الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
مكتب العلاقات الصحفية
للنشر الفوري
20 تموز/يوليو 2022
مبنى مكاتب مجلس الشيوخ
واشنطن العاصمة
المديرة باور: شكرا يا رئيس مجلس الشيوخ مينينديز والعضو رفيع المستوى ريتش وأعضاء الهيئة الموقرون.
سأتوجه بعد جلسة اليوم إلى القرن الأفريقي الذي يعد بؤرة أزمة الغذاء الدولي غير المسبوقة التي نواجهها اليوم.
للأزمة مصادر عدة كما نعرف، إذ نشهد على حالات جفاف وموجات حر تاريخية تدمر المحاصيل وسبل العيش، وصدمات اقتصادية ناجمة عن كوفيد-19 أغلقت الأسواق وغذت التضخم وقضت على الحيز المالي الذي كانت تتمتع به بلدان عدة للتعامل مع حالات الطوارئ، ولا ننسى طبعا هجوم فلاديمير بوتين الشرس على أوكرانيا واستخدامه المستمر للغذاء كسلاح حرب.
أدى الحصار الذي فرضه بوتين على الموانئ الأوكرانية وقصف قواته للأراضي الزراعية ومرافق التخزين في أوكرانيا، مما أبقى حوالى 20 مليون طن من الحبوب والذرة كرهائن، إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي كانت قياسية أصلا. وفرض الاتحاد الروسي وجمهورية الصين الشعبية أيضا قيودا على تصدير الأسمدة، مما دفع بالعديد من الدول إلى زيادة أسعار الأسمدة بنسبة ثلاث مرات، ولا يهدد ذلك محاصيل اليوم فحسب، بل محاصيل العام المقبل أيضا.
ولكن الولايات المتحدة تقود العالم في الاستجابة الدولية منذ ظهور هذه الأزمة، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى حس الإلحاح والكرم اللذين أظهرهما أعضاء الكونغرس، سواء في مجلس الشيوخ أو مجلس النواب.
نخوض معركتنا ضد أزمة الأمن الغذائي العالمية على ثلاث جبهات رئيسية، ألا وهي التوزيع السريع للمساعدات الإنسانية الطارئة، والقيام باستثمارات مستدامة في الإنتاجية الزراعية، والدبلوماسية المنسقة المماثلة لما ألمحت إليه السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، وذلك بغرض حشد استجابة عالمية لهذه الأزمة العالمية.
وفي ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في طريقها لوضع برامج لأكثر من 11 مليار دولار بنهاية هذه السنة المالية، بزيادة قدرها 3,5 مليار دولار عن العام الماضي، وهذا مبلغ قياسي. وسيتم توجيه 5,7 مليار دولار من هذا التمويل إلى برنامج الغذاء العالمي، وأعلم أن المدير التنفيذي بيزلي سيلقي تصريحات اليوم أمامكم.
ولكننا نعلم استنادا إلى عقود من الخبرة أن محاربة الجوع بالغذاء وحده غير ممكنة. نحن نقوم بتوزيع مساعدات نقدية طارئة قادرة على إطعام الناس وتعزيز الاقتصادات المحلية في الأماكن التي لا تزال الأسواق تعمل فيها. ونعلم أيضا أن عددا أكبر من الناس يموت بسبب المرض أكثر من الجوع في الأزمات الغذائية الحادة، لذلك ستزود المساعدات التي نقدمها أيضا المعدات لفرق صحة وتغذية متنقلة بغرض توسيع نطاق الوصول إلى اللقاحات ومعالجة المصابين بأمراض خطيرة. تصبح المياه النظيفة نادرة بشكل مذهل في ظروف الجفاف ويزداد خطر الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا، لذلك نحن بحاجة أيضا إلى الاستثمار في توفير المياه ومستلزمات الصرف الصحي.
