An official website of the United States Government Here's how you know

Official websites use .gov

A .gov website belongs to an official government organization in the United States.

Secure .gov websites use HTTPS

A lock ( ) or https:// means you’ve safely connected to the .gov website. Share sensitive information only on official, secure websites.

بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة
مكتب الصحافة والدبلوماسية العامة
15 أيلول/سبتمبر 2022

شكرا سيدي الرئيس. وشكرا لإيرلندا والبرازيل على جمعنا هنا لمناقشة القضايا الملحة التي هي الجوع الناتج عن النزعات. وأشكر مساعد الأمين العام غريفيث والمدير التنفيذي بيزلي والاقتصادي الأعلى توريرو على الإيجازات الغنية بالمعلومات والواقعية جدا.

هذه مسألة مهمة كما قلت مرارا على مسمع الكثيرين منكم منذ وصولي إلى نيويورك، فقد كان الجوع الناتج عن النزاعات محور رئاستينا لمجلس الأمن الدولي منذ توليت مهامي.

يا حضرة مساعد الأمين العام غريفيث، أقدر كثيرا المذكرة التي أرسلها مكتبك بشأن النزاعات والجوع، فعلى الرغم من أنه ثمة التزام تفويضي بتسليم هذه التقارير إلى المجلس، لا يسعنا أن ننسى أنه ثمة التزام أخلاقي أيضا يدفعنا إلى إخبار العالم عن سبب موت الناس بسبب الجوع. تعمل المذكرات المماثلة بمثابة صفارة إنذار لهذا المجلس ويجب أن نستجيب لها فالأمر أبعد من هذا التقرير الواقعي والأرقام التي سمعناها اليوم، وهو يتعلق بالإنسانية الخالصة.

نحن نتحدث عن أشخاص حقيقيين وعن أطفال وأمهات يتم خنق أصواتهم بواسطة الجوع وأعمال العنف. نحن نتحدث عن الفارق بين الحياة والموت. لا يمكن تقبل ما ورد في هذه المذكرة وكأنه أمر عادي ولا يمكن ألا نرى إنسانيتنا المشتركة مع من يعانون.

توضح هذه المذكرة أن آفة الجوع لم تختف منذ اعتماد القرار رقم 2417 قبل أكثر من أربع سنوات، بل تدهورت. ثمة عدة أسباب كامنة وراء أزمة انعدام الأمن الغذائي العالمية اليوم، فقد أجهد فيروس كوفيد-19 خطوط الإمداد وجعلت تكاليف الطاقة إنتاج الغذاء وشحنه أكثر تكلفة، كما أدى ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الشديد والفيضانات إلى تدمير المحاصيل وترك الحقول أراض بور. ولكن النزاعات هي أهم أسباب انعدام الأمن الغذائي، إذ يتم استخدام الغذاء كسلاح في الحرب في سياقات عدة، فيتم حظره أو إتلافه عن قصد. هذا أمر مروع وخطير ويحتاج إلى اهتمامنا.

كان لاستخدام الغذاء كسلاح في حالة الحرب الروسية على أوكرانيا آثار عالمية متزايدة، فقد فاقمت هذه الحرب الأزمة. كانت روسيا وأوكرانيا تصدران معا حوالي ربع صادرات الحبوب العالمية قبل الحرب، ولكن أصبحت حقول القمح في أوكرانيا ساحات حرب بعد أن كانت تمتد على مد النظر ذات يوم. وها نحن نشعر جميعنا بتأثيرات الحرب على القمح والغذاء والنفط والوقود. سيدي الرئيس، اسمح لي أن أرد بإيجاز على مجموعة الشكاوى التي تقدم بها زميلنا الروسي اليوم، فالإجابة على كافة هذه الأسئلة بسيطة، ألا وهي إنهاء الحرب وإنهاء الهجوم غير المبرر على أوكرانيا، مما سيخرجنا من جزء من هذا الوضع.

يمكن أن نرى بوضوح كيف يتسبب الصراع بالجوع في مختلف أنحاء العالم. ويسلط أحدث تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الضوء على أنه من المتوقع أن تواجه أربع مناطق مستويات كارثية وواسعة النطاق من انعدام الأمن الغذائي على وجه الخصوص، وهي إثيوبيا وشمال شرق نيجيريا واليمن وجنوب السودان. هذه هي البلدان التي أدى فيها الصراع والعنف إلى أزمة غذائية بشكل مباشر. ويواجه 20 مليون شخص في إثيوبيا انعدام الأمن الغذائي، وهذا العدد أعلى بكثير من التقديرات الحالية التي سمعناها. لقد تضررت المزارع ونهبت. وعلى سبيل المثال، أنتجت المحاصيل في تيغراي نصف إنتاجها المعتاد العام الماضي، كما تعطلت خطوط الإمداد بشدة.

