالدفع قدما بقضية الديمقراطية.
وكشباب… أود أن أقول إننا نستطيع في معظم الأحيان إلقاء اللوم على النظام بسرعة، ولكننا لا نأخذ الوقت لإجراء بعض المراجعة الذاتية لما نقوم به بشكل خاطئ كشباب في هذا القطاع بالذات. لا ينبغي أن نصل كشباب إلى نقطة نصبح فيها مناصرين في فراغ، فالنشاط في حد ذاته لا يوجد في فراغ. لا يمكننا الدفاع عن قضية النشاط إذا لم يكن لدينا بديل عنها. يجب أن نكون قادرين على التنظيم والتنسيق والتوصل إلى حلول حاسمة للتحديات التي نلاحظها في مجتمعاتنا.
أكرر دائما أن مشاكل العالم حتمية ولكن علينا أن نكون كشعب الحل الحتمي لكل تلك المشاكل التي لا مفر منها. لذلك عندما نرى أن الديمقراطية مهددة، يجب أن ننظم أنفسنا كشباب ونرى كيف نستطيع محاربة أي نوع من النظام الاستبدادي الذي يرغب في توسيع نطاق هذه الأجندة المعينة.
أعتقد أننا تمكنا من أن نكون في انتخابات 2021 في زامبيا مثالا يحتذى به في مختلف أنحاء القارة الأفريقية، حيث تمكن الشباب من تنظيم أصواتهم والدفاع عنها والدفاع عن الديمقراطية التي يرغبون فيها.
عندما ينتظر الشباب أن تكون البيئة مواتية، سينتظر إلى الأبد. لو انتظر نيلسون مانديلا أن تكون البيئة مواتية، لكان نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا مستمرا حتى اليوم. لو انتظر كينيث كاوندا أن تكون البيئة مواتية، لكان الاستعمار في زامبيا مستمرا حتى اليوم. لو انتظر مارتن لوثر كينغ جونيور أن تكون البيئة مواتية، لما كان… لن نناقش مسائل الحقوق المدنية اليوم.
أعتقد أنه ينبغي أن نصل كشباب إلى نقطة نرى فيها ما يهدد نسيج ديمقراطيات بلادنا وندرك كيف ننظم أنفسنا على أفضل وجه.
أود أيضا أن أقول إن بعض القوانين الصارمة التي سنت في معظم البلدان تهدف إلى تقييد المدى الذي يروج فيه الشباب لقضية الديمقراطية، فهذه القوانين تنتهك حرية الشباب في التعبير وحرية التجمع، فضلا عن القدرة على التعبير عن آرائهم وحرية تكوين الجمعيات.
أود أن أضيف أيضا… أعتقد أن هذا أمر شائع جدا في مختلف أنحاء المنطقة الأفريقية… إنه جانب حجب الإنترنت أثناء العمليات الانتخابية. وأعتقد أن هذا في حد ذاته يحد من تحقيق الديمقراطية في إفريقيا وعبر العالم. إذا يمثل بناء الثقة والتماسك الاجتماعي وتوحيد الأصوات والعمل… هذا تحول عالمي وهذه أعظم فرصة. أعتقد أن ما أبرزته وجهة النظر هذه يا معالي الوزير بلينكن… هذه إجابتي على السؤال المطروح.
الوزير بلينكن: رائع، شكرا. أعتقد أن ملاحظاتك ورسالتك هي أنه ينبغي خلق البيئة الملائمة للتغيير وليس انتظار حصولها تلقائيا، لأن ذلك لن يحصل على الأرجح كما قلت.
ما رأيك يا لينروز؟
السيدة جينون: شكرا يا معالي الوزير بلينكن. سأبدأ بالحديث عن التهميش المنهجي للشباب. كما ذكرت منذ قليل، يتمتع الشباب بالسلطة في الفلبين. تشير البيانات الوطنية إلى أن أعمار أكثر من 42 بالمئة من الفلبينيين تقل عن 18 عاما، وهم على وشك أن يصبحوا مشاركين مؤثرين في الديمقراطية الفلبينية. ومع ذلك، غالبا ما يقابل حماس الشباب بحواجز، إذ يتم تهميشهم من العمليات السياسية واستبعادهم من المقاعد السياسية المنتخبة إلى حد كبير، ولا تزال السلالات السياسية مهيمنة في انتخابات العام 2022.
