وزارة الخارجية الأمريكية
مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية
تصريحات
26 كانون الثاني/يناير 2022
تصريحات للصحافة
قاعة بنجامين فرانكلين
واشنطن العاصمة
الوزير بلينكن: صباح الخير للجميع. لقد عقدت لتوي اجتماعا مثمرا مع معالي وزير الخارجية الدكتور أحمد. سعدت كثيرا باستقبالكم في واشنطن يا أحمد ومبادلتكم الضيافة التي كرمتموني بها أنتم وسمو الأمير وولي العهد في الكويت في شهر تموز/يوليو الماضي. لقد تحدثنا عدة مرات هاتفيا مذاك، ولكن لا شيء يحل محل الحوار وجها لوجه. لا بديل للحوار الذي نجريه اليوم في واشنطن.
أتى هذا الاجتماع اليوم ليتوج الحوار الاستراتيجي الخامس بين الولايات المتحدة والكويت مع حوالى أسبوع من المناقشات المكثفة بين فرقنا. ويمثل هذا الحوار أيضا دليلا إضافيا على التزامنا الدائم بالشراكات القوية عبر منطقة الخليج. يصادف هذا العام العقد السابع من العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، وهي علاقات بدأت بعد فترة وجيزة من نيل الكويت استقلالها. لقد احتفلنا مؤخرا بالذكرى الثلاثين لعمليتي درع الصحراء وعاصفة الصحراء، واللتين قادت الولايات المتحدة فيهما تحالفا من 35 دولة أنهى حرب الخليج وحرر الكويت.
وقد وقفت الكويت إلى جانب الولايات المتحدة عندما حان وقت إنهاء الحرب في أفغانستان، وساعدتنا في إجلاء آلاف الأشخاص من المواطنين الأمريكيين والأجانب والأفغان، وذلك من خلال توفير رحلات طيران ورعاية طبية وملابس وألعاب للأطفال حتى. لقد بلغ الآلاف بر الأمان بفضل مساعدة الكويت وتمكنت العائلات الأفغانية من بدء حياة جديدة في مختلف أنحاء العالم.
وكان ذلك دليلا على كرم الكويت والتزامكم بالعمل الإنساني والاستقرار الدولي، ونحن نشهد على ذلك من خلال الدور القيادي الذي تلعبه الكويت في مؤسسات مثل مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية وكيفية سعيكم للمساعدة في حل النزاعات، كما هو الحال في اليمن، إذ استضفتم محادثات السلام وساعدتم بشكل كبير في الحد من التهديد الذي يشكله تنظيم داعش على الأمن الدولي حتى فيما نبقى يقظين جدا بشأن هذا التهديد المستمر. وقد شهدنا العام الماضي على حنكة الكويت السياسية في كامل قوتها عندما ساعدت وساطتكم في رأب الصدع الذي قسم دول الخليج لسنوات.
لا ينتهي عمل الوساطة وصنع السلام أبدا، ويعرف كلانا ذلك. لقد تحدثنا كثيرا عن ذلك اليوم، وأنا أقدر بشكل خاص المشاورات الوثيقة التي أجريناها اليوم بشأن قضايا من مختلف أنحاء العالم بالفعل.
لقد تحدثنا عن التحدي الأمني المستمر الذي تمثله الاستفزازات الروسية وتهديدها بالعدوان على أوكرانيا. نحن نتفق على أن هذه الأزمة أكبر بكثير من مجرد أوكرانيا أو حتى أوروبا، فهي تشكل مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي بأسره وتتطلب استجابة دولية. وتعرف الكويت ذلك أفضل من أي جهة أخرى لأن بعض المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية التي تدعم السلام والأمن معرضة للخطر في أوكرانيا، على غرار المبدأ القائل بأنه ما من دولة تستطيع تغيير حدود دولة أخرى بالقوة ببساطة أو السعي للسيطرة على قراراتها وإخضاعها لإرادتها في مجال نفوذ ما.
لقد تحدثنا منذ قليل عن تحرير الكويت منذ 31 عاما، لذا تفهم الكويت هذه المبادئ بشكل جيد جدا.
