وزارة الخارجية الأمريكية
مكتب المتحدّث الرسمي
30 آب/أغسطس 2021
تصريحات للصحافة
واشنطن العاصمة
الوزير بلينكن: مساء الخير جميعاً.
قبل ثمانية عشر يوما، بدأت الولايات المتحدة وحلفاؤنا عمليات الإجلاء وإعادة التوطين في كابول. كما سمعتم للتو من البنتاغون قبل ساعات قليلة، فقد وصلت تلك العملية إلى نهايتها.
تمّ نقل أكثر من 123000 شخص بأمان من أفغانستان، بينهم نحو 6000 مواطن أمريكي، في عملية عسكرية ودبلوماسية وإنسانية ضخمة – واحدة من أصعب الأعمال في تاريخ أمتنا – وإنجاز غير عادي للخدمات اللوجستية والتنسيق في ظل أكثر الظروف صعوبة التي يمكن تخيّلها.
وقد تحقّق ذلك بفضل جهود الكثير والكثير من الأشخاص.
أودّ أن أبدأ بالثناء على دبلوماسيينا البارزين الذين عملوا على مدار الساعة، وحول العالم لتنسيق هذه العملية. لقد تطوّعوا للعمل في مطار كابول، وسافروا إلى بلدان العبور للمساعدة في سفر آلاف الأفغان المتّجهين إلى الولايات المتحدة، وانتشروا في موانئ الدخول والقواعد العسكرية الأمريكية للترحيب بالأفغان في منازلهم الجديدة، مشكّلين فريق عمل جَهد على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع هنا في واشنطن، بإشراف نائب الوزير بريان ماكيون، على وضع قائمة بالأمريكيين الذين يُتوقّع أنهم يسعون لمغادرة أفغانستان، ثم عملوا على الاتصال بكل واحد منهم أكثر من مرّة، فأجروا، منذ 14 آب/أغسطس، نحو 55000 مكالمة هاتفية وأرسلوا 33000 رسالة بريد إلكتروني. وقاموا بحلّ المشكلة تلو الأخرى لإبقاء المهمة تمضي قدما.
لقد فعلوا ذلك لأن تلك العملية كانت شخصية للغاية، بالنسبة لآلاف الموظفين من وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الذين خدموا في أفغانستان خلال العشرين عامًا الماضية، حيث عمل الكثير منهم يدا بيد ولسنوات طوال مع شركاء أفغان، وغدا الكثير منهم أصدقاء موثوقا بهم. وقد فقدنا أيضا أعضاء عزيزين من السلك الدبلوماسي في أفغانستان؛ ونحن لن ننساهم أبدا. ولم تكن المساعدة التي قدّمها الأمريكيون، وشركاؤنا الأجانب الذين وقفوا إلى جانبنا لمدة 20 عاما، والأفغان المعرّضين للخطر في هذه اللحظة الحرجة، مجرد مهمة عالية المخاطر لفريقنا فقط، بل كانت إلى ذلك واجبا مقدّسا. ورأى العالم كيف ارتقى دبلوماسيونا إلى مستوى التحديّ بعزم.
قام أفراد الخدمة الأمريكية في كابول بعمل بطولي لتأمين المطار وحماية المدنيين من العديد من الجنسيات – بما في ذلك عشرات الآلاف من الأفغان – ونقلهم جواً. وهم لا يزالون يقدّمون دعما حيويا في الوقت الحالي، ويهتمون بالأفغان في القواعد العسكرية في أوروبا والشرق الأوسط وهنا في الولايات المتحدة.
وكم رأينا صورا لأفراد الخدمة الأمريكية في مطار كابول وهم يحتضنون الأطفال أو يهدّئون من روع العائلات. هذا هو نوع الشجاعة الرحيمة التي يجسّدها رجالنا ونساؤنا الذين يرتدون الزي العسكري، والذين نّفذوا هذه المهمة تحت التهديد المستمرّ بالعنف الإرهابي – إلى أن قضى، قبل أربعة أيام، أحد عشر من مشاة البحرية الأمريكية ومسعف في البحرية وجندي في تفجير انتحاري عند بوابة المطار، ومعهم عشرات الأفغان.
كان جلّهم في أوائل العشرينات من العمر، الذين كانوا رضّعا أو أطفالا صغارا في 11 أيلول/سبتمبر 2001.
