بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة
مكتب الصحافة والدبلوماسية العامة
بحسب إلقائها
14 كانون الأول/ديسمبر 2022
شكرا جزيلا يا معالي الوزير جايشانكار وشكرا لأنك اخترت التركيز على مستقبل التعددية وأهمية إصلاح الأمم المتحدة في خلال رئاستك. وأود أن أرحب بك هنا في خلال الشهر الأخير للهند في المجلس وأهنئ بلادك على عضويتها الناجحة على مدى سنتين. وأود أن أشكر الأمين العام على إيجازك والرئيس كوروسي على إيجازك وجهودك لتعزيز الأمم المتحدة كمنظمة مرنة ومناسبة لغرضها.
ما معنى أن تناسب منظمة عمرها 77 عاما غرضها؟ ما هو الغرض من الأمم المتحدة في نهاية المطاف؟ حدد الرئيس ترومان هذا الغرض في تصريحاته الافتتاحية عندما اجتمع ممثلون من مختلف أنحاء العالم في سان فرانسيسكو في العام 1945، وقال: “سيكرس هذا المؤتمر طاقاته وأعماله بشكل حصري على المشكلة الوحيدة المتمثلة في إنشاء المنظمة الأساسية للحفاظ على السلام”.
الحفاظ على السلام. كان هذا غرضنا الأساسي.
لم ننجح دائما في تحقيق ذلك طبعا. نشبت حروب على الرغم من ذلك، وبما فيها حرب شنها عضو دائم في مجلس الأمن العام الماضي. وكثيرا ما حال الجمود دون إحراز تقدم واستمرت المعاناة الإنسانية، ولكننا شهدنا أيضا في الوقت عينه نجاحا هائلا لناحية تحقيق الرؤية الأصلية لميثاق الأمم المتحدة، وهي رؤية توسع نطاقها ليتجاوز الحفاظ على السلام والأمن ويشمل حقوق الإنسان وسيادة القانون والتنمية.
لقد قمنا معا بتقليص الانتشار النووي، واعتمدنا معا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأرسلنا معا قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة لوقف الفظائع الجماعية، وتوصلنا معا إلى هدنات واتفاقات سلام دائمة من خلال التفاوض والوساطة، وانتشلنا معا أكثر من مليار شخص من براثن الفقر، وقدمنا معا مساعدات إنسانية على نطاق لا تستطيع أي دولة أن تساهم به بمفردها.
هذه إنجازات ملحوظة، ولكن لا يمكن أن نرضى بها بالنظر إلى حالة العالم اليوم. علينا احتواء تغير المناخ والقضاء على جائحة كوفيد-19 وإنهاء أزمة الجوع العالمية. علينا أن ندافع عن حقوق الإنسان ونحسن الجهود الإنسانية ونعالج الأوبئة المستمرة ونمنع الجائحة القادمة. والأهم من ذلك كله هو أنه علينا الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة ومحاسبة من يسعون إلى تقويضه.
تعتقد الولايات المتحدة أننا نستطيع دفع جدول أعمال إيجابي لمستقبل الأمم المتحدة لتحقيق ذلك وهذا ما علينا القيام به. نحن نأمل أن نبني إجماعا حول مستقبل نسعى إليه بشكل جماعي ونتمسك فيه جميعنا بميثاق الأمم المتحدة ونحل فيه التحديات العالمية اللاحقة في عصرنا، على غرار الأمن الغذائي والتهديدات الصحية العالمية والفقر المدقع والتنمية المستدامة والوساطة في النزاعات، ونحمي فيه مواردنا المشتركة والمترابطة وندافع فيه عن الاحترام العالمي لحقوق الإنسان.
علينا أن نعزز الأمم المتحدة حتى يتحقق هذا المستقبل، لذا تسعى الولايات المتحدة إلى أجندة تحديث للأمم المتحدة تتسق مع هذه الرؤية وتشمل إصلاح مجلس الأمن. وهذا ما دفعني إلى تحديد ستة مبادئ واضحة للسلوك المسؤول من قبل أعضاء مجلس الأمن في خلال زيارة إلى مسقط رأس الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو، بما في ذلك التزامنا بالامتناع عن استخدام حق النقض إلا في ظروف نادرة وغير عادية.
