الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
مكتب العلاقات الصحفية
تصريحات
7 آذار/مارس 2023
الدوحة، قطر
نائبة مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كولمان: طاب يومكم جميعا. يشرفني أن أكون حاضرة معكم جميعا اليوم.
إن الأحداث التي شهدناها على مدار العام الماضي، على غرار الفيضانات المدمرة في باكستان والجفاف القياسي في القرن الأفريقي، تعزز ما كنا نعرفه منذ بعض الوقت، ألا وهو أن أقل من ينبغي لومهم على أزمة المناخ هم أكثر من يعانون من أقسى عواقبها.
بلغت قيمة الأضرار التي تسببت بها كوارث ذات صلة بالمناخ العام الماضي حوالى 30 مليار دولار في الدول النامية في العام 2021، ويشير البنك الدولي إلى أن الأضرار والخسائر الاقتصادية التي تسببت بها فيضانات العام الماضي في باكستان وحدها قد تخطت الـ30 مليار دولار.
ومع ذلك، يبلغ إجمالي كافة المساعدات الإنسانية الدولية حوالى 31 مليار دولار كل سنة، ويعالج معظمها الاحتياجات الإنسانية الناتجة عن الصراعات وليس عن المناخ. ولكن شهد العام الماضي مع ذلك مستويات قياسية من الاستثمارات والسياسات الجديدة لنقل العالم إلى مسار أكثر استدامة.
لقد قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمضاعفة استثماراتها في الأنشطة ذات الصلة بالمناخ منذ بدء ولاية الرئيس بايدن، كما اعتمدت الولايات المتحدة قانونا خاصا بالمناخ سيقلص من الانبعاثات الأمريكية بنسبة 40 بالمئة في خلال هذا العقد، إلا أننا نعرف أنه يتعين علينا القيام بالمزيد، ويبدأ ذلك بتغيير كيفية تصميمنا لهذه الاستثمارات واستهدافها.
تزداد الاستثمارات الدولية ذات الصلة بالمناخ بشكل مطرد، ولكن يتركز معظمها في الدول والمجتمعات الغنية، ولسوء الحظ، غالبا ما تؤدي جهودنا الرامية إلى تحقيق أهداف الاستثمارات الكبيرة بسرعة إلى تجاوز الجهات الفاعلة المحلية التي سبق أن بدأت التأثيرات على حياتهم وسبل عيشهم.
تحاول الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تغيير ذلك، ونحن نعمل مع الشركاء عبر برامجنا المناخية لتعزيز دراسة الجدوى لتمويل التكيف في البلدان النامية، ولسنا نقوم بذلك وحدنا، إذ يقدر بنك أمريكا أن سوق التكيف المناخي قد يتحول إلى صناعة بقيمة تريليوني دولار على مدى السنوات الخمس القادمة.
نحن نعمل مع القطاع الخاص من خلال خطة الطوارئ الرئيس بايدن للتكيف والقدرة على الصمود للتخلص من الحواجز القائمة منذ وقت طويل أمام الاستثمار في التكيف المناخي.
يستثمر العالم اليوم حوالى 50 مليار دولار في التكيف المناخي، ولكن من المتوقع أن تنمو الاحتياجات لتتخطى 300 مليار دولار بحلول نهاية العقد. يساهم القطاع الخاص حاليا باثنين بالمئة من تمويل التكيف المناخي فحسب، أي ثمة فجوة كبيرة وليس أمامنا الكثير من الوقت لتوفير المزيد من التمويل لتلبية احتياجات العالم.
لقد سبق أن استجاب عدد من الشركات إلى دعوة العمل التي وجهناها إلى القطاع الخاص وتقدم بالتزامات رائدة، وتساهم شركات مثل جوجل وماستركارد وويليس تاورز واتسن ومايكروسوفت في توسيع الوصول إلى المعلومات المناخية ونظم الإنذار المكبر، كما أنها تقدم منتجات وخدمات مالية جديدة وتقوم باستثمارات في النظم الغذائية الذكية مناخيا وتعزز تغطية التأمين في حالات الكوارث المناخية.
نحن نعمل مع الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) في أماكن مثل بنغلادش حيث جزء كبير من الأراضي هو بالكاد فوق مستوى سطح البحر وحيث أصبحت العواصف والفيضانات أكثر تواترا وشدة، وذلك بغية تعزيز نظم الإنذار المبكر من الفيضانات السريعة ومساعدة الحكومات المحلية على استخدام بيانات الأقمار الصناعية للاستعداد لتغير الأحوال الجوية.
نقوم بتوسيع خدمات الكهرباء النظيفة والمرنة من خلال مبادرتنا “طاقة أفريقيا” (Power Africa) في مختلف أنحاء القارة السمراء، حيث يمثل التمويل السنوي للمناخ جزءا بسيطا مما هو مطلوب لتنفيذ المساهمات المحددة وطنيا، وذلك حتى يتمكن الجميع من الاستفادة من الكهرباء النظيفة والموثوقة والميسورة التكلفة.
ولقد عملنا مع شركات التأمين لإنشاء مجمعات مخاطر إقليمية مربحة في منطقة الساحل تسمح للحكومات الشريكة بتأمين مدفوعات الجفاف والكوارث لمزارعيها، وسبق أن دفعت بوالص التأمين حوالى 20 مليون دولار من الإغاثة للمزارعين المتأثرين بالجفاف في مالي وبوركينا فاسو.
نعمل أيضا على توجيه الاستثمارات لدعم السكان الأصليين والمجتمعات المحلية الأخرى، والتي هي الوصية المؤكدة على الأراضي وتحافظ على النظم البيئية الحيوية مثل الأمازون وحوض الكونغو والغابات المطيرة الإندونيسية وتستحق رؤية الفوائد الاقتصادية لهذا العمل الذي يساعدنا جميعا.
نحن ندعم أيضا الوصول المحلي إلى صناديق المناخ الرئيسية على غرار صندوق المناخ الأخضر، وذلك من خلال مساعدات فنية هادفة واستخدام صوتنا لمناصرة الحوكمة التي تدعم ذلك على المدى الطويل.
لقد كان التقدم الذي أحرزه العالم لناحية تخفيف الانبعاثات وليدة التعاون بين القطاعين العام والخاص إلى حد جزئي، وهذا التعاون القوي الذي يضاف إلى التنبه إلى احتياجات المجتمعات المحلية والشفافية بشأن النتائج يمكن أن يدفع إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات بشأن التكيف مع المناخ والمرونة.
ولكننا بحاجة إلى المزيد من هذا التعاون ويتعين على الحكومات الشريكة أن تفعل المزيد لإشراك القطاع الخاص، وذلك من خلال تقديم التحفيزات وتخفيف المخاطر التي تواجه الشركات عند الاستثمار في عمل عالي التأثير.
نتطلع إلى العمل مع كافة الحاضرين في هذه القاعة ومع عدد أكبر بكثير غير حاضر معنا على مدى الأشهر والسنوات القادمة بغية توسيع الوصول إلى تمويل المناخ وتحويل طاقة الجهود التي نبذلها نحو أكثر المجتمعات حاجة.
شكرا جزيلا.
للاطلاع على النص الأصلي: https://www.usaid.gov/news-information/speeches/mar-07-2023-deputy-administrator-coleman-addressing-climate-change-and-supporting-environment-roundtable-during-un-conference-least-developed-countries
هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الانجليزي الأصلي هو النص الرسمي.