إن هذه الوفيات هي خسارة مدمّرة لبلدنا، ونحن في وزارة الخارجية بشكل خاص نشعر بهم كثيراً، إذ أن لدينا علاقة خاصة مع مشاة البحرية، فأوّل شخص تراه عند زيارة سفارة أمريكية هو أحد أفراد مشاة البحرية. إنهم يحرسون بعثاتنا الدبلوماسية ويحافظون على سلامتنا حول العالم. لا يمكننا القيام بعملنا من دونهم. ولن ننسى تضحياتهم أبدا – بل لن ننسى ما حقّقوه. إن أشخاص الأكثر روعة بيننا يؤدّون في وقت قصير عمل خدمة يتطلب حياة بأكملها هنا على الأرض. وكذلك كان الحال بالنسبة لإخواننا وأخواتنا الاستثنائيين الذين قضوا في الأسبوع الماضي.
أخيرا، أودّ أن أشكر حلفاءنا وشركاءنا. لقد كانت هذه العملية بكلّ تأكيد مسعى عالميا، وعزّزت العديد من الدول مساهماتها القوية في الجسر الجوي، بما في ذلك العمل بجانبنا في المطار. ولا يزال بعضها يعمل الآن كدول عبور، ممّا يسمح بتسجيل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم ومعالجة أوراقهم في طريقهم إلى وجهاتهم النهائية. ووافقت دول أخرى على إعادة توطين اللاجئين الأفغان بشكل دائم، ونأمل أن تفعل دول أخرى الشيء نفسه في الأيام والأسابيع المقبلة. ونحن ممتنّون حقّا للدعم الذي يقدّمونه.
لقد انتهت الرحلات الجوية العسكرية الأمريكية الآن، وغادرت قواتنا أفغانستان، وبدأ فصل جديد من انخراط أمريكا في أفغانستان، فصل جديد سنقوده من خلال دبلوماسيتنا. انتهت المهمة العسكرية، وبدأت مهمّة دبلوماسية جديدة.
وإليكم خطتنا للأيام والأسابيع المقبلة.
أولا، لقد أنشأنا فريقا جديدا للمساعدة في قيادة هذه المهمة الجديدة.
اعتبارا من اليوم، علّقنا وجودنا الدبلوماسي في كابول، ونقلنا عملياتنا إلى العاصمة القطرية، الدوحة، وسنبلّغ الكونغرس بهذا الأمر رسميا عمّا قريب. وبالنظر إلى البيئة الأمنية غير المستقرة والوضع السياسي في أفغانستان، كانت هذه هي الخطوة الحكيمة التي يجب اتخاذها. واسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر القائم بالأعمال المتميز في كابول، السفير روس ويلسون، الذي عاد من تقاعده في كانون الثاني/يناير 2020 ليقود سفارتنا في أفغانستان، وقد قام بالفعل بعمل استثنائي وشجاع خلال فترة صعبة للغاية.
في الوقت الحالي، سنستخدم هذا المنصب في الدوحة لإدارة دبلوماسيتنا مع أفغانستان، بما في ذلك الشؤون القنصلية وإدارة المساعدة الإنسانية والعمل مع الحلفاء والشركاء والأطراف المعنية الإقليمية والدولية لتنسيق مشاركتنا ورسائلنا إلى طالبان. وسيرأس فريقنا هناك إيان مكّاري، الذي شغل منصب نائب رئيس بعثتنا في أفغانستان خلال العام الماضي، والذي لا يتفوّق عليه أحد في القيام بهذه المهمة.
ثانيا، سنواصل جهودنا الحثيثة لمساعدة الأمريكيين والأجانب والأفغان على مغادرة أفغانستان إذا أرادوا ذلك.
ودعوني أتحدثْ بإيجاز عن الأمريكيين الذين بقوا في أفغانستان.
لقد بذلنا جهودا غير عادية لمنح الأمريكيين كل فرصة لمغادرة البلاد – بما في كثير من الحالات إرشادهم إلى كيفية الوصول إلى المطار، وأحيانا إيصالهم إلى هنالك بأنفسنا.
