بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة
مكتب الصحافة والدبلوماسية العامة
بحسب إلقائها
2 تشرين الثاني/نوفمبر 2022
شكرا سيدي الرئيس، واسمحوا لي أن أبدأ بشكر الغابون على رئاستها الممتازة للمجلس الشهر الماضي، ومع أنني ظننتكم قد سجلتم سابقة، أدركت أن الحال ليس كذلك، ولكن بدا أنها سابقة ونحن نقدر بالفعل روح التضمين التي أدخلتموها إلى المجلس. نحن نعلم أننا أبقيناكم مشغولين، ولكنكم كنتم على قدر التحدي. واسمحوا لي أن أرحب أيضا ببدء رئاسة غانا للمجلس. الموضوع الذي نبدأ به اليوم هو موضوع مهم، وأشكرك يا حضرة المفوض السامي غراندي على الإيجاز الدي أدليت به، وأنا أقدر تركيزك على أزمات اللاجئين المتزايدة والاحتياجات التي عرضتها اليوم.
وفي هذا الصدد، تأمل الولايات المتحدة وأيرلندا أن يدعم أعضاء هذا المجلس اقتراحا تقدمنا به لإنشاء خطة إنسانية قياسية للجهات الفاعلة الخاضعة لأنظمة العقوبات حتى تحقق منظمات مثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إفادة من ذلك.
إن دعم الولايات المتحدة للعمل الإنساني الذي تقوم به المفوضية وشركاؤها ثابت لا يتزعزع، ولا تزال الولايات المتحدة بفخر أكبر مانح للمفوضية في العالم. وندعو الدول الأعضاء إلى تكثيف جهودها وزيادة تمويلها للمفوضية في هذا الوقت الذي يشهد احتياجات هائلة، وندعو بشكل خاص الدول التي اعتادت خلق أزمات لجوء إلى بذل المزيد من الجهود. يجب أن تدفع هذه الدول إذا ما تسببت في هذه الأزمات.
تحتاج المفوضية حاليا إلى مساعدتنا بشكل فعلي، ولقد سمعتم النداء الذي توجه به المفوض السامي. لقد نما عدد اللاجئين والنازحين قسرا بشكل هائل هذا العام وبات أكثر من 103 مليون بعد أن كان 90 مليون. 103 مليون. ولا شك في أن حرب روسيا على أوكرانيا هي السبب الرئيسي، فقد شردت روسيا أكثر من 14 مليون شخص من ديارهم بحسب كلام المفوض السامي هذا الصباح. وأدى ذلك إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائي العالمية، أضف إلى ذلك النزاعات المستمرة والحوادث المناخية غير المسبوقة، فلا يوجد استغراب لفرار المزارعين والأسر من أراضيهم ومنازلهم. تستخدم روسيا الشتاء كسلاح، ستهدد هجماتها على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا حياة الشعب الأوكراني، وبخاصة في خلال أشهر الشتاء الباردة.
تعمل الولايات المتحدة على ضمان تزويد شركائنا في المجال الإنساني بالموارد الكافية لمساعدة الحكومة في جهود الاستعداد لفصل الشتاء، ونشيد بكرم حلفائنا وشركائنا الأوروبيين في استضافة حوالى سبعة ملايين أوكراني نازح وفار من العدوان الروسي.
ولكنني أريد أن أشيد أيضا بكينيا، فقد شهدنا التزامها طويل الأمد باستضافة اللاجئين وأعتقد أن العدد يناهز 500 ألف حاليا أو أكثر بقليل. بدأت العمل على قضايا اللاجئين في كينيا عندما كنت منسقة لشؤون اللاجئين في العام 1994، ولا تزال كينيا تستضيف العديد من هؤلاء اللاجئين حتى اليوم. أتوجه مرة أخرى بالشكر لكينيا على استضافتها الرائعة للاجئين.
نحن ندعم الأوكرانيين في داخل أوكرانيا وخارجها، وأطلقنا في نيسان/أبريل عملية “الاتحاد من أجل أوكرانيا”، وهي عملية للأوكرانيين وأقاربهم المباشرين لطلب الإفراج المشروط لأسباب إنسانية في الولايات المتحدة. وقد وفرت الولايات المتحدة الملاذ لأكثر من 190 ألف أوكراني من خلال هذا البرنامج ومسارات قانونية أخرى.
تشرفت بالتحدث إلى بعض من هؤلاء اللاجئين في شيكاغو قبل بضعة أشهر، والتقيت بامرأة وابنها المراهق الذي هرب من خاركيف. تحدثا بتفاصيل مروعة عن كيفية اختبائهما في قبو شقتهما أثناء القصف ونضالهما للعثور على الطعام وخوفهما على حياة أقاربهما وجيرانهما. ولكنهما ذكرا أيضا أنهما وجدا الأمل منذ وصلا إلى الولايات المتحدة. لقد لقيا ترحيبا حارا في مجتمعهما الجديد، وهما ممتنان لكافة الأصدقاء وجهات الاتصال والمنظمات التي ساعدتهما على الاستقرار والبدء في التعافي.
يستحق اللاجئون في مختلف أنحاء العالم القدر عينه من الحب والانتباه والرعاية والدعم.