هذه هي المعايير التي نحددها لأنفسنا ونرحب بقيام الجميع بإلزامنا بها. ولهذا كنا فخورين بالمشاركة في رعاية مبادرة من قبل مجموعة من الدول الجريئة بقيادة ليختنشتاين، وهي مبادرة تتطلب من الجمعية العامة عقد اجتماع بعد أي استخدام لحق النقض.
ولهذا أعلن الرئيس بايدن في الجمعية العامة لهذا العام أن الولايات المتحدة تدعم زيادة عدد الدول الأعضاء في مجلس الأمن، سواء الدائمة أو غير الدائمة، بما في ذلك طلب العضوية الدائمة لأفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
ينبغي أن يعكس مجلس الأمن حقائقنا العالمية اليوم وليس الحقائق كما كانت منذ 77 عاما، ولكن يجب أن نتحلى بالمرونة في نهجنا للتغيير بالنظر إلى مدى صعوبة إصلاح مجلس الأمن. وعلى حد تعبير الرئيس كوروسي في خلال مناقشة الجمعية العامة الشهر الماضي حول هذا الموضوع، لا يمكن إصلاح مجلس الأمن إلا إذا كانت المجموعات الرئيسية والدول الأعضاء على استعداد لتقديم تنازلات في مواقفها طويلة الأمد.
لقد بدأت كما تعلمون سلسلة من المشاورات واسعة النطاق مع الدول الأعضاء والكتل الإقليمية ومجموعات الإصلاح لمناقشة مقترحات التوسيع وسبل أخرى لجعل المجلس أكثر فعالية وشفافية وشمولية. نحن منفتحون على الأفكار الإبداعية والمسارات ذات المصداقية والمعقولة والقابلة للحياة سياسياً لإحراز تقدم. هذه جولة لسماع الأفكار من كافة الأعضاء إذ من الأهمية بمكان أن يشعر الجميع أنهم يشاركون في هذه العملية.
أتطلع إلى مواصلة هذه المشاركات، بما في ذلك من خلال عملية المفاوضات الحكومية الدولية حول مسألة إصلاح مجلس الأمن. وأنا ممتنة لرئيسي العملية القادمين – الكويت وسلوفاكيا – على استجابتهما لدعوة أعضاء الأمم المتحدة الجماعية للتغيير وأتطلع إلى العمل معهما في الأشهر المقبلة.
لا تتكون الأمم المتحدة من مجلس الأمن فحسب، بل على العكس تماما، وكما يحتاج المجلس إلى التحديث بما يتناسب مع عصرنا هذا، ينبغي إصلاح نظام الأمم المتحدة وإعادة تنشيطه على نطاق أوسع. ينبغي أن نطور هيكل أمن صحي عالمي أكثر قوة واستجابة للوقاية من الأوبئة في المستقبل، كما ينبغي أن نجعل نظام الأمم المتحدة الإنمائي أكثر تماسكا وخضوعا للمساءلة ونظام الأمم المتحدة الإنساني أكثر استجابة وفعالية وكفاءة لتلبية الاحتياجات الإنسانية غير العادية الناجمة عن الصراع والنزوح والهجرة والمناخ سريع التغير.
وتشكل مبادرة الأمين العام وجدول أعمالنا المشترك وسيلة ترحيب بهذه المحادثة، لذا شكرا للأمين العام، ونعتقد أنه يمكن أن تكون هذه المبادرة أساسا لهذه المناقشة الهامة والعمل المقبل.
دعونا نلتزم بالقيام بهذا العمل في خلال العام المقبل. دعونا نبني إجماعا جديدا يدفعنا نحو قمة الأمين العام من أجل المستقبل بالتزام متجدد بالميثاق ورؤية مشتركة لنظام أقوى في الأمم المتحدة. دعونا نبني منظمة يفتخر بها أولادنا وأحفادنا، ومنظمة تعزز عالما أكثر سلاما وانفتاحا وازدهارا لنا جميعا.
شكرا يا سيدي الرئيس.
للاطلاع على النص الأصلي: https://usun.usmission.gov/remarks-by-ambassador-linda-thomas-greenfield-at-a-un-security-council-briefing-on-reformed-multilateralism/
هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الانجليزي الأصلي هو النص الرسمي.