من بين أولئك الذين عرّفوا بأنفسهم على أنهم أمريكيون في أفغانستان، والذين كانوا يفكرون في مغادرة البلاد، تلقينا حتى الآن تأكيدًا على أنه تم إجلاء حوالي 6000 شخص أو مغادرتهم بطريقة أخرى. ومن المرجّح أن يستمرّ هذا العدد في النمو مع استمرار تواصلنا هناك.
وباعتقادنا أنه لا يزال هناك عدد صغير من الأمريكيين – أقلّ من 200 وربما أقرب إلى 100 شخص – الذين بقوا في أفغانستان ويريدون المغادرة. إننا نحاول تحديد العدد بالضبط، ونحن بصدد استعراض قوائم البيانات والاتصال وإرسال الرسائل النصية من خلال قوائمنا، وسيكون لدينا المزيد من التفاصيل لمشاركتها معكم في أقرب وقت ممكن. ولعل جزءا من الصعوبة في الوصول إلى رقم دقيق هو أن هناك، بين المقيمين منذ فترة طويلة في أفغانستان ممن يحملون جوازات سفر أمريكية، من لا يزالون غير واثقين من أنهم يريدون المغادرة أم لا. كثير منهم يحملون جنسية مزدوجة ولديهم جذور عميقة وأسر ممتدة في أفغانستان، وقد أقاموا هناك لسنوات عديدة. ولا شكّ أن ذلك بالنسبة للكثيرين خيار مؤلم.
بيد أن التزامنا تجاههم وتجاه جميع الأمريكيين في أفغانستان – كما في كلّ مكان في العالم – مستمرّ، إذ أن حماية وسلامة الأمريكيين في الخارج المهمة الأكثر حيوية والدائمة لوزارة الخارجية. إذا أخبرنا أحد الأمريكيين في أفغانستان أنه يريد البقاء في الوقت الحالي، وبعد أسبوع أو شهر أو سنة، اتصل بنا وأخبرنا: “لقد غيرت رأيي”، فسنساعده على المغادرة.
بالإضافة إلى ذلك، فقد عملنا بشكل مكثّف لإجلاء ونقل الأفغان الذين عملوا إلى جانبنا، وهم معرّضون بشكل خاص لخطر الانتقام، وقد استطعنا نقل الكثير منهم، لكن الكثير أيضا ما زالوا هناك. وسوف نستمرّ في العمل لمساعدتهم، فالتزامنا نحوهم غير محدّد بموعد نهائي.
ثالثا، سنلزم طالبان بتعهدّها بالسماح للناس بمغادرة أفغانستان بحرية.
التزمتْ طالبان بالسماح لأي شخص يحمل الوثائق المناسبة بمغادرة البلاد بطريقة آمنة ومنظمة. وقد قالوا هذا سرّا وعلانية مرّات عدّة. ويوم الجمعة، أعاد مسؤول كبير في طالبان قول ذلك مرة أخرى في الإذاعة والتلفزيون، ومما قال، وأنا أقتبس: “يمكن لأي أفغاني أن يغادر البلاد، بما في ذلك أولئك الذين يعملون لدى الأمريكيين، إذا أرادوا ذلك، ومهما كانت الأسباب”، انتهى الاقتباس.
لقد انضمّ إلينا أكثر من نصف دول العالم في الإصرار على أن تسمح طالبان للناس بالسفر خارج أفغانستان بحرية، واعتبارا من اليوم، قالت أكثر من 100 دولة إنها تتوقع أن تحترم طالبان تصاريح السفر الصادرة عن بلداننا. وقبل ساعات قليلة فقط، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا يكرّس تلك المسؤولية، ويضع الأساس لمحاسبة طالبان إذا ما تراجعوا عن ذلك.
وهكذا نرى أن الزخم الدولي حول هذا الأمر قوي وسيبقى قوي، وسنلزم طالبان بتعهّدها بحرية الحركة للأجانب وحاملي التأشيرات والأفغان المعرّضين للخطر.
رابعا، سنعمل على تأمين ممرهم الآمن.
التقيت صباح اليوم بوزراء خارجية دول مجموعة السبع جميعهم – المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا واليابان – إضافة إلى قطر وتركيا والاتحاد الأوروبي والأمين العام لحلف شمال الأطلسي. وناقشنا كيف سنعمل سوية لتسهيل السفر الآمن خارج أفغانستان، بما في ذلك عن طريق إعادة فتح مطار كابول المدني في أقرب وقت ممكن – ونحن نقدر بشدّة جهود قطر وتركيا، على وجه الخصوص، في تحقيق ذلك.