لقد تسبب الجفاف غير المسبوق في الصومال بنزوح حوالى مليون شخص هذا العام، وقد تحدث مجاعة في حال لم يتدخل المجتمع الدولي، بما في ذلك منظومة الأمم المتحدة. لقد تحركت الولايات المتحدة في وقت مبكر لمعالجة هذه الأزمة وقدمت أكثر من 850 مليون دولار هذا العام لمساعدة الصومال، وذلك ضمن جهودنا الرامية إلى معالجة الجفاف في القرن الأفريقي وندعو المانحين الآخرين إلى زيادة مساهماتهم أيضا. يجب أن تتحرك الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة الآن وتوسع نطاق استجابتها، فنحن لا نريد أن نشعر بأي ندم على هذا الوضع.
تواجه المجتمعات المتضررة من الجفاف والصراع في إثيوبيا وكينيا انعدام أمن غذائي كارثي هي الأخرى، كما تواجه أيضا خيارات مستحيلة للتعامل مع الندرة. يتضور الآباء جوعا حتى يأكل أطفالهم. وتشير التقارير إلى أنه حتى شهر آب/أغسطس الماضي، كان حوالى خمسة ملايين طفل ضحية سوء التغذية الحاد في إثيوبيا وكينيا والصومال، بما في ذلك أكثر من 1,4 مليون يعانون من سوء التغذية الخطير.
أدى استئناف أعمال العنف في شمال إثيوبيا مؤخرا إلى تفاقم إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، واضطر العاملون في المجال الإنساني إلى الانسحاب من المنطقة وتعليق العمليات والإبلاغ عن نقص حاد في النقد والوقود وسلع الإغاثة الأساسية لأكثر من تسعة ملايين إثيوبي محتاج. واستنفد مخزون الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام بشكل كامل، مما جعل الأطفال الأكثر ضعفا يعانون من أشد أشكال سوء التغذية بدون شريان الحياة الأساسي هذا. وقد قدمت الولايات المتحدة أكثر من 688 مليون دولار لدعم الاستجابة الإنسانية في شمال إثيوبيا في خلال السنة المالية الماضية، ولكن الاحتياجات شديدة وآخذة في التزايد.
أنتقل إلى محنة الشعب السوري البائسة. نحن ممتنون لتركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر لمواصلتها توفير الملاذ الآمن لحوالي ستة ملايين لاجئ سوري، ونشعر بالقلق إزاء التقارير الموثوقة عن تعرض اللاجئين العائدين إلى سوريا للتعذيب والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري. الواقع هو أن الظروف داخل سوريا ليست آمنة لعودة اللاجئين على نطاق واسع، ونحث المجتمع الدولي على الانضمام إلينا في مواصلة دعم السوريين والمجتمعات المضيفة لهم، كما نحث هذا المجلس على وضع السياسة جانبا على حد تعبير المفوض السامي واتخاذ الخيار الصائب من خلال تمديد تفويض الأمم المتحدة للمساعدة عبر الحدود في كانون الثاني/يناير عندما تنتهي صلاحيته. الاحتياجات الإنسانية في سوريا اليوم أشد من أي وقت مضى، ولا تستطيع الأمم المتحدة وشركاؤها تلبيتها بدون استمرار العمليات عبر الحدود.
يحتاج اللاجئون والمهاجرون الفنزويليون أيضا إلى دعمنا المستمر، فقد فر حوالى ستة ملايين فنزويلي إلى أكثر من عشر دول في المنطقة. ووافقت كولومبيا التي تستضيف حاليا أكثر من 2,4 مليون لاجئ ومهاجر فنزويلي على أكثر من 1,6 مليون طلب للحصول على وضع الحماية المؤقت. نشيد بكولومبيا والدول الأخرى في المنطقة لقيامها بدورها. أما نحن فقد قدمنا حوالى 2,7 مليار دولار من المساعدات للأزمة الإقليمية الفنزويلية في السنوات الخمس الماضية وسنواصل التعامل معها بجدية.
كل من هذه الحالات الموزعة عبر مختلف أنحاء العالم فريدة من نوعها، ولكنها تتشارك في الموضوعات، ألا وهي مواضيع الجوع والصراع والمناخ التي تؤدي إلى نزوح الأشخاص الضعفاء أصلا. لذلك نرحب بمبادرة المفوضية الجديدة والطموحة لتحسين المساءلة أمام الأفراد والمجتمعات المتضررة من الأزمات. وتؤكد المبادرة فعلا على ضرورة تطبيق أساليب مساءلة ناجحة ومبتكرة على نطاق واسع لتعزيز طرق الحصول على ردود الفعل من المجتمع، وبخاصة الأدوات الرقمية الجديدة. وتتطلع الولايات المتحدة إلى نجاح هذه المبادرة ومعرفة المزيد حول كيفية دعم الدول لها.
ونحن ملتزمون في غضون ذلك برؤية الميثاق العالمي للهجرة. وبمساعدة اللاجئين في كل مكان، فاللاجئين مثال للشجاعة. إنهم استثنائيون ويستحقون دعمنا اللامتناهي.
شكرا سيدي الرئيس.
للاطلاع على النص الأصلي: https://usun.usmission.gov/remarks-by-ambassador-linda-thomas-greenfield-at-the-un-security-council-briefing-by-the-high-commissioner-for-refugees/
هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الانجليزي الأصلي هو النص الرسمي.