ناقشنا موضوع إيران. وتقدر الولايات المتحدة دعم الكويت للعودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة، أي الاتفاق النووي الإيراني، لأنها الطريقة الأكثر فعالية لضمان عدم تمكن إيران من تطوير سلاح نووي. نحن ممتنون جدا للتنسيق الوثيق الذي تقوم به الكويت من خلال منافذ مثل مجموعة العمل الخليجية الإيرانية، والتي وقفنا فيها معا ضد أعمال إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
وتحدثنا عن هدفنا المشترك المتمثل في تعزيز السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. وشكرت وزير الخارجية على التزام الكويت بتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني، بما في ذلك من خلال المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية.
تتطور الشراكة التي لدينا باستمرار لمواجهة التحديات الجديدة، وقد ناقشنا بعضها اليوم. وركزت فرقنا على هذه التحديات هي الأخرى في خلال الأسبوع الماضي… وسأشير إلى مجال جديد انضممنا معا إليه ونعمل عليه معا، وهو مجال التهديدات البيولوجية.
لقد أوضح الوباء للجميع… لا ننفك نكرر هذا الكلام ولكن التكرار لا يقلل من أهميته. عندما يتعلق الأمر بالأمن الصحي العالمي، لن يكون أي منا آمنا قبل أن نصبح جميعنا آمنين. وتحقيقا لهذه الغاية، وقعت الكويت والولايات المتحدة مذكرة تفاهم لمنع تفشي الأمراض بفعل مسببات الأمراض الخطيرة، والكشف عنها والاستعداد لها. وستتبادل وزارتا الصحة الكويتية والأمريكية المعلومات التقنية وأفضل الممارسات في مراقبة الأمراض بموجب هذه الشراكة. وسنلتقي بانتظام مع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى المشاركة لنتشارك هذه المعرفة على نطاق أوسع في المنطقة حتى نكون أكثر استعدادا للاستجابة للأوبئة المستقبلية بشكل جماعي.
وتبني هذه الجهود على العمل الذي تقوم به دولنا لوقف هذا الوباء، وأود أن أشكر الكويت مرة أخرى على الدور الحيوي الذي تلعبه في الاستجابة لفيروس كوفيد-19. إن الدعم السخي المقدم لمؤسسات مثل منظمة الصحة العالمية ومبادرة كوفاكس يحدث فارقا لناحية توفير لقاحات آمنة وفعالة في مختلف أنحاء العالم.
هذا المستوى من التعاون بين بلدينا لن يكون ممكنا إلا بفعل الروابط القوية التي بنيناها معا على مدى عقود. لقد تمت صياغتها في الحرب وتعزيزها في السلم.
تجمعنا علاقات دفاعية قوية، إذ لطالما استضافت الكويت القوات الأمريكية. لقد عمل جيشانا معا بطرق عدة، بما في ذلك إجراء التدريبات والمناورات معا. وتلتزم الولايات المتحدة بدعم الجيش الكويتي بالمساعدات وكذلك من خلال المبيعات التجارية.
وتجمعنا علاقات اقتصادية قوية. تبلغ علاقتنا التجارية الثنائية اليوم أكثر من 4,5 مليار دولار سنويا ونأمل أن ينمو هذا الرقم أكثر في السنوات المقبلة فيما نجد فرصا جديدة للعمل معا في مجالات مثل البنية التحتية المستدامة والطاقة المتجددة.
نحن نتشارك في الالتزام بحرية الدين والمعتقد، وقد عملت دولتانا معا لتعزيز هذه الحرية على المستوى الثنائي وفي المؤسسات الدولية.
وأخيرا، إن العلاقات بين شعبينا هي القلب النابض للعلاقة بين البلدين. يختار حوالى 10 آلاف كويتي كل عام الدراسة في الولايات المتحدة وفي جامعاتنا ومعاهد اللغة الإنجليزية. ويعيش الآلاف من الكويتيين والأشخاص من أصل كويتي في الولايات المتحدة، كما يعيش عشرات الآلاف من الأمريكيين في الكويت. لا تقدر هذه الروابط الأسرية والثقافية والتعليمية بثمن بالنسبة إلينا وأعرف أن الشعور نفسه ينتاب الكويت.