ولسوف يمكّن ذلك عددا صغيرا من الرحلات الجوية المستأجرة اليومية، وهو ما سيكون حلّا لأي شخص يريد المغادرة من أفغانستان للمضي قدما.
كما أننا نعمل أيضا على تحديد طرق لدعم الأمريكيين والمقيمين الدائمين الشرعيين والأفغان الذين عملوا معنا والذين قد يختارون المغادرة عبر الطرق البرية.
وليس لدينا أدنى وهم في أن ذلك سيكون سهلا أو سريعا. ستكون هذه مرحلة مختلفة تماما عن الإخلاء الذي انتهى للتو، وسوف يستغرق الأمر وقتا للعمل من خلال مجموعة جديدة من التحديات. لكننا سنظلّ نعمل على ذلك.
لقد عاد سفيرنا السابق في أفغانستان جون باس إلى كابول قبل أسبوعين للمساعدة في قيادة جهود الإجلاء في المطار، وهو من سيقود عملنا المستمر في جميع أنحاء وزارة الخارجية لمساعدة المواطنين الأمريكيين والمقيمين الدائمين، ومواطني الدول الحليفة، وطالبي تأشيرة الهجرة الخاصة، والأفغان المعرضين لخطر كبير، إذا رغب أي من هؤلاء الأشخاص في مغادرة أفغانستان. نحن ممتنون للغاية لكل ما فعله جون في كابول ولالتزامه المستمرّ بهذه المهمة، جنبا إلى جنب مع الضباط القنصليين الاستثنائيين الذين كانوا يخدمون معه.
خامسا، سنواصل تركيزنا على مكافحة الإرهاب.
تعهّدت طالبان بمنع الجماعات الإرهابية من استخدام أفغانستان كقاعدة لعمليات خارجية يمكن أن تشكّل تهديدا الولايات المتحدة أو لحلفائنا، بما في ذلك تنظيم القاعدة وعدو طالبان اللدود، داعش خراسان. وهنا أيضا، سنحملّهم مسؤولية تطبيق هذا الالتزام. ومع ذلك، وبينما نتوقّع من طالبان أن تقوم بذلك، فإن هذا لا يعني أننا سنعتمد على طالبان كلية، بل سنظلّ يقظين في مراقبة التهديدات بأنفسنا. وسنحتفظ بقدرات قوية لمكافحة الإرهاب في المنطقة لتحييد تلك التهديدات، إذا لزم الأمر، كما بدا واضحا في الأيام القليلة الماضية من خلال ضرب وسطاء تنظيم الدولة الإسلامية والتهديدات الوشيكة في أفغانستان – وكما نفعل في أماكن حول العالم حين لا يكون لدينا قوات عسكرية على الأرض.
واسمحوا لي الآن أن أتحدث مباشرة عن مشاركتنا مع طالبان عبر هذه وغيرها من القضايا. لقد تواصلنا مع طالبان خلال الأسابيع القليلة الماضية لتمكين عمليات الإجلاء لدينا. ومن الآن فصاعدا، فإن أي مشاركة مع حكومة تقودها طالبان في كابول ستكون مدفوعة بشيء واحد فقط: مصالحنا الوطنية الحيوية.
إذا تمكّنا من العمل مع حكومة أفغانية جديدة بطريقة تساعد على تأمين تلك المصالح – بما في ذلك العودة الآمنة لمارك فريريتش، وهو مواطن أمريكي محتجز كرهينة في المنطقة منذ أوائل العام الماضي – وبطريقة تحقق قدرا أكبر من الاستقرار للبلاد والمنطقة ويحمي مكاسب العقدين الماضيين، فسنفعل ذلك. ولكننا لن نفعل ذلك على أساس الثقة. وهكذا فإن كلّ خطوة نخطوها لن تستند إلى ما تقوله حكومة تقودها طالبان، ولكن إلى ما تفعله للوفاء بالتزاماتها.
تسعى طالبان إلى الحصول على الشرعية الدولية والدعم، ورسالتنا هي أنها يجب أن تعمل بجدّ من أجل الحصول على أي شرعية وأي دعم.
