An official website of the United States Government Here's how you know

Official websites use .gov

A .gov website belongs to an official government organization in the United States.

Secure .gov websites use HTTPS

A lock ( ) or https:// means you’ve safely connected to the .gov website. Share sensitive information only on official, secure websites.

بعثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة
مكتب الصحافة والدبلوماسية العامة
الكلمة بحسب إلقائها
16 تشرين الثاني/نوفمبر 2023

شكرا سيدي الرئيس وشكرا لمساعدة الأمين العام بوبي على هذا الإيجاز وعلى القيادة التي توليها في وجه هذه الأزمة الخطيرة.

تدعم الولايات المتحدة بشكل كبير الجهود التي تبذلها بعثة الأمم المتحدة، وندعو كافة الدول الأعضاء إلى مواصلة الوقوف إلى جانب بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان (يونيتامس) فيما تعمل لدعم إنهاء هذا الصراع وحماية حقوق الإنسان وتعزيز وصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق وتسهيل استئناف عملية قادرة على إيصال السودان إلى تسوية سياسية ديمقراطية. وأود أن أشير أيضا إلى أننا نتطلع إلى التوصيات في مراجعة الأمين العام الاستراتيجية لبعثة يونيتامس.

حضرات الزملاء، قمت بزيارة مخيم للنازحين في أدري في تشاد منذ 19 عاما، وكنت أتولى في ذلك الوقت منصبا مختلفا. كان المخيم يعج باللاجئين السودانيين الفارين من حرب أهلية مروعة في بلادهم. التقيت بأسر تركت كل شيء خلفها بحثا عن الأمان، ورأيت أطفالا يعانون من سوء التغذية الحاد، وقد اضطر أهلهم إلى الاختيار بين إطعام أنفسهم أو أطفالهم.

انبثق أمل جديد في تحقيق السلام المستدام عندما تم التوقيع على أحدث اتفاق للسلام في جوبا، ولكنه تلاشى اليوم وحولت حرب أخرى السودان إلى جحيم لا يطاق. يستمر هذا الصراع منذ أكثر من ستة أشهر، انخرط الطرفان المتحاربان في خلالها في صراع وحشي على السلطة مع تجاهل تام لحياة الشعب السوداني، وأعني هنا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. لقي أكثر من خمسة آلاف شخص حتفهم، كما اضطر أكثر من 5,7 مليون شخص إلى الفرار من منازلهم وتعرضت الخرطوم للدمار، وها هي دارفور تتحمل هي الأخرى وطأة هذا الصراع.

لقد ارتكبت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها مذابح وانتهاكات مروعة أخرى في مختلف أنحاء غرب دارفور، وقد أبلغ شهود عيان هذا الأسبوع عن المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان في غرب دارفور وعن استهداف عرقي لمجموعة المساليت ذات الأصول الأفريقية واحتجاز تعسفي للمدنيين، بما فيهم قادة محليين ومدافعين عن حقوق الإنسان وناشطين.

وقد أشار الأطباء والأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من 800 شخص في هجوم استمر لعدة أيام في أردمتا، والعدد في ازدياد، وهذه أكبر عملية قتل جماعي منذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل.

نحن نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن قوات الدعم السريع قد استخدمت أسلحة ثقيلة لمهاجمة الفاشر، وثمة تقارير موثوقة تفيد بأن قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية قد فشلت في اتخاذ التدابير الكافية لمنع وقوع إصابات بين المدنيين في الأحياء السكنية في المدينة.

وندعو كافة الدول الأعضاء إلى الالتزام بحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على دارفور، وندعو الطرفين المتحاربين إلى الوقف الفوري للهجمات في الفاشر وما حولها والوفاء بالتزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي في ما يتعلق بالمدنيين على النحو الذي تم التأكيد عليه في إعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين في السودان الصادر في 11 أيار/مايو.

نحن نعلم أيضا أن العنف الجنسي المرتبط بالصراع متفش، بما في ذلك عمليات الاغتصاب. وتشير المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى اختطاف النساء والفتيات وتقييدهن واحتجازهن قسرا في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في دارفور. اسمحوا لي أن أكرر ذلك. يتم اختطاف النساء والفتيات وتقييدهن واحتجازهن قسرا.

يحدث كل ذلك أمام أعيننا، وهذه وصمة عار على إنسانيتنا الجماعية. لقد قلنا إن “ذلك لن يتكرر يوما”. ولكن ثبت أن هذه مجرد كلمات فارغة. لقد فشلنا في محاسبة مرتكبي هذه الشرور وينبغي تغيير ذلك على الفور.

