السفير ريتشارد ميلز
القائم بأعمال الممثل الدائم
بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة
نيويورك، نيويورك
26 كانون الثاني/يناير 2021
شكرا سيدي الرئيس. اسمحوا لي في البداية أن أشارك الآخرين في أن أنتهز الفرصة لأتمنى لوزير الخارجية جراندي، الذي كان من المفترض أن ينضم إلينا على الشاشة اليوم، الشفاء السريع والكامل من وباء كوفيد-19 الذي ألمّ به.
كما أود أن أتوقف لحظة للترحيب بالمنسّق الخاص الجديد للأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط. إن الملفّ الذي كُلِّفت به يا تور ملف شديد التعقيد، ولكن خبرتك الواسعة – ليس فقط في مجال قضايا السلام في الشرق الأوسط، ولكن في المنطقة بشكل عام – تؤكّد فهمك العميق للأمور، وتأمل الولايات المتحدة أن تساعد في تحقيق الحلّ السلمي والمستدام للنزاع هناك. أيضا أنا أعلم أننا قد أعربنا عن شكرنا من قبل، لكني أود مع ذلك أن آخذ لحظة واحدة فقط لتكرار امتنان حكومة الولايات المتحدة وتقديرها للعمل والكفاءة المهنية لنيكولاي ملادينوف، سلف تور.
سيدي الرئيس، بما أن هذه هي المرة الأولى التي تخاطب فيها الولايات المتحدة مجلس الأمن بشأن هذه المسألة منذ تنصيب الرئيس بايدن، وفي ضوء بعض التعليقات التي أدلى بها بعض الزملاء وبعض الذين قدّموا إيجازات في وقت سابق، أعتقد أنه من المفيد أن أطلعكم على بعض ملامح النهج الأمريكي تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في عهد الرئيس بايدن.
في ظل الإدارة الجديدة، ستكون سياسة الولايات المتحدة هي دعم حلّ الدولتين المتفق عليه بشكل متبادل، وهو الحلّ الذي تعيش فيه إسرائيل في سلام وأمن إلى جانب دولة فلسطينية قابلة للحياة. هذه الرؤية، كما سمعنا للتو، وعلى الرغم من تعرّضها للضغط الشديد، تظلّ أفضل طريقة لضمان مستقبل إسرائيل كدولة ديمقراطية ويهودية، مع الحفاظ على تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في دولة خاصّة به والعيش بكرامة وأمان. لا يمكن فرض السلام على الإسرائيليين أو الفلسطينيين.
وستبدأ الدبلوماسية الأمريكية مساهمتها من فرضية أن التقدّم المستدام يجب أن يقوم على التشاور النشط مع كلا الجانبين وأن النجاح النهائي يتطلب موافقة نشطة من كلا الجانبين.
ولكن القيادات المعنية لا تزال لسوء الحظ متباعدة فيما يتعلّق بقضايا الوضع النهائي، كما أعتقد أننا سمعنا اليوم، والسياسة الإسرائيلية والفلسطينية متوتّرة، والثقة بين الجانبين في أسوأ حالاتها. ومع ذلك، فإن هذه الحقائق لا تعفي الدول الأعضاء من مسؤولية محاولة الحفاظ على قابلية الحياة بالنسبة لحلّ الدولتين. ولا ينبغي لهذه الدول أن تصرف الانتباه عن حتمية تحسين الظروف على الأرض، ولا سيما فيما يخصّ الأزمة الإنسانية في غزة.
في هذا السياق، ستحثّ الولايات المتحدة الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية على تجنّب الخطوات الأحادية الجانب التي تجعل التوصّل إلى حلّ الدولتين أكثر صعوبة، مثل ضمّ الأراضي والنشاط الاستيطاني وهدم المنازل والتحريض على العنف وتقديم تعويضات للأفراد المسجونين بسبب قيامهم بأعمال إرهابية. نأمل أن يكون من الممكن البدء في العمل على بناء الثقة ببطء على كلا الجانبين لخلق بيئة قد نتمكّن من خلالها مرة أخرى من المساعدة في تقديم حلّ.
من أجل دفع هذه الأهداف قدما، ستستعيد إدارة بايدن المشاركة الأمريكية الموثوقة مع الفلسطينيين والإسرائيليين على حدٍ سواء. وسيشمل ذلك تجديد العلاقات الأمريكية مع القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وهي العلاقات التي تدهورت على مدى السنوات الأربع الماضية. وكم كان الرئيس بايدن واضحًا في نيته استعادة برامج المساعدة الأمريكية التي تدعم التنمية الاقتصادية والمساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني واتخاذ خطوات لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية التي أغلقتها الإدارة الأمريكية السابقة. نحن لا نعتبر هذه الخطوات خدمة للقيادة الفلسطينية، بل إن المساعدات الأمريكية تفيد ملايين الفلسطينيين العاديين وتساعد في الحفاظ على بيئة مستقرّة تعود بالنفع على الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفي الوقت عينه، لا بدّ لي من التأكيد بوضوح على أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها الثابت لإسرائيل. وفي ظلّ إدارة بايدن، ستواصل الولايات المتحدة سياستها طويلة الأمد المتمثلة في معارضة القرارات أحادية الجانب والإجراءات الأخرى في الهيئات الدولية التي تتناول إسرائيل بشكل غير عادل. كما ستعمل الولايات المتحدة على تعزيز مكانة إسرائيل ومشاركتها في هيئات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى. ونأمل أن نتمكن من التعاون مع الدول الأعضاء بشأن هذه القضايا.
وفي ملاحظة أخيرة، أودّ أيضًا أن أوضح أن إدارة بايدن ترحّب باتفاقيات التطبيع الأخيرة بين إسرائيل ودول أخرى أعضاء في الأمم المتحدة من العالم العربي، وكذلك الدول ذات الأغلبية المسلمة. لقد سررت للغاية لسماع هذه الاتفاقيات التي أشاد بها من سبقني من المتحدّثين. وأحسب أن هذا الأمر يعكس فهم الجميع بأن التعاون السلمي بين الدول الأعضاء في الشرق الأوسط هو مساهمة مهمة من أجل الاستقرار في المنطقة.
ستواصل الولايات المتحدة حثّ الدول الأخرى على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وسنبحث عن فرص أخرى لتوسيع التعاون بين الخصوم السابقين. ومع ذلك، فإننا ندرك أن التطبيع العربي الإسرائيلي ليس بديلاً عن السلام الإسرائيلي الفلسطيني. قد لا يكون الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو خطّ الصدع الرئيسي في الشرق الأوسط، ولكنّ حلّه مع ذلك سيفيد المنطقة بشكل كبير. تأمل الولايات المتحدة في أن يمضي التطبيع بطريقة تفتح إمكانيات جديدة لدفع حلّ الدولتين إلى الأمام.
وفي الختام، اسمحوا لي أن أضيف تعليقًا على ذكر الرباعية من قبل المتحدّثين السابقين: تتطلع الولايات المتحدة إلى العمل مع إسرائيل والفلسطينيين وأعضاء مجلس الأمن واللجنة الرباعية والمنسّق الخاص الجديد للأمم المتحدة للشرق الأوسط على مدى السنوات القادمات.
شكرا سيدي الرئيس.
للاطّلاع على مضمون البيان الأصلي يرجى مراجعة الرابط التالي: https://usun.usmission.gov/remarks-at-a-un-security-council-open-debate-on-the-situation-in-the-middle-east-via-vtc-2/
هذه الترجمة هي خدمة مجانية مقدمة من وزارة الخارجية الأمريكية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الإنجليزي الأصلي هو النص الرسمي.