وكالة الأمم المتحدة للتنمية الدولية
مكتب العلاقات الصحفية
21 أيلول/سبتمبر، 2022
مدينة نيويورك، ولاية نيويورك
المديرة سامانثا باور: صباح الخير للجميع.
شكرا جزيلا لديفيد. وأقدم شكري لمضيفينا المشاركين، وهم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وكذلك حكومات إيطاليا والمملكة المتحدة وقطر. كما نرحب بممثلي حكومات القرن الأفريقي. إن الولايات المتحدة ممتنة فعليا للشراكة مع كل واحد منكم في هذا اليوم للتعامل مع أزمة الغذاء المروعة في القرن الأفريقي وأقدم شكري لكم على اقتطاع الوقت من جميع الأشياء الأخرى التي يمكن أن تقومون بها أيضا. هناك الكثير من التحديات التي تواجه العالم في الوقت الحالي، ولكن لا توجد تحديات خطيرة مثل تلك الموجودة في الوقت الحالي.
لقد سافرت في شهر تموز/يوليو إلى كينيا والصومال، حيث رايت بنفسي ما وصفه لتوه الأمين العام، وهو الجوع الذي يغمر القرن الأفريقي.
وتحدثت إلى أمهات فقدن ماشيتهن بسبب نقص الأمطار وكذلك أباء ذبلت محاصيلهم وعائلات فرت من منازلها بحثا عن فرصة للبقاء على قيد الحياة، وكما نعلم أن المناطق الحضرية مكتظة تماما بسكان الريف، وإن المراهقين يحملون أشقائهم على ظهورهم لأيام في كل مرة، وإذا شهد أي أحد منكم في أزمة سابقة، فقد رأيت أكواما صغيرة من التراب، حيث أُجبر الأباء على دفن أطفالهم.
إن الوضع في الأشهر القليلة الماضية منذ زيارتي، وعلى الرغم من أنه يصعب تصديق ذلك، قد زاد سوءا. كما سمعنا وفقا للأمم المتحدة أن 20.5 مليون شخص الآن في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية الطارئة بالإضافة إلى الرعاية الصحية والمأوى في حالات الطوارئ والمياه النظيفة وكذلك خدمات الصرف الصحي والنظافة. إنكم ترون جميع آليات التأقلم، آليات التأقلم السلبية. بالفعل يتم إجبار الفتيات على الزواج. كما تواجه النساء زيادة في العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وأعلنت لجنة مراجعة المجاعة قبل بضعة أسابيع وبتاريخ 5 تموز/يوليو أنه، وبدون توسيع كبير للمساعدات الإنسانية، قد تغرق أجزاء من الصومال في المجاعة قريبا. إن خطر المجاعة في الوقت الحالي يحيط بالصومال فقط، ولكن إذ تعذر هطول الأمطار الموسمية للمرة الخامسة على التوالي في هذا الخريف، وهذا ما نتوقعه لسوء الحظ، فإن كينيا وإثيوبيا ستكونان التاليتين.
تعمل البلدان الأكثر تضررا من الجفاف جاهدة للاستجابة. وأعتقد أن ذلك جدير بالملاحظة فعلا، وكذلك جعلت مساعدات الرئيس كينياتا الطارئة للمجتمعات المتضررة في كينيا من حكومة كينيا ثاني أكبر مانح في الاستجابة للجفاف في هذه السنة المالية. وذلك يدل عما لا يحدث. إذ تواصل إثيوبيا مساعدة الأسر التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي لتفادي آثار الجفاف والصدمات الأخرى وكذلك قدمت مؤخرا مساعدات غذائية ونقدية طارئة لأكثر من مليوني شخص. ويقوم أعضاء من القطاع الخاص في الصومال بجمع وتوزيع الأموال على المجتمعات الأكثر تضررا في الجنوب. وقد اتخذ الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود خطوة مهمة بتعيين مبعوث رئاسي خاص للاستجابة للجفاف، وإن الإرادة السياسية وكذلك القيادة والاهتمام على أعلى المستويات في الصومال لهذه الأزمة المروعة.
لكن هذه البلدان بحاجة إلى مزيد من الدعم وعلينا أن نوفره. وقد فشل العالم في سنة 2011 في الاستجابة على نحو كامل لأجراس الإنذار التي كانت تدق منذ شهور قبل الإعلان الرسمي عن المجاعة في الصومال. وفقد أكثر من ربع مليون شخص حياتهم نتيجة لذلك. وكان حوالي نصفهم من الأطفال الذين لم يبقوا على قيد الحياة ليروا السنة الخامسة من أعياد ميلادهم.
ونحن الآن نواجه الإمكانية الحقيقية لتكرار التاريخ نفسه. لكن لا يزال أمامنا فرصة ضيقة لدرء المجاعة في القرن الأفريقي وقد تصرفت الولايات المتحدة بجدية للقيام بذلك.
أعلنت في شهر تموز/يوليو عن 1.2 مليار دولار كزيادة في تمويل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الجفاف، والذي يرفع إجمالي تمويل استجابة الحكومة الأمريكية لهذه الأزمة إلى 1.8 مليار دولار. كما أعلن اليوم أن الولايات المتحدة ستخصص 151 مليون دولار إضافية كمساعدات جديدة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من أجل تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا في الصومال.
إن غالبية هذا التمويل الجديد سيدعم جهود برنامج الأغذية العالمي في البلاد، والذي يوفر شهرين ونصف شهر إضافيين من المساعدات الغذائية الطارئة. وسيساعد أكثر من 3.6 مليون شخص من المجتمعات في جميع أنحاء البلاد وكذلك سيوسع جهودنا الحالية لتقديم المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة فضلا عن خدمات علاج سوء التغذية والحصول على الرعاية الصحية.
ولكن، ولكي نمنع ظهور المجاعة في القرن الأفريقي فعليا، نحتاج إلى تصعيد جميع الأعمال الخيرية وتعبئة المنظمات المتعددة الأطراف والجهات المانحة الخارجية. كما إن الحكومات الشريكة في جميع أنحاء العالم لديها القدرة على المساعدة. ويمكننا تجنب الأزمة، مثلما أثبتنا إثباتا كاملا أنه يمكننا تجنب الأزمة في السنة الماضية. وفي حين من الصحيح أن العالم في سنة 2011 كان يتصرف ببطء شديد حيث أن المجاعة في الصومال تسببت في خسائر فادحة لكننا توحدنا فعليا في سنة 2017 وعملنا معا لتقديم المساعدات الغذائية الطارئة وإمدادات المياه النظيفة وكذلك الخدمات الصحية وغيرها من المساعدات الإنسانية. وأنا متأكدة من أنه من العدل أن نقول إن جهودنا المشتركة ساعدت في درء المجاعة ودعمت المجتمعات أثناء إعادة بناء سبل عيشهم.
لم يفت الأوان بعد لتجنب مجاعة أخرى في القرن الأفريقي. ولكن ما زال هناك الكثير الذي يتعين القيام به، ويجب القيام به الآن.
شكرا جزيلا لكم.
يمكنك الاطلاع على المحتوى الأصلي من خلال الرابط أدناه https://www.usaid.gov/news-information/speeches/sep-21-2022-administrator-power-united-nations-office-coordination-humanitarian-affairs
هذه الترجمة هي خدمة مجانية مقدمة من وزارة الخارجية الأمريكية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الإنجليزي الأصلي هو النص الرسمي