وتشكل هذه الحواجز تحديا للديمقراطية في البلاد إذ يبقى الشباب غير راض عن التقدم المحرز والصعوبات في التأثير على قرارات الحكومة. ينشط الشباب في الفلبين بأشكال غير رسمية من المشاركة السياسية، مثل النشاط في الشارع والعمل التطوعي وحملات وسائل التواصل الاجتماعي. ونتمتع أيضا بفرص للمشاركة السياسية الرسمية. ومع ذلك، ما زالت مشاركة الشباب الهادفة في هياكل الحوكمة الرسمية منخفضة أو ضعيفة، في حين أن المشاركة السياسية موجودة على منصات الحسابات السياسية للشباب، بما في ذلك من خلال الكاباتان كما نسميه في الفلبين، أي مجلس الشباب.
ولكن التثقيف المدني للشباب لإعدادهم للمشاركة الفعالة في هذه البرامج غير موجود أو غير فعال إلى حد كبير. وفي المجتمعات الأبوية بنسبة كبيرة، لا يقتصر الأمر على القوالب النمطية بشأن العمر، بل يشتمل على النوع الاجتماعي أيضا. وقد تتسبب هاتان الفئتان عندما تتقاطعان في استبعاد القائدات الشابات، فتنتفي الاستفادة من مساهمتهن في تعزيز الديمقراطية وتصبح أيضا غير مرئية في بعض الحالات وبعض المجتمعات. ونذكر أيضا أن الشباب في منطقة بانجسامورو ذات الحكم الذاتي في مينداناو المسلمة وفي الجزء الجنوبي من البلاد معرضون للخطر بشكل خاص، إذ يتم غالبا استبعادهم من العمليات السياسية، وثمة تقارير عن مستويات عالية من الحرمان والشعور بالتهميش بسبب عقيدتهم وطبقتهم الاقتصادية وعدم وصولهم إلى الخدمات الاجتماعية.
ويكون الشباب غالبا عرضة للوصمات الخاطئة في البلاد، مما يقيد المساحة الديمقراطية التي تتضاءل بشكل متزايد في الفلبين، إذ يتعرض النشطاء والمحامون في مجال حقوق الإنسان والصحفيون وحتى الفلبينيون العاديون على وسائل التواصل الاجتماعي للتهديد. وفي السياق عينه، نذكر تأثير الوسائط الرقمية على الترويج لانتخابات حرة ونزيهة على سبيل المثال، إذ يقوم الشباب في الفلبين بإنشاء واستهلاك الكثير من المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء على فيسبوك أو تويتر أو تيكتوك. الإنترنت سيف ذو حدين. قد يساعد في إجراء تصويت أكثر استنارة وتشجيع مشاركة الشباب، ذلك إذا كان الشباب يعرفون كيفية فرز المعلومات، إذ ثمة تلوث معلومات منتشر عبر الإنترنت مع قمع رقمي لتعزيز الأهداف السياسية.
يقلل ذلك من جودة الديمقراطية. يقوض الثقة في المؤسسات الديمقراطية ويشوه العمليات الانتخابية ويعزز انعدام الاستقرار والاستقطاب على الإنترنت. لذلك تستخدم منتديات الترول أيضا عبر الدولة لإغراق الأصوات المعارضة واتهامها بنشر أخبار كاذبة أو بأنهم أعداء للناس، وهذا نوع آخر من الرقابة من خلال التشويش. هذه هي بعض الحواجز التي تواجه الشباب في بلادي.
الوزير بلينكن: يمكننا أن نمضي ساعة كاملة بالحديث عن وسائل الإعلام الرقمية ومنحى أنها سيف ذو حدين كما ذكرت. أنا متأكد من أننا سنناقش هذا الموضوع مرة أخرى في خلال القمة، ولكن شكرا لإسلاطك الضوء عليه. وشكرا أيضا على النقطة المهمة جدا التي أشرت إليها في البداية، أي عائق العمر الذي يضاف إليه عائق النوع الاجتماعي الذي يجعل التحدي أكبر.
داريا.
