السفيرة ليندا توماس غرينفيلد
المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة
نيويورك، نيويورك
21 تموز/يوليو 2023
الكلمة بحسب إلقائها
شكرا مرة أخرى سيدتي الرئيسة. وشكرا لوكيلي الأمين العام غريفيث وديكارلو على إيجازيكما المهمين، كما أود أن أعرب عن تقديرنا للإكوادور وفرنسا لدعوتهما إلى عقد هذا الاجتماع المهم.
حضرة الزملاء، يبدو أن روسيا تنحدر إلى قدر أدنى مع كل أسبوع يمر، فقد استخدمت حق النقض منفردة الأسبوع الماضي ضد قرار تسوية للتمديد لعملية تقديم المساعدات عبر الحدود للسوريين الذين بأمس الحاجة إليها. وعلقت روسيا هذا الأسبوع مشاركتها في مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، وهي ترتيب ساعد في إطعام أضعف الفئات في العالم، وبخاصة شعوب الشرق الأوسط وأفريقيا. لقد سمعنا من أحد من قدموا إيجاز أن هذا أمر عديم الأهمية، ولكن اسألوا من يتلقون هذه المساعدات بشأن ما إذا كانوا يعتبرونه عديم الأهمية.
أطلق الكرملين يوم الأربعاء الماضي صواريخا وطائرات مسيرة على موانئ أوكرانية، مما تسبب بسقوط قتلى وجرحى بين صفوف المدنيين وتدمير 60 ألف طن من الحبوب. 60 ألف طن من الحبوب. تكفي هذه الكمية لإطعام أكثر من 270 ألف شخص لمدة عام بحسب برنامج الأغذية العالمي.
أعلنت روسيا هذا الأسبوع أيضا عن أن كافة السفن المتوجهة إلى الموانئ الأوكرانية عبر مياه البحر الأسود ستعتبر على أنها ناقلات محتملة للمعدات العسكرية، وكان يمكن تجنب ذلك من خلال عمليات التفتيش التي نصت عليها المبادرة. وأشارت التقارير إلى شن روسيا سلسلة أخرى من الهجمات في منطقة أوديسا الليلة الماضية.
تشن روسيا حربا على الإمدادات الغذائية العالمية وعلى الفقراء في وقت تشتد فيه الحاجات. لقد سمعتم أن الناس يشعرون بالغضب، وثمة من سيموتون.
تبادرت إلى الولايات المتحدة معلومات مفادها أن الجيش الروسي قد يوسع نطاق استهدافه لمنشآت الحبوب الأوكرانية، بما في ذلك من خلال هجمات على الشحن المدني في البحر الأسود.
وتشير معلوماتنا أيضا إلى قيام روسيا بزرع ألغام بحرية إضافية على مقربة من الموانئ الأوكرانية. ونحن نعتبر ذلك جهدا منسقا لتبرير أي هجمات على السفن المدنية في البحر الأسود واتهام أوكرانيا بشنها.
بات يسهل أن نصبح فاقدين للحس إزاء الحملة الوحشية الروسية بعد مرور أكثر من 500 يوم على اجتياح الرئيس بوتين الكامل لأوكرانيا، ولكن لا يمكن أن نفقد الحس، فما يحصل غير اعتيادي وليس تصرف دولة مسؤولة وعضو دائم في هذا المجلس.
هذا المجلس مسؤول عن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، إلا أن روسيا قد انقلبت على السلم والأمن في العالم وتصرفاتها أشبه بصفعة توجهها لكل ما يمثله هذا المجلس.
لقد استخدمت روسيا الغذاء كسلاح منذ أولى أيام حربها غير المبررة وغير المشروعة على أوكرانيا، وقد حولت القوات الروسية حقول القمح الأوكرانية الشاسعة إلى ساحات معركة وأفسدتها بالألغام والقنابل، كما سرقت ودمرت معدات زراعية وبنية تحتية حيوية.
يتعين على روسيا وقف هجماتها على الأراضي الزراعية والبنية التحتية الأوكرانية. لقد رفضت روسيا تنفيذ مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب بشكل كامل حتى عندما كانت لا تزال طرفا فيها، لذا غالبا ما عرقلت مغادرة سفن محملة بالغذاء من الموانئ.
ولكن كانت مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب تحدث فارقا على الرغم من ذلك، وكانت تساعد في إطعام العالم. هذا الأمر ليس بعديم الأهمية كما يحاولون جعلنا نصدق.
لقد حقق هذا الترتيب استقرارا في أسواق الغذاء العالمية وخفض أسعار الغذاء للجميع، كما عزز العمل الإنساني لبرنامج الأغذية العالمي في دول مثل أفغانستان والصومال واليمن، وسهل تصدير 32 طن متري من الحبوب والسلع الغذائية الأوكرانية، أي ما يعادل 18 مليار رغيف خبز.
نحن نعرف أن ثلثا الصادرات الغذائية من خلال هذا الترتيب قد بلغا دولا نامية، ونقلت أول سفينة غادرت البحر الأسود بفضل هذا الترتيب الحبوب إلى لبنان، ونقلت السفن بعد ذلك الغذاء بفضل مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب إلى موانئ عبر منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، بدءا من السودان وأثيوبيا وصولا إلى ليبيا.
ولكن أسعار الحبوب العالمية ارتفعت بشكل حاد في نفس اليوم الذي علقت فيه روسيا مشاركتها في المبادرة. يحقق المصدرون الروس الإفادة بينما لا يستطيع الملايين تحمل تكاليف الحبوب مرتفعة الثمن، وبخاصة في الشرق الأوسط وأفريقيا.
لنكن واضحين، ليس لروسيا أي مبرر شرعي لتعليق مشاركتها في هذا الترتيب. يجعلونكم تعتقدون أن العقوبات قد جمدت صادراتهم، ولكن ذلك غير صحيح بتاتا. تصدر روسيا كمية من الحبوب أكبر من أي وقت مضى وبأسعار أعلى وتستخدم مبادرة البحر الأسود من باب الابتزاز ليس إلا وتقوم بألاعيب سياسية والبشرية رهينة لديها.
حضرة الزملاء، لقد صرحت الأمم المتحدة وتركيا في العلن عن رغبتهما في أن يستمر الترتيب ساريا، وكذا فعلت أوكرانيا. من الواضح أن العالم يرغب في أن يستمر الترتيب ساريا.
باتت عيون العالم موجهة نحوك يا روسيا. لم يفت الأوان إذا قررت روسيا عكس قرارها وتمديد مبادرة البحر الأسود وتوسيع نطاقها وتنفيذها بالكامل.
أود أن استغل هذه الفرصة لأشكر الأمم المتحدة وتركيا على كل ما قامتا به للحفاظ على هذا الترتيب. وينبغي أن يتحد هذا المجلس ويحث روسيا على استئناف المفاوضات بنية طيبة وإنهاء هذه الحرب المروعة في أوكرانيا لما فيه صالح أكثر الناس الذين يعانون من الجوع في العالم ولما فيه صالح البشرية.
شكرا سيدتي الرئيسة.
للاطلاع على النص الأصلي: https://usun.usmission.gov/remarks-by-ambassador-linda-thomas-greenfield-at-a-un-security-council-briefing-on-the-humanitarian-impacts-of-russias-withdrawal-from-the-black-sea/
هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الانجليزي الأصلي هو النص الرسمي.