وزارة الخارجية الأمريكية
مذكّرة دبلوماسية: حقوق الإنسان والديمقراطية
جالينا بورتر، نائبة المتحدث الرسمي
14 كانون الثاني/يناير 2022
مهّد الدكتور مارتن لوثر كينغ الابن طريق السلام والعدالة والتعددية والحقوق المدنية في العالم، ونحن جميعا مدينون له بعميق امتناننا للتضحيات التي قدّمها لإرساء أسس الحرية والمساواة للجميع، وخاصة في وقت كانت تشوب الولايات المتحدة فيه عنصرية قاتلة ومتفشية، تتغلغل بعمق داخل المجتمع اليومي. يقولون إن الخدمة العامة هي الإيجار الذي ندفعه مقابل العيش على كوكب الأرض الجميل. أما الإيجار الذي أدفعه أنا في الخدمة العامة فهو رثاء للدكتور كينغ، وهو بمثابة تذكير بأنه يجب عليّ الاستمرار في السير على الطريق من أجل تصحيح الظلم، والقيادة بلا خوف، والقيام بدوري لخدمة بلدي والمجتمع الدولي. لن أنسى أن نجاح الدكتور كينغ في المساعدة على تمرير قانون الحقوق المدنية لعام 1964 وقانون حقوق التصويت في عام 1965 قد انعكس عليّ مباشرة وهو السبب في خدمتي بصفتي الحالية. على نطاق أوسع، فإن السير على طريق الدكتور كينغ يعني أنني أعمل بشكل صحيح من أجل المجتمعات التي أخدمها ومن أجل عائلتي. وكم يشرّفني أن تتاح لي الفرصة والمسؤولية لأكون جزءًا من إرثه الدائم الذي لا يمحى.
إن صلابة تنوّعنا ومسيرتنا الدائمة نحو الشمولية هو عينه الأمر الذي يجعل الولايات المتحدة تزدهر. وعلى الرغم من أن ماضينا وحاضرنا لم يكونا مريحَين – وأحيانًا غير محتملَين – من حيث الألم والمعاناة، فإننا نعلم أننا لسنا كاملين. إن عمليات القتل الأخيرة التي طالت جورج فلويد وبريونا تايلور وأحمد أربيري وأتاتيانا جيفرسون وآخرين، ممن كانت حياتهم ذات أهمية كبيرة لأحبائهم ومجتمعاتهم، تذكرنا بأن العنف ضد الأمريكيين من أصل أفريقي لا يزال يمثل مشكلة يجب أن تواجهها أمتنا وتحلّها. تشمل الأمثلة الخبيثة الأخرى للفصل والتمييز الخطوطَ الحمراء وعدم المساواة في الرعاية الصحية والقوانين التي خلقت تفاوتات اقتصادية وصحية وقضائية لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.
وكما قال الرئيس السابق باراك أوباما، “قد لا يكون هذا الاتحاد مثاليا أبدا، لكن جيلا بعد جيل أظهر أنه يمكن دائما تحقيق الكمال”. بالنسبة لأولئك الأفراد أو الدول أو الأنظمة التي تتحدّى سجل حقوق الإنسان الخاص بنا، فإننا نذكرهم بأننا لا نخفي تحديات تاريخنا. نستخدمها بشكل علني كمنتديات للمحادثات وأمثلة للدول الأخرى التي تهدف إلى تحسين سجلاتها في مجال حقوق الإنسان والحوكمة خلال عام العمل هذا وما بعده.
وبينما نسعى جاهدين لتشكيل اتحاد أكثر كمالا، فإننا نقوم بذلك بشفافية ليتمكّن العالم من رؤيته. نحن نعلم أن أمامنا طريقا طويلا لنقطعه باستمرار في دعم ركائز الإدماج والعدالة لأولئك الذين يتعرضون للاضطهاد أو الظلم بشكل متكرّر. لقد أظهرنا أيضا أن لدينا ما يلزم للقيام بذلك. إن التمسك بالديمقراطية يعزّز ويحمي جميع الأرواح البشرية وهي قيمة أساسية للولايات المتحدة. ومع أن جميع الدول في جميع أنحاء العالم تتعامل بشكل جماعي مع أشكال مختلفة من الكراهية والظلم، إلا أن الشعب الأمريكي يواصل العمل لمعالجة عيوبنا وأوجه قصورنا بشكل علني. وقد عبّر الدكتور كينغ عن ذلك على أمثل وجه حين قال: “… هدف أمريكا هو الحرية. رغم أننا قد تعرضنا للإيذاء والاحتقار، فإن مصيرنا مرتبط بمصير أمريكا.” وإننا نواصل السعي لتحقيق هدف حماية حقوق الإنسان في الداخل والخارج.
يمكننا جميعًا تكريم إرث الدكتور كينغ من خلال العمل داخل مجتمعاتنا للدفاع عن العدالة والسلام. هنا في وزارة الخارجية، ساهم القادة الأمريكيون الأفارقة، الذين شكّلت خدمتُهم العامة الدبلوماسيةُ الأمريكية، في إثراء مؤسستنا. ومن بين هؤلاء الحائز على جائزة نوبل للسلام رالف بانش والسفراء روث ديفيس وهاري توماس وليندا توماس غرينفيلد وجينا أبيركرومبي وينستانلي والوزير الراحل كولين باول ولاري بالمر. ومع ذلك، مع أكثر من 230 عامًا من الدبلوماسية تحت حزامنا، لم تكن هناك أبدًا امرأة ملونة تعمل كمتحدث رسمي أو نائبة المتحدث الرسمي حتى الآن، حيث جئتُ كأول امرأة أمريكية من أصل أفريقي لأعمل كنائبة للمتحدث الرسمي، ليساعد ذلك في تشكيل الطريقة التي ندرك بها سياستنا الخارجية ونطبقها، سواء الآن أو للأجيال القادمة. نحن نعلم أن المجتمعات في جميع أنحاء العالم ترتفع وتتقدم عندما يكون للنساء والأقليات مقعد على الطاولة. إن تكريم إرث الدكتور كينغ هو شيء أفعله كل يوم – وليس فقط سنويًا في يوم مارتن لوثر كينغ جونيور. إن التزامي بإرث الدكتور كينغ هو الاستمرار في اتباع طريقه في تحقيق العدالة والحرية والمساواة والازدهار الدائم باستخدام عملي للنهوض بالمجتمع.
عن الكاتبة: جالينا بورتر هي نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية.
للاطّلاع على مضمون البيان الأصلي يرجى مراجعة الرابط التالي: https://www.state.gov/dipnote-u-s-department-of-state-official-blog/perfecting-our-union-strengthening-our-foreign-policy-through-dr-kings-legacy/
هذه الترجمة هي خدمة مجانية مقدمة من وزارة الخارجية الأمريكية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الإنجليزي الأصلي هو النص الرسمي