السيدة أونيشكو: نعم، شكرا يا معالي الوزير بلينكن. أعتقد أن زميلي قد أجابا على هذا السؤال بشكل جيد جدا، ولكنني سأركز على نقطة أخرى بإيجاز، وبخاصة لناحية نشاط الشباب والحركات الديمقراطية. يشارك الشباب من خلال الانخراط في النشاط والحركات في مختلف أنحاء العالم اليوم، سواء في هونغ كونغ أو بيلاروسيا أو كوبا، ولا تقدر مساهمتهم في تغيير المجتمعات بثمن. ولكن هذه فعلا فرصة، لأنهم يلهمون الأمل في التغيير الإيجابي، ولكنني أعتقد أن الحاجز يكمن في أنه من النادر جدا أن يبني هذا الناشط الشبابي جسرا مع طاولات صنع القرار والترشح للمناصب وشغل مقاعد البرلمان.
وكما ذكر زميلي منذ قليل، يعود سبب ذلك أيضا إلى انعدام الثقة في قدرات الشباب على المشاركة بشكل هادف في الحياة العامة وعمليات صنع القرار. لا يزال الشباب عرضة للتمييز على أساس أعمارهم في السياقات السياسية على الرغم من قدراتهم ومعرفتهم. لذلك أعتقد أنه لا خيار سوى قيام الأحزاب السياسية والحكومات بتغيير هذا المفهوم وإحراز هذا التقدم وتعزيز الديمقراطية من خلال ذلك.
الوزير بلينكن: حسنا، أعتقد أنه من المهم أن يترشح جيل الشباب للمناصب كما فعل مويلا وأن يشاركوا بهذه الطريقة ويستمروا في بذل هذا الجهد. وفي الوقت عينه وبالتوازي مع ذلك، يعد العمل الجماعي والمشاركة المدنية على نطاق أوسع أمرا حيويا للغاية لمساعدة الديمقراطيات على التطور والتنفيذ والبقاء مرنة، وبخاصة عندما نواجه تحديات أو فترات ركود أو ما نسميه التعدي الاستبدادي في هذا الصدد، أي جهود العناصر الاستبدادية للاستيلاء على المجتمع. أعتقد أن لدينا برامج تستمر في العمل مع الشباب في مختلف أنحاء العالم بشأن قضية العمل الجماعي والمشاركة المدنية كما تعلمون.
لدينا برنامج تبادل المشاركة المجتمعية في وزارة الخارجية، حيث نعمل مع قادة مدنيين شباب في أكثر من مئة دولة في الوقت الحالي لنحاول الجمع بين قوة الشبكات المهمة جدا والعلاقات والمعلومات لتعزيز التعاون الجماعي وبناء حوارات مدنية والعمل على بناء السلام والتنمية المستدامة.
ولكننا نريد فعلا الترحيب بالأفكار حول كيفية جعل هذا البرنامج وغيره من البرامج المشابهة يعمل بشكل أفضل في دعم المشاركة المدنية والسياسية بأشكال مختلفة وكيفية زيادة ممارسة الديمقراطية في مختلف أنحاء العالم. لذا آمل أن تتحقق في الأيام القليلة المقبلة… من اليوم على وجه الخصوص وبينما نتجه إلى القمة، أتمنى أن نحدد كيف نستطيع جعل بعض هذه البرامج أفضل وأكثر فاعلية، ومن لديهم خبرة في العمل ضمن هذه البرامج هم الأفضل لإطلاعنا على ما ينجح وما لا ينجح وأين يجب أن نركز وقتنا واهتمامنا.
أعلم أن الوقت المحدد بنا سينتهي بعد قليل، لذا أريد أن أطرح سؤالا ثالثا وأخيرا على المجموعة. لو كنتم تستطيعون طلب أي شيء من الدول والحكومات المشاركة في القمة من أجل الديمقراطية بغية بناء مشاركة وتمثيل أكبر للشباب في الحياة المدنية والسياسية وجعلها أكثر فاعلية، ماذا تطلبون؟ أعتقد أننا سمعنا بعضا من المطالب وتم طرح بعض الأفكار الجيدة، مثل فكرة تواجد شخص في الحكومة يكون مسؤولا عن تمثيل الأجيال الشابة والمشاركة معها، وكذلك مجالس الشباب.