الولايات المتحدة ملتزمة بضمان تحقيق العدالة لشعب دارفور. وأعلنت في أيلول/سبتمبر الماضي أثناء زيارتي إلى تشاد عن فرض عقوبات وقيود على منح تأشيرات الدخول على قادة قوات الدعم السريع الرئيسيين. وترحب الولايات المتحدة بإنشاء بعثة دولية مستقلة لتقصي الحقائق في السودان. يجب أن نحاول تحقيق ذلك، إذ ينبغي تحقيق المساءلة.

حضرات الزملاء، هذا الصراع ليس أكثر من مجرد جنرالين يتقاتلان على السلطة بطريقة أنانية وقاسية وفارغة من أي معنى.

لقد تسبب هذا الصراع بأكبر أزمة نزوح في العالم، فقد فر حوالي ستة ملايين مدني من منازلهم بحثا عن الأمان. ثمة عدد مهول يبلغ 19 مليون طفل في السودان غير قادرين على العودة إلى مدارسهم، مما يخلق واحدة من أسوأ الأزمات التعليمية في العالم. ثمة أكثر من 24 مليون سوداني في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.

لقد تولت الولايات المتحدة جهود الاستجابة للأزمة في السودان باعتبارها الجهة المانحة الإنسانية الرائدة في العالم، ولكن لم يتم تمويل سوى نسبة صغيرة من نداء الأمم المتحدة. وندعو اليوم كافة الدول الأعضاء إلى بذل المزيد من الجهود وتقديم المزيد.

نحن نعلم مع ذلك أن السلام المستدام هو السبيل الوحيد لإنقاذ الأرواح وإنهاء هذه الأزمة الإنسانية، لذا استأنفت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) محادثات وقف إطلاق النار بين الطرفين.

وقد التزمت قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بعد الجولة الأولى من المفاوضات المستأنفة بالمشاركة في منتدى إنساني مشترك بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لحل العوائق التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية. واتفق الطرفان أيضا على تحديد نقاط اتصال للمساعدة في تحركات العاملين في المجال الإنساني وتقديم المساعدات، كما قررا تنفيذ تدابير بناء الثقة، بما في ذلك من خلال إقامة اتصالات بين قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، واعتقال الفارين والهاربين من السجون والحد من الخطاب العدائي.

يراقب العالم عن كثب الخطوات التالية التي سيتخذها الطرفان لمعرفة ما إذا كانا سيفيان بهذه الالتزامات أم سيخالفان مجموعة أخرى من الوعود للشعب السوداني. لنكن واضحين بالقول إنه ما من حل عسكري لهذا الصراع، والجهات الخارجية التي تقدم الأسلحة أو الدعم للطرفين المتحاربين لا تحقق شيئا سوى صب الزيت على النار. ويجب التركيز الفوري على حماية المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية لمن هم بأمس الحاجة إليها والتفاوض على إنهاء الصراع.

لقد عدت إلى أدري في أيلول/سبتمبر من هذا العام وبعد حوالي عقدين على زيارتي لمخيم اللاجئين هناك. ورأيت أدري تأوي مرة أخرى آلاف الفارين من القتال في السودان. شعرت أنني عدت بالزمن إلى الوراء وأعيش أهوال الماضي. رأيت أطفالا في حالة حرجة. كانت كواحلهم منتفخة وأجسادهم متقرحة بسبب سوء التغذية. رأيت الأهالي يائسين لمساعدة أطفالهم. كيف يمكننا أن نترك ذلك يتكرر؟ كيف يمكننا أن نسمح بمعاناة الأطفال بهذه الطريقة؟

حضرات الزملاء، لا نقص في الأزمات التي نواجهها. ثمة أزمات في غزة وأوكرانيا وسوريا واليمن وأماكن أخرى، ولكن علينا أن نواصل تلبية الاحتياجات الماسة للشعب السوداني والدفع من أجل السلام.

لقد حان الوقت لكي يلقي الطرفان المتحاربان أسلحتهما ويستأنفا الحكم المدني. دعونا نبذل كل ما في وسعنا لمساعدة الشعب السوداني على تحقيق الحرية والسلام والعدالة التي يستحقها.

شكرا سيدي الرئيس.


للاطلاع على النص الأصلي: https://usun.usmission.gov/remarks-by-ambassador-linda-thomas-greenfield-at-a-un-security-council-briefing-on-sudan-4/

هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الانجليزي الأصلي هو النص الرسمي. 

U.S. Department of State

The Lessons of 1989: Freedom and Our Future