ونقدم أيضا المساعدات لإنعاش الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك 200 مليون دولار أعلنت عنها هذا الأسبوع لصالح اليونيسف، مما سيوسع بشكل كبير من إنتاج وتوزيع ما يسمى بالأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام العلاجي والأطعمة طويلة مدة الصلاحية التي يمكن أن تساعد 90 بالمئة من الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد للبقاء على قيد الحياة، إذ يموت 90 بالمئة منهم عادة إذا لم يحصلوا على علاج. قابل هذا الإعلان الذي قمت به منذ يومين 50 مليون دولار من جهات مانحة من القطاع الخاص على الفور، وقد حددنا هدف حشد 250 مليون دولار أخرى من مصادر عالمية في الأشهر القليلة القادمة.
هذه الاستجابات ليست سوى عدد قليل من الاستجابات الفورية التي سنتلقاها، ولكن تتطلب الأزمة أكثر من مجرد استجابات قصيرة المدى كما نعلم جميعا، بل تتطلب استثمارات مستدامة.
بينما يحاول بوتين تفكيك واحدة من أكبر سلال الخبز في العالم، من الضروري أن نعمل على إعادة بنائها. لهذا أعلنت بالأمس عن إطلاق مبادرة مرونة الزراعة لأوكرانيا بقيمة 100 مليون دولار، والتي ستوفر البذور والأسمدة والتمويل والمعدات للمزارعين في أوكرانيا وتزيد سعة تخزين المحاصيل والتصدير وتطلق شرارة إعادة إعمار القطاع الزراعي في البلاد.
أما في مختلف أنحاء العالم، فسيتيح لنا مبلغ الـ760 مليون دولار الذي قدمه الكونغرس من آخر برنامج تكميلي منح المزارعين الفقراء فرصة أكبر للحصول على البذور المقاومة للجفاف وتطبيق تقنيات الأسمدة الدقيقة التي يمكن أن تقلل من النفايات وتزيد الغلال وإيجاد حلول تخزين قادرة على أن تنقذ 25 إلى 30 بالمئة من الطعام المفقود أو المبدد.
ولكن في نهاية المطاف، لا تستطيع الولايات المتحدة حل هذه الأزمة بمفردها، وهذا ما يجعل من عمل السفيرة ليندا توماس غرينفيلد والوزير بلينكن حيويا إلى هذا الحد. كان العام 2016 هو العام الذي شهدنا فيها لآخر مرة موجة جفاف كبيرة في القرن الأفريقي، فكثفت الدول الغنية من مساعداتها بشكل كبير لمنع حصول مجاعة. وقد أنفقت بعض هذه البلدان نفسها اليوم مجرد 8 بالمئة مقارنة بذلك الحين، على الرغم من أن الجفاف الذي نشهده أكثر خطورة ودمارا. لم تقدم جمهورية الصين الشعبية حتى الآن سوى 3 ملايين دولار لبرنامج الغذاء العالمي، بينما قدمنا 3,9 مليار دولار.
نحن بحاجة إلى أن تبقي كافة البلدان أسواقها الغذائية والزراعية مفتوحة وأن تتجنب حظر تصدير المواد الغذائية والأسمدة، كما ينبغي على الدائنين المعنيين تقديم إعفاء من الديون من أجل إعادة الهيكلة ومنع الانهيار الاقتصادي والسياسي الأوسع على غرار ما تحدث عنه السيناتور ريتش.
لقد ساعد الكونغرس الأمريكي في حشد استجابة غير مسبوقة لأزمة غير مسبوقة مما يعكس أخلاق الشعب الأمريكي العالية، ولكن يجب أن تقف معنا الحكومات الأخرى والمؤسسات والأشخاص في القطاع الخاص وأي شخص آخر يمكنه المساعدة.
أتطلع إلى الرد على أسئلتكم. شكرا.
للاطلاع على النص الأصلي: https://www.usaid.gov/news-information/speeches/jul-20-2022-administrator-power-testimony-senate-foreign-relations-global-food-security
هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الانجليزي الأصلي هو النص الرسمي.