ندعو حكومة إثيوبيا والسلطات في تيغراي وكافة الأطراف إلى السماح بإيصال الإغاثة الإنسانية بدون عوائق. لا ينبغي استخدام المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية بل لإنقاذ الأرواح، ونحث الأطراف على وقف القتال وبدء المحادثات تحت رعاية الاتحاد الأفريقي في أقرب وقت ممكن. يجب إعطاء فرصة للسلام. لقد مات الكثيرون وثمة كثيرون غيرهم يعانون.

ومن المتوقع أن يعاني أكثر من أربعة ملايين شخص من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي في شمال شرق نيجيريا، والنسبة الحادة التي نشهدها في بعض المناطق هي الأعلى منذ حوالى عقد من الزمن. المزارعون قلقون من التعرض لهجمات ويتخلون عن مزارعهم، مما يعني مزارع أقل ومحاصيل أقل والمزيد من النزوح والمزيد من المعاناة. نحن قلقون بشكل خاص من أعمال العنف على يد الجهات المسلحة غير الحكومية، فوصول المساعدات الإنسانية أمر حيوي لنحول دون تفاقم الوضع.

وفرت الهدنة في اليمن بعض الراحة للمدنيين، بيد أنها لم تكن كافية لعكس واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية يأسا في العالم. في الواقع، لا يزال مستوى انعدام الأمن الغذائي في اليمن أعلى من أي وقت مضى، ويواجه أكثر من 19 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، ومن المرجح أن يزداد الأمر سوءا بدون تمويل إنساني. وندعو المجتمع الدولي للانضمام إلينا لمعالجة هذه الأزمة. يحتاج المانحون إلى زيادة الدعم والتعجيل به، ونحن بحاجة إلى دعم حكومة الجمهورية اليمنية لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد وتعزيز الخدمات الأساسية.

من المتوقع أن يواجه أكثر من 60 بالمئة من سكان جنوب السودان – وهو بلد لا يتجاوز عمره الأحد عشر عاما – أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد. نحن نتحدث عن 8 ملايين شخص في بلد غني بالموارد. وندعو حكومة جنوب السودان إلى إصدار مرسوم ينص على حرية الحركة بدون عوائق للمساعدات الإنسانية والحماية للعاملين في المجال الإنساني. لقد حان الوقت لتضع كافة الأطراف حدا للأعمال العدائية ويجب أن تحاسب الحكومة مرتكبي أعمال العنف، كما ينبغي أن تساعد بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان والجهات الفاعلة الإنسانية على تلبية الاحتياجات الماسة للمدنيين.

وسمعنا للتو من مساعد الأمين العام غريفيث عن أن الصومال ستشهد مجاعة، وهذه الدول ليست سوى حفنة من البلدان التي تواجه انعدام الأمن الغذائي.

يشير برنامج الغذاء العالمي إلى أنه ثمة ما يصل إلى 50 مليون شخص في 45 دولة على حافة المجاعة ويواجهون خطر الانزلاق إليها إذا لم يحصلوا على دعم إنساني. يجب أن نتحرك. قيل لي مؤخرا إن معالجة المجاعة ليست من مسؤولية مجلس الأمن، ولكنني أفترض أن أسباب المجاعة ونتائجها من مسؤوليتنا، ولا سيما عندما تكون المجاعات مدفوعة ومحفزة بالصراع. وهذا ما دفعنا إلى الاجتماع اليوم.

لقد قدمت الولايات المتحدة منذ شباط/فبراير أكثر من 5,7 مليار دولار من المساعدات الإنسانية لعمليات الأمن الغذائي، ولكننا نعلم أننا لا نستطيع القيام بذلك بمفردنا ونعلم أن ذلك غير كاف. ودفعنا ذلك إلى جمع شركاء من مختلف أنحاء العالم في نيويورك لصياغة خارطة طريق للأمن الغذائي العالمي، وقد وقعت 103 دول حتى الآن على تصور مشترك لهذه الأزمة وأجندة مشتركة لمعالجتها.

يمثل الأمن الغذائي أحد أولوياتنا الثلاث الرئيسية في الجمعية العامة القادمة للأمم المتحدة. وسنواصل استخدام كافة الأدوات الدبلوماسية المتاحة في ترسانتنا لمواجهة أزمة انعدام الأمن الغذائي بشكل مباشر، وندعو كافة الدول إلى أن تحذو حذونا. قد يبدو التحدي هائلا، ولكن يجب أن نحافظ على تركيزنا ونوقف المجاعة قبل حدوثها. يمكننا منع وقوع هذه المجاعات مرة أخرى وهذا ما ينبغي أن نقوم به. شكرا لكم.


للاطلاع على النص الأصلي: https://usun.usmission.gov/remarks-by-ambassador-linda-thomas-greenfield-at-a-un-security-council-briefing-on-hunger-and-conflict/

هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الانجليزي الأصلي هو النص الرسمي.

U.S. Department of State

The Lessons of 1989: Freedom and Our Future