يمكن لطالبان القيام بذلك من خلال الوفاء بالالتزامات والتعهّدات – المتعلقة بحرية السفر واحترام الحقوق الأساسية للشعب الأفغاني، بما في ذلك النساء والأقليات، والوفاء بالتزاماتها بشأن مكافحة الإرهاب وعدم القيام بأعمال عنف انتقامية ضدّ من اختار أن يبقى في أفغانستان وتشكيل حكومة شاملة للجميع وقادرة على تلبية الاحتياجات وتعكس تطلعات الشعب الأفغاني.
سادسا، سنواصل مساعدتنا الإنسانية لشعب أفغانستان.
لقد تسبّب الصراع في خسائر فادحة في أرواح الشعب الأفغاني، ونزح الملايين داخليا، بينما يواجه الملايين الجوع وحتى المجاعة. كما ضربت جائحة كوفيد-19 أفغانستان بشدة. وستواصل الولايات المتحدة تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني. ولكن تماشيا مع عقوباتنا على طالبان، لن تتدفق المساعدات عبر الحكومة، بل من خلال المنظمات المستقلة، مثل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية. ونتوقّع ألا تعرقل حركة طالبان أو أي شخص آخر تلك الجهود.
وسابعا، سنواصل دبلوماسيتنا الدولية الواسعة في جميع هذه القضايا وغيرها الكثير.
نعتقد أن بإمكاننا أن نحقّق المزيد وأن نمارس نفوذا أكبر بكثير، عندما نعمل بالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا. خلال الأسبوعين الماضيين، كان لدينا سلسلة من المشاركات الدبلوماسية المكثفة مع الحلفاء والشركاء لتخطيط وتنسيق الطريق إلى الأمام في أفغانستان. وقد التقيت بوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع، وقد تحدثت وجها لوجه مع العشرات من نظرائي. كما التقى، في الأسبوع الماضي، الرئيس بايدن بقادة دول مجموعة السبع. وقد دأبت نائبة وزيرة الخارجية ويندي شيرمان على عقد اجتماعات لمجموعة من 28 من الحلفاء والشركاء من جميع مناطق العالم كل يوم.
والآن، للمضي قدما، سننسّق بشكل وثيق مع البلدان في المنطقة وحول العالم – وكذلك مع المنظمات الدولية الرائدة والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص. ويشاطرنا حلفاؤنا وشركاؤنا أهدافنا ويلتزمون بالعمل معنا.
سيكون لدي المزيد لأقوله حول هذه الأمور في الأيام المقبلة، ولكن النقطة الرئيسية التي أريد أن أعود إليها هنا اليوم هي أن عمل أمريكا في أفغانستان لن ينقطع وأن لدينا خطة لما هو قادم، وسوف نضعها موضع التنفيذ.
تتطلّب هذه اللحظة أيضا تفكيرا عميقا. لقد استمرت الحرب في أفغانستان لمدة 20 عاما، ولا بدّ أن نتعلم دروسها، وأن نسمح لتلك الدروس بتشكيل طريقة تفكيرنا في المسائل الأساسية للأمن القومي والسياسة الخارجية. إننا مدينون بذلك للدبلوماسيين المستقبليين وصناع القرار والقادة العسكريين وأعضاء الخدمة، كما أننا مدينون بذلك للشعب الأمريكي.
ولكن بينما نفعل ذلك، سيظل تركيزنا بلا هوادة على الحاضر وعلى المستقبل. سوف نتأكد من أننا نجد كل فرصة للوفاء بالتزامنا تجاه الشعب الأفغاني، بما في ذلك عن طريق الترحيب بالآلاف منهم في مجتمعاتنا، كما فعل الشعب الأمريكي مرات عديدة من قبل بكرم وفضل عبر تاريخنا.
بهذه الطريقة، سنكرّم كل هؤلاء الرجال والنساء الشجعان، من الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى، الذين خاطروا أو ضحوا بحياتهم كجزء من هذه المهمة الطويلة، حتى اليوم.
شكرا على حسن الإصغاء.
للاطّلاع على مضمون البيان الأصلي يرجى مراجعة الرابط التالي: https://www.state.gov/secretary-of-antony-j-blinken-remarks-on-afghanistan/
هذه الترجمة هي خدمة مجانية مقدمة من وزارة الخارجية الأمريكية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الإنجليزي الأصلي هو النص الرسمي.