ولكن عند التفكير في السؤال، لديكم فرصة تحديد ما سيكون أكثر فاعلية وما سيكون أكثر فائدة لإشراك الشباب في الحياة السياسية والمدنية لديمقراطياتنا. لو كان لديكم قائمة أمنيات، ماذا ستكون؟ سأشارك ذلك مع بعض الدول الأخرى التي ستحضر القمة.
لم لا نبدأ معك يا مويلا؟
السيد بوانغا: شكرا جزيلا يا معالي الوزير بلينكن. أعتقد أن هذه فرصة لنشارك جميعنا بعضا مما نرغب في أن يتحقق كشباب.
من ناحيتي يا معالي الوزير بلينكن، أود أن تعيد الحكومات النظر في أي قوانين تنتهك قدرة الشباب على المشاركة بحرية في العملية الديمقراطية في بلادهم. أود أن تصوغ الحكومات هياكل سياسية بين الأجيال تشرك الشباب كشركاء رئيسيين في دفع عجلة التنمية والأجندة السياسية في البلاد. أود أن تبدأ الأحزاب السياسية في صياغة أنظمة خلافة قوية تسعى إلى الاستفادة من موارد الشباب بصفتهم المرشد العظيم للقادة من أجل تحقيق قيادة مستدامة تتجاوز الأجيال. أود أن تصبح الحكومات أكثر تسامحا مع الآراء المتباينة القادمة من الشباب، لأن هذا مهم للديمقراطية.
وأخيرا يا معالي الوزير بلينكن، أود أن تدعم الحكومات منظمات المجتمع المدني التي تناصر الديمقراطية للانخراط في البرامج التي تسعى إلى سد فجوة المعرفة الديمقراطية على المستوى الشعبي وصولا إلى المناطق الحضرية، فعلى حد تعبير الرئيس جون ف. كينيدي، يضعف جهل ناخب واحد في الديمقراطية أمن الجميع. يضر جهل ناخب واحد في النظام الديمقراطي بأمن الجميع.
هل نأمل في الحصول على تعليم جيد؟ الديمقراطية هي الحل. هل نتمنى السلام والعدالة والمؤسسات القوية؟ الديمقراطية هي الحل. هل نتمنى أن نحقق عملا موحدا تجاه تغير المناخ؟ الديمقراطية هي الحل. هل نأمل أن يكون لدينا عمل موحد للحد من وباء كوفيد-19 العالمي؟ الديمقراطية هي الحل.
شكرا جزيلا يا معالي الوزير.
الوزير بلينكن: شكرا، أقدر لك ذلك. ما تتمنين أن يتحقق يا داريا؟
السيدة أونيشكو: شكرا يا معالي الوزير بلينكن. أعتقد أن هذا سؤال رائع فيما نبدأ عام العمل بعد القمة من أجل الديمقراطية.
أنا أعتقد أن الاعتراف بأن الشباب شركاء فعليين هو توصيتي الرئيسية، ويمكن استخدام ذلك كدليل لأي التزام يتعلق بالشباب في مؤتمر القمة من أجل الديمقراطية. نعلم جيدا أنه يتم التعامل مع التفاعل مع الشباب أحيانا على أنه مجرد أمر ينبغي القيام به، وتعتبر هذه الفئة مجرد مجموعة أخرى يتعين على الحكومات إشراكها لضمان التنوع. ولكن الشباب ليسوا مجرد مجموعة ولا يريدون أن تتم معاملتهم بهذه الطريقة. يتمتع الشباب بإمكانيات ومهارات هائلة. لذلك ينبغي أن تستثمر الحكومات في المنظمات التي يقودها الشباب على المستويين الوطني والمحلي وتدعمها وتمولها متى كان ذلك ممكنا، بالإضافة إلى التفكير أكثر في الشباب في المناطق الريفية وتوفير بناء القدرات وتقديم فرص التعليم والتوظيف.
ينبغي أن تراعي الحكومات الشباب عند وضع سياساتها الخارجية والتركيز بشكل أكبر على تعزيز حقوقهم وتمثيلهم ومواردهم على الصعيد العالمي، وكذلك تطوير برامج حوافز لتمكينهم.