سأقتبس كلام الرئيس جورج بوش الأب في الليلة التي أعلن فيها تحرير الكويت: “يرفرف علم الكويت مرة أخرى الليلة فوق عاصمة دولة حرة وذات سيادة، والعلم الأمريكي يرفرف فوق سفارتنا”. وما انفك العلمان يرفرفان منذ ذلك الحين وازدادت قوة الصداقة بين الكويت والولايات المتحدة.
أنا ممتن للعمل المذهل الذي قمنا به معا اليوم والذي أنجزته فرقنا في خلال الأسبوع الماضي، وأشكرك على حضورك يا صديقي وعلى التزامنا المشترك في مواصلة العمل في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة. شكرا.
وزير الخارجية الصباح: شكرا جزيلا. سيداتي سادتي، معالي الوزير وصديقي العزيز توني. شكرا جزيلا على استضافتنا وأشكرك شخصيا على هذه الدعوة. يسعدني بالفعل أن أتواجد هنا في واشنطن، ويسعدني أيضا أن نلتقي وجها لوجه، لذا أشكرك على ذلك.
لا أود أن أكرر كل ما ذكرته، بل أود التحدث عن نقاط أخرى، وأود أن أشيد أولا بكافة الجهود والعمل الشاق الذي بذلته وفودنا وعملها الدؤوب وجهودها المتواصلة في الإعداد والتنفيذ لهذه الجولة من الحوار.
تأتي زيارتي فعلا بعد زيارتك للكويت نهاية شهر حزيران/يونيو الماضي، وبالتحديد قبل مجرد يومين من ذكرى غزو العراق للكويت. ويوضح ذلك قوة علاقتنا والالتزام الذي أبدته الولايات المتحدة مرارا وتكرارا بأمن الكويت والمنطقة واستقرارهما، ولذلك أشكركم.
الكويت والولايات المتحدة شريكان قويان وصديقان عظيمان، ونحن نقدر كثيرا هذه الشراكة القوية تاريخيا ونقدر جهود الولايات المتحدة للحفاظ على السلام والأمن في المنطقة. لقد كنا شركاء طوال ثلاثة عقود منذ تحرير الكويت ومررنا بالكثير من المشقات وشهدنا الكثير من المعالم في علاقاتنا. نحن شريكان في مكافحة الإرهاب بعد أحداث 11 أيلول/سبتمبر، وكنا أيضا شريكين في تحرير العراق. وأخيرا، كنا شريكان في العام الماضي بتوفير ممرات مؤقتة آمنة لكافة الأفغان والمواطنين الأمريكيين والمقيمين الدائمين عبر الكويت، لتكون هذه العملية الأكبر من نوعها، ونحن فخورون بأن نكون جزءا من ذلك.
نحن نقدر التزام الولايات المتحدة المستمر بأمن الكويت واستقرار المنطقة، والذي يظهر فعلا صداقة حقيقية تتمثل في التحالف القوي الذي تم تشكيله بالدماء والجهود عند كل نقطة حرجة في التاريخ. ونحتفل هذا العام بالذكرى الـ31 لتحرير الكويت بقيادة الولايات المتحدة، كما نحتفل بالذكرى الـ61 لعلاقتنا الدبلوماسية.
وكما تعلمون جيدا وكما ذكرت يا توني، يختتم هذا الاجتماع حوارنا الاستراتيجي الخامس. لقد تحرك الحوار منذ انطلاقه بوتيرة كبيرة جدا تعكس التطلعات القوية لقيادتنا وشعبنا. ونحن نتطلع إلى الاجتماع السادس واستضافتكم في الكويت لحضوره.
أشكرك على صداقتك مرة أخرى وعلى هذه الشراكة، وسنواصل تبادل الآراء لتعزيز الشراكة من خلال المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص وبين شعبينا. وسأستقبلك في الكويت من أجل الجولة السادسة من الحوار، وأشكركم جزيل الشكر على ترحيبكم الحار بي ووفد بلدي على الرغم من برودة الطقس هنا. شكرا لك يا توني.
الوزير بلينكن: شكرا لك يا صديقي.
للاطلاع على النص الأصلي: https://www.state.gov/secretary-antony-j-blinken-and-kuwaiti-foreign-minister-sheikh-ahmed-nasser-al-mohammed-al-sabah-statements-to-the-press/
هذه الترجمة هي خدمة مجانية، مع الأخذ بالاعتبار أن النص الانجليزي الأصلي هو النص الرسمي.