ثمة نقطة أخرى مهمة متمثلة في معالجة الآثار السلبية لوباء كوفيد-19 على الشباب. لقد هدد الوباء التحصيل العلمي للشباب وكذلك ازدهارهم وحرياتهم في المستقبل، وأثر بشكل غير متناسب على رفاههم العقلي والاقتصادي.
وأخيرا، أذكر تعزيز التربية المدنية بين الشباب في ضوء تراجع نسبة الرضا عن الديمقراطية بشكل متزايد. قد يعني ذلك مثلا تضمين عنصر الديمقراطية في مناهج المدارس في سن مبكرة جدا.
شكرا على هذه الفرصة يا معالي الوزير بلينكن.
الوزير بلينكن: شكرا جزيلا لك.
لينروز.
السيدة جينون: أعتقد أنني سأبد يا معالي الوزير بالاستثمار في الشباب وتمكينهم وتعليمهم ومنحهم المزيد من الفرص لتعزيز المبادرات التي يقودها الشباب لتقوية الديمقراطية. ليس الأمر مستحيلا. ثمة عدد كبير من الشباب المنخرط في المجتمع، ولكنهم بحاجة إلى المساعدة والدعم والإرشاد المستمر لتوسيع نطاق مبادراتهم. ويجب أن يحصلوا على التمويل والموارد ذات الصلة والمخصصة والرشيقة والتي يمكن الوصول إليها وتتغلب على تحديات التسجيل القانوني. وعادة ما يصل التمويل إلى المركز فحسب، ولكن يجب أن يبلغ مستوى القاعدة الشعبية، وبخاصة الشبكات غير الرسمية.
وثانيا، ينبغي أن تبني الحكومات الشراكات مع مبادرات التمكين الاقتصادي التي يقودها الشباب ودعمها وكذا دعم الابتكار الشبابي. وأشير عندما أتحدث عن الشراكة إلى الشراكة الشاملة والمتعمدة والاحترام المتبادل بين الشباب والكبار حيث يتم تقاسم السلطة. وبينما ننقل مبادراتنا في الفضاء عبر الإنترنت أيضا، نحتاج إلى معالجة الفجوة الرقمية وإدراك أن الوصول إلى الأدوات الرقمية يعتمد على النوع الاجتماعي وأن الوصول الآمن إلى الإنترنت يراعي النوع الاجتماعي. توضع النساء والفتيات في مكان خطر أثناء محاولتهن الاتصال بالإنترنت في الفلبين على سبيل المثال، ويصبحن أكثر عرضة للعنف الجنسي في بعض الحالات.
ثمة حاجة أخرى إلى تعزيز حماية النشطاء الشباب عبر الإنترنت وخارجه. لقد رأينا الديمقراطيات تتعرض للهجوم في خلال وباء كوفيد-19. فعلى سبيل المثال، يتعرض الشباب الذين يتحدثون عن نقص الاستجابة وعدم كفاءة الحكومة في بلادي للمضايقة، سواء عبر الإنترنت أو خارجه، وذلك من قبل قوات الدولة، ونحن بحاجة إلى محاسبة حكوماتنا.
وأخيرا، ينبغي معالجة عدم المساواة السياسية وكيفية تأثيرها على الشباب بشكل غير متناسب، وبخاصة الشابات، ونحن بحاجة إلى زيادة التنوع… أسلط الضوء في هذا السياق على الشباب المتنوعين في الأدوار القيادية وضرورة أن تدعم الحكومة وتخلق بيئة مواتية للشباب لتولي أدوار قيادية، وليس الشباب الذين ينتمون إلى السلالات السياسية فحسب، لأنني أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن تتعهد الحكومات بالتزامات مستدامة لإعادة بناء ثقة الشباب في الحكومات.
وأود أن أشدد مثلا على تمكين الشباب. ستساهم مشاركة الشباب السياسية في أن تكون هياكل الحوكمة أكثر شمولية وتمثيلا، مما يبني الأساس لمجتمعات أكثر سلما.
أشكركم مرة أخرى على هذه المساحة.
الوزير بلينكن: شكرا جزيلا وشكرا على مشاركتك هذه الأفكار. مارغاريتا.
السيدة مايرا: شكرا يا معالي الوزير بلينكن. أعتقد أن زملائي قد ذكروا كافة الأمور المهمة. إنهم رائعون، لذا أشكركم كثيرا. ولكن أود التطرق إلى هذه المسألة على مستويات عدة. سيكون كلامي مقتضبا، ولكنك سألت عن قائمة التمنيات، وقائمتي طويلة جدا.
أود أولا أن تجعل الحكومات التربية المدنية أولوية، وقد تم ذكر هذه المسألة. أريد أن أتحدث عن هذا الموضوع في سياق بلادي. ألغت الديكتاتورية في تشيلي التربية المدنية من المناهج المدرسية على وجه التحديد لتثبيط المشاركة السياسية. لقد مر 30 عاما منذ عدنا إلى الديمقراطية، ولكن تم منذ بضع سنوات سن قانون تضمن عودة التربية المدنية، ولكنه لم يتحقق بعد.
ينبغي أن نعد أطفالنا ليكونوا مواطنين مشاركين عندما يكبرون. هذه هي الطريقة الوحيدة التي تمكننا من ضمان الجميع الدور اللازم عندما يكبرون، ففي تشيلي اليوم، لا يمكن الحصول على تعليم عالي الجودة إلا في المدارس الخاصة التي تضم أفضل المعلمين والموارد. هذا هو سبب انطلاق تحرك طلابي معروف عالميا في العام 2011.
أكثر الطلاب امتيازا في البلاد هم الذين يدركون أهمية مشاركتهم، ويتجلى ذلك في خلال الانتخابات عندما تكون نسبة التصويت أعلى في الأحياء الأغنى. عندما تتاح التربية المدنية المناسبة للجميع، تساعد في تغيير الثقافة على المدى الطويل. قبل استفتاء العام الماضي… هذا ما كان يدور في خلدنا عندما حان دورنا للمشاركة وعقدنا العشرات من ورش العمل لمساعدة الناس على فهم ماهية الدستور وأهمية أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون دستورا جديدا أو لا. راودت الناس شكوك كثيرة، وكانوا حريصين على التعلم، إذ لم يشرح أحد ما يحصل في معظم الحالات ولم يعتبر الأمر مهما للحياة الديمقراطية في بلادنا.
بعد ذلك، وباختصار شديد، أود أن أرى الحكومات تعزز تمكين الشباب وتنشئ البرامج وتوفر الأموال لتنميتهم ومشاريعهم. نادرا ما تبصر الأفكار العظيمة القادمة من الشباب النور. تصوروا كيف سيكون الواقع، أنا أكيدة من أنه سيكون مليئا بالابتكار. سيتيح كل ذلك الانخراط أكثر للشباب.
ثالثا، وسأختم بهذه النقطة… ينبغي إشراك الشباب كعوامل تغيير في السياسة. يجب أن تتيح الحكومات مساحات لمشاركتهم كما ذكر شخص آخر. أدعو القادة إلى إشراك الشباب في صنع القرار. ستندهش من وجهات النظر والأفكار التي يمكن أن يقدمها الشباب، وليس في القضايا المتعلقة بهم فحسب. لقد تم تصنيفي كناشطة شابة وتتم دعوتي عادة للمشاركة في مناقشات حول الشباب، ولكن لدي الكثير لأقوله حول العديد من المواضيع الأخرى.
وأخيرا، يجب أن تعقد الحكومات قمة للشباب حتى يتمكن الشباب من مختلف أنحاء العالم من تبادل الأفكار والتأكد من أن من يحضرون هذا المنتدى وغيره من المنصات الدولية متنوعون حتى نتيح مساحات للجميع بشكل فعلي. شكرا جزيلا.
الوزير بلينكن: رائع. شكرا للجميع على المشاركة بهذه الآراء والخبرات وإطلاعنا على بعض الأفكار للعمل والبناء عليها.
آخذ نقطتك الأخيرة على محمل الجد يا مارغاريتا، ألا وهي أنه لا ينبغي إعطاء مساحة للشباب للمشاركة في الحكم والسياسة التي تقتصر على قضايا الشباب فحسب، فأصواتكم وآرائكم وطريقتكم المختلفة في النظر إلى الأمور مهمة جدا في كافة المجالات التي تعمل عليها الحكومات تقريبا. أعتقد أن هذه نقطة مهمة يجب التأكيد عليها.
لقد استمعنا إلى الكثير من الأفكار الجيدة بالفعل. لقد سجلت قائمة رغبات كل منكم. سنشارك هذه المسائل مع بعض زملائنا في اليومين المقبلين. أعتقد أن للديمقراطية نصيبها من التحديات كما سمعنا اليوم، وبخاصة في الوقت الحالي. ولكنني سمعت أيضا عن فرص وفيرة أيضا. أنتم تمثلون العديد من الشباب في مختلف أنحاء العالم، ولديكم قدر هائل من الطاقة والتصميم والرؤية لما يمكن أن تكون عليه ديمقراطياتنا إذا عملنا عليها بالفعل واستثمرنا فيها وخلقنا مساحة للمشاركة.
في ظل كافة التحديات التي تواجه الديمقراطيات، أعتقد أنه لا يزال لدينا سبب يدعو للتفاؤل. ويأتي تفاؤلي من الاستماع إلى الناس، وبخاصة الشباب، الذي يمثل في نهاية المطاف قلب الديمقراطية.
لو نظرنا إلى مسيرة أي من بلداننا، أي من الديمقراطيات، أي من أنظمتنا بغض النظر عن درجتها، أعتقد أننا نشهد على أن التغيير لم يكن مدفوعا من الحكومات، بل من الشباب والأجيال الصاعدة. ينطبق ذلك بشكل مؤكد في بلدي، في الولايات المتحدة. حركة الحقوق المدنية التي كنا نتحدث عنها منذ قليل… كان الشباب، وغالبا من هم أكبر الخاسرون في هذه المسألة… هم آمنوا بأن الجميع قد خلقوا متساوين وناضلوا لجعل ذلك واقعا منعكسا في القانون . هؤلاء هم من عملوا باستمرار على سد الفجوة بين ما تعد به الديمقراطيات وما تقدمه بالفعل.
لذلك من جهتي وبالنيابة عن الولايات المتحدة، سنواصل دعم القادة الشباب من خلال بعض البرامج التي سبق أن ناقشناها. سنبحث باستمرار عن طرق لجعلها أفضل وجذب المزيد من الناس وجعلها أكثر شمولية والتأكد من أنها فعالة بقدر الإمكان لناحية جمع الناس ومشاركة بعض المهارات التي يمكن أن تجعلهم مشاركتهم أكثر فعالية.
وكما أشار اثنان منكم، ليست هذه القمة من أجل الديمقراطية سوى الخطوة الأولى. ليست الفصل الختامي، بل الافتتاحي. لدينا عام من العمل الذي سيتبع القمة، وهو وقت لتقديم الالتزامات الحقيقية التي سنسمعها على مدار القمة ومواصلة اتخاذ الإجراءات. لذلك نتطلع فعلا إلى العمل مع الجميع في هذا الشأن.
أشكر جميع المشاركين في الجلسة وكافة المستمعين على هذا النقاش الجيد بالفعل. نشكركم على طرح الكثير من الأفكار الجيدة. وأشكركم بشكل خاص على التزامكم بتعزيز الديمقراطية في مختلف أنحاء العالم. ينبع ذلك في نهاية المطاف من النقطة الأساسية، ألا وهي كرامة الإنسان. وأعتقد أن القناعة المشتركة لدينا هي أن الديمقراطية بكافة تحدياتها هي أفضل طريقة للدفاع عن الكرامة الإنسانية ودعمها وتعزيزها، وهذا هو الدافع لنا جميعا بغض النظر عن مكاننا وهويتنا وخلفياتنا.
إذا لدينا مصلحة حقيقية في التأكد من أن هذا النظام يعمل ويعمل بشكل فعال ويحقق النتائج. وأنا مقتنع، وربما أكثر اقتناعا بعد سماعكم أنتم الأربعة أن للأجيال الصاعدة دور حاسم لتلعبه في هذا الجهد بشكل خاص. لذا أشكركم مرة أخرى على وقتكم اليوم. وأتطلع إلى رؤية ما ستحققونه في الأشهر والسنوات المقبلة. شكرا جزيلا.
للاطلاع على النص الأصلي: https://www.state.gov/secretary-antony-j-blinken-remarks-at-a-virtual-discussion-with-young-democratic-leaders-from-around-the-world-summit-for-democracy/
هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الانجليزي الأصلي